علي عمر الصيعري -
لم يعد بخافٍ على أحد إن تمسك حكام الرياض بإعادة شرعية الرئيس الفار، والتي انتهت شرعيته اصلاً ، اصبح ضرباً من الإدعاء الغبي لأنهم يعلمون جلياً إن شرعيته المزيفة وشعبيته قد بلغتا الحضيض بين أوساط الشعب اليمني . وأبسط دليل على هذا ما نشاهده في صفحات " الفيسبوك " كمثال إذ أن 90% من مستخدميه يرون في " هادي " شخصاً خان وطنه واستعدى عليه من له مطامع ومصالح فيه ، بل إنه لم يعد مرغوباً فيه ولا يمكن أن يستقبله إلاَّ من ارتهن به مقابل حفنة ريالات سعودية ، إذا علمنا أن هناك مليون وتسعمائة يمني مستخدم ومشترك في وسيلة التواصل الاجتماعي هذه ، ناهيك عن الوسائل الأخرى والمواقع الإلكترونية والصحف اليمنية وغير ذلك . إذاً فمسألة إعادة الشرعية لهادي التي يتحجج بها آل سعود لا تعطيهم الحق في الاعتداء على اليمن وتدميره وقتل شعبه وبخاصة طائرات الموت التي تجاوزت المائة يوم إلى الآن .
اصبح وضع آل سعود اليوم من اعتدائهم الغاشم ، وبحسب " نيويورك تايمز" محاصرا بالتحركات الدولية.. وتقارير جرائم الحرب تحاصر وتلاحق التحالف العسكري السعودي في اليمن بالضغوطات ، ورأت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ان "السعودية ألقت بنفسها في الهاوية، وأن غاراتها الجوية على اليمن تشكل ضربة قاضية لها وللشرق الأوسط على حد سواء".
وتساءلت الصحيفة "من اتخذ قرار خوض هذه الحرب في أكثر الدول العربية فقرا ؟ السعوديون، الذين يشتهر ملكهم في العالم العربي بأنه عاجز عن اتخاذ قرارات تتعلق بالدولة ؟ أم أمراء داخل الجيش السعودي قلقون من أن قوات الأمن قد لا تكون موالية للعائلة الحاكمة ؟".
إذن ما الهدف الخفي للسعودية في اليمن ؟! هذا السؤال اجاب عليه العديد من المراقبين والمحللين السياسيين ولم يعد بخافٍ على احد . فلو اخذنا مطامع حكام الرياض الاقتصادية في اليمن وأولويتها في النفط بإيجاد منفذ بحري لنفطها في حضرموت يكون تحت اشرافها وتحكمها في ارضية مرور انابيبه ، فإن هذا المطمع الاقتصادي ليس هو أعلى مطامعهم ، ولو قلنا أنهم يعملون على تأمين حدودهم من التوسع الإيراني المزعوم في اليمن فإن هذا القلق غير المشروع كان أولى بهم أن يبدوه تجاه جارتهم إيران التي يتعايشون معها حالياً على الرغم من احتلالها جزراً بكاملها هي أراض إماراتية إذن ما الهدف الأبرز لحكام آل سعود في عدوانهم على اليمن ؟ّ بوجيز العبارة يتبلور هذا المطمع الدنيء في سعيهم لفرض الوصاية على الشعب اليمني وتركيعه ليكون ووطنه تابعاً لعجرفتهم وتسلطهم ، وهذا هو طلب المستحيل إذا ما عرفنا إن الشعب اليمني درج منذ نعومة اظفاره على العزة والشموخ والإباء ومن المستحيل تركيعه وشواهد التاريخ دالة على ذلك , فليتعظ " آل سلول " وليضعوا امام اعينهم إن الكرامة والسيادة الوطنية هي رأسمال هذا الشعب الفقير الصامد ولن يفرط في ذلك .