عبدالله الصعفاني -
العبد لله مع الذين لا يرون في زيارة خالد بحاح أي مؤشر على تأمين عدن.. ليس لأن هذه الزيارة استحضرت المثل العربي «ما أن سلّم حتى ودّع» وإنما لأنها عكست المأزق الذي يعيشه هادي ومن إليه، والورطة التي أوقع أهل العدوان الخارجي أنفسهم فيها، حيث تطلبت الحاجة وصول بحاح إلى عدن لمجرد التقاط مجموعة من الصور لزوم «الشو الخليجي الأمريكي» بعد كل هذه الشهور على قصف الطائرات والبارجات لليمن خارج أبجديات العلوم العسكرية التي تقول إنه ليس بعد الاستيلاء على السماء والقصف الجوي إلا التقدم البري فإذا بالهجوم البري هنااااك إلى الشمال من صعدة رغم ما تعرضت له المحافظة من القصف بنظام البساط أو ما يسمى بالأرض المحروقة.
* ولو افترضنا أن كل هذا العدوان الإقليمي والدولي هو ضد ما يسمونه «مليشيات الحوثي وصالح» فإن ما يراه كل من يمتلك قدرة على النظر أن هذه القوة إنما تقاتل تحت علم الجمهورية اليمنية، فيما الرئيس المفترض ومن يليه من دولة الفندق الخارجي يشرفون في الحرب الداخلية على مليشيات هي خليط من المقاتلين تحت أعلام القاعدة وأعلام الانفصال وأعلام داعش وأعلام السعودية.. وفي أحسن أوضاع هؤلاء فإنهم في مربع عدم الفخر بأنه صار لليمن فيما بعد توليهم السلطة وفرارهم ثلاثة أشطار.. شطر للقاعدة في حضرموت، وشطر لهادي في ما تم الاستيلاء عليه من عدن، وشطر كبير يسعون لتحريره من صالح ومن الحوثي.
* مئات الغارات للاستيلاء على مطار وأحياء في مدينة، وغطاء لكل إنزال أو حتى فرار، وغطاء لمجرد التقاط بعض صور الايحاء بأن عدن صارت في اليد وغادرت الشجرة، وكوكتيل أعلام تهييء للاقتتال وتبرر لتدخل النيران الصديقة كما حدث للحراك من طائرات السعودية ممهور برفض علم الوحدة وتمزيق حتى علم الدولة الشطرية القديمة.. وشعب مقتول وموجوع وكلها أحوال بائسة لا تنفع معها أي صور بقدر ما تذكر خالد بحاح ومن خلفه هادي والبقية أن اليمنيين بحاجة إلى عودة كل الأطراف إلى كلمة سواء لا ينسى فيها أهل الخارج قبل أهل الداخل أن الأهداف المحترمة هي أهداف من الشعب من أجل الشعب، وخطط متخصصين، وإقرار من برلمان، وتنفيذ من حكومة محترمة.. فأين الجميع من الحكاية ومن الرواية..؟!