موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 03-أغسطس-2015
وحيد الطوالبة -
ما دفعني للكتابة عن الرئيس اليمني السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح هو ما تعرضت له من هجوم بعد ان اجريت مع فخامته الحوار الصحفي الذي نُشر في فرسان التغيير منتصف ليلة الجمعة قبل الماضية والكم الهائل من الاتصالات التي تلقيتها وتضمنت سؤالاً واحداً هو: لماذا تساند علي عبدالله صالح؟
وهنا اصبح لزاما ًعليّ توضيح كل شيء للقارئ سواء أكان من اليمنيين او العرب او الاردنيين، وجميعنا مصيرنا واحد وديننا واحد ومستقبلنا واحد.
قناعتي بـ«علي عبدالله صالح».. انه رجل يمتلك من الفراسة ما يجعله رجلاً يمتاز بقصر المسافة بين دماغه ولسانه بحيث يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، وهو اتقن التعامل مع كل من انقلبوا او تقلبوا على السلطة في الشمال والجنوب سواء قبل تحقيق الوحدة او بعدها، وهو ذكي بالفطرة والممارسة ويمتلك مفاتيح الحل لما يجري في اليمن حالياً.
لن أدخل بالتفاصيل في فترة حكمه لليمن الشمالي قبل الوحدة لكن يمكنني القول انه استطاع تحويل مطالب شيوخ القبائل منه في بداية عهده حيث كانوا يقولون له " يا علي نشتي سلاح ونشتي ذخيرة وزلط " حيث حولها بعد سنوات الى مطالب " ياعلي نشتي مدارس وطرقات ونشتي كهرباء " وهو الرئيس الوحيد في الشمال الذي كان يمكنه الخروج من صنعاء الى مناطق سيادة القبائل حيث لم يجرؤ احد قبله الخروج اكثر من مناطق ضلاع همدان ومحافظة ذمار في احسن الاحوال.
جاء علي عبدالله صالح بعد مقتل ثلاثة رؤساء في اقل من ثمانية اشهر اثنين في الشمال ابراهيم الحمدي واحمد الغشمي وواحد في الجنوب هو سالم ربيّع علي " سالمين ".. جاء للرئاسة وعلى كتفه حمل ارضاء شيوخ القبائل في الشمال ومواصلة مسيرة تحقيق الوحدة اليمنية.. ففي الشمال اعتاد شيوخ القبائل على ان يقبضوا مرتبات شهرية وسيارات من مكتب الامير سلطان بن عبدالعزيز وهو كان يعرفهم بلاشك ولاداعي لتسميتهم هنا ولكن للتذكير وعلى سبيل المثال فقد طلب من الشيخ غالب الاجدع العهد عندما نزل من الطائرة التي أقلته من تعز وكان يقودها الطيار محمد ضيف الله وزير الدفاع لاحقاً وكان بانتطاره كافة مشائخ اليمن لمعاهدته وقال له : عاهدني ياعم غالب.. وتم العهد... وفي الجنوب كان لزاماً عليه ان يستوعب قادة الجنوب على تناقضاتهم الفكرية والسياسية وتناقض مصالحهم الشخصية وحبهم للسلطة، وهنا تجدر الاشارة إلى ان عدد من قُتلوا في احداث يناير - 1986م بين علي ناصر محمد وعلي سالم البيض وصل الى اربعة اضعاف من قُتلوا في حرب الانفصال عام 1994م والتي تجسدت فيها الوحدة اليمنية وسقط فيها مشروع الانفصال المدعوم خليجياً، وهنا يسجل لصالح انه استطاع ان يتغلب على سيناريو الانفصال بمهارات شخصية، وهنا اشير الى اصداره قرار العفو العام اثناء المعركة.
كل ذلك وما حققه علي عبدالله صالح كان يجب ان يرافقه اصلاحات جذرية في تركيبة الانسان اليمني.. بمعنى ان اليمن كان بحاجة للاصلاح الاجتماعي وليس الاصلاح السياسي وتقاسم السلطة تارة مع الحزب الاشتراكي وتارة مع التجمع اليمني للاصلاح "الاخوان"..
لماذا الاصلاح الاجتماعي؟؟ لان الانسان اليمني بطبعه يميل للرشوة فشيوخ القبائل الذي اعتادوا على الرشوة من جيرانهم الاثرياء يقابلهم اليمني الموظف وشرطي المرور وموظف الجمارك الذي يريد ان يعيش ويخزن القات يومياً وهذا وحده بحاجة لموازنة شهرية تفوق ثلاثة اضعاف الراتب، مع عدم الاغفال ان الانسان اليمني هو انسان مكافح ومزارع نشيط ومعماري نادر، ويعتمد على نفسه، لكن أجهزة الدولة كاملة كانت تنخرها الرشوة، فضلاً عن الفساد الذي يغزو كل من حول الرئيس صالح.
