موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


تقرير: 10٪ من أهالي غزة استشهدوا أو أصيبوا أو فقدوا - ابتعدوا عن مجاري السيول.. الأرصاد يحذّر - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 39175 - تحذير لسائقي باصات الأجرة من عدم الالتزام بخط السير - صنعاء تحذّر من تصعيد خطير في حضرموت - "ثلاثة كابلات بحرية".. بيان عاجل من وزارة الاتصالات في صنعاء - سفينتا بضائع وحديد ترسوان بميناء الحديدة - المطري: لدينا مخزون كافٍ من الغاز بصنعاء - حصيلة جديدة للشهداء والمصابين في الحديدة - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 38 ألفاً و983 -
الأخبار والتقارير
الميثاق نت -

الإثنين, 10-أغسطس-2015
عبدالرحمن مراد -
< بعد كل حالة اضطراب وقلاقل وتدافع يأتي السلام وبعد كل حالة سلام وسكينة وهدوء، تتفجر الأحداث وتضطرب الأمواج ويتحرك الراكد وتسفك الدماء وتمور الأرض، ولذلك يذهب فقهاء المذاهب الى القول بطهارة الماء المتحرك ونجاسة الماء الراكد لتأسنه، فالحركة هي عملية ثورية تطهيرية تحدث في كل الحقب والعصور تدافعاً ورفضاً للتأسن والثبات والملل الذي يصيب الحيوان والبشر.
ومثلما أن السلام يأتي