علي عبدالله صالح لم يكن فاسداً ولاسلطوياً لكنه لم يكن قادراً على ان يكون حازماً وصارماً في بيئة كالمجتمع اليمني، واذا ما اراد تغيير قائد عسكري بآخر فإن القائد الجديد كثيراً ما كان يستعين بقبيلته لإخراج القائد المقال بقرار جمهوري.. وهنا اسمحوا لي بعدم التعرض لذكر الاسماء كأمثلة.
لهذا وعندما حقق الانتصار وهزم الانفصاليين اعتقد ان اعادة تحقيق الوحدة اليمنية هي الانجاز الاكبر في حياة اليمنيين وانهم سيصونونه بدمائهم.. وهنا وقعت الاخطاء الفادحة بعد الدخول الى الجنوب وتحديداً الى عدن وحضرموت حيث استولى أبناء الشيخ عبدالله الاحمر والشيخ عبدالمجيد الزنداني وكافة قيادات الاصلاح على كافة الاراضي لأن الاراضي في الجنوب كانت مملوكة للدولة بحكم النظام الشيوعي سابقاً بينما هي في الشمال مملوكة للقبائل لان الرسول "صلى الله عليه وآله وسلم" تركها لأبناء القبائل بعد دخول اليمنيين في الاسلام بلا قتال.. وكان محافظ عدن طه غانم وقائد المنطقة العسكرية "آنذاك" محمد علي محسن هما ذراعي الفساد في موضوع الاراضي.
وفي عدن سادت روح انتقامية من قبل كوادر الاصلاح تجاه السكان ولم تكن تعترف نقاط التفتيش الاصلاحية بعقود زواج الجنوبيين من زوجاتهم وهاجموا منطقة الجولدمور الساحلية بعدن ومنعوا السباحة واغلقوا الفندق الذي كان يملكه الدكتور عبدالله الكثيري وغابت وجوه نساء عدن تحت الشالات والبرقع وهن اللواتي تعودن على الانفتاح ليس بحكم شيوع الشيوعية لكن عدن هي نشأة بريطانية ومدينة ساحلية وليست كصنعاء ولايمكن ان تكون.. والرئيس صالح حاول كبح جماع التطرف الاصلاحي ولم يتمكن لانهم شركاء بالنصر.
وفي حضرموت كان وقع المأساة أكبر.. حيث سافرت في ثالث ايام حسم المعركة الى المكلا عاصمة حضرموت برفقة وزير النقل "آنذاك" عبدالقادر باجمال رئيس الوزراء لاحقاً والشيخ عبدالمجيد الزنداني والشيخ عبدالوهاب الآنسي نائب رئيس الوزراء ومطهر تقي وكيل وزارة الاعلام وصالح عباد الخولاني محافظ حضرموت.. وهناك شاهدت كم استباح أولاد الشيخ عبدالله الاحمر وقيادات الاصلاح كل حضرموت... وعندما توجهنا في اليوم التالي الى مدينة الشحر حيث ألقى الزنداني كلمة بآلاف ابناء المنطقة.. وبعد انتهاء محاضرته قلت له انا اريد الذهاب الى حيث دفن وزير النفط بن حسينون والذي قتل في المعركة وكان احد قيادات الانفصال وهنا كان طلبي فقط لأرى ردة فعل الشيخ الزنداني الذي استشاط غضباً وقال: لماذا تريد زيارة قبره؟؟ فقلت له للتأكد انه مدفون هناك.. فقال اذهب وتأكد ولكن عليك ان تبول على قبره.. انا صعقت من اخلاق الشيخ.. والتزمت الصمت.. ومنذ تلك اللحظة قررت متابعة نشاطاته بالتفصيل.. لاحقاً أسس الشركة اليمنية للصيد البحري وجمع مليارات الريالات من فقراء اليمن ولم يمنحهم أرباحاً ولم تخرج الشركة للنور ولم تعد الاموال لأصحابها.. كلها في بطن الشيخ ولاتزال.
علي عبدالله صالح منحه الله فرصة تحقيق الوحدة اليمنية لكن الله لم يمنحه قدرة التخلص من كل من حوله وبالذات الذين كانوا يديرون الشراكة معه بالحكم.. وهنا اسجل وعلى مدى خمسة اعوام امضيتها باليمن انني لم أجد مؤتمرياً فاسداً لانهم كانوا يعملون فقط بالشأن السياسي، في حين تفرغ شركاء المؤتمر للنهب والغنائم واستثمار مواقعهم، وكله بالنتيجة انعكس سلباً على الرئيس صالح الذي يواجه اليوم عنكبوتياً داخلياً شرساً وتلاحقه الافاعي من كل حدب وصوب..
أشهد شهادتي هذه للتاريخ وليس من أجل علي عبدالله صالح.. والحوار الصحفي كان معه من أجل اليمن ومن أجل اليمنيين.
> فرسان التغيير - عمان
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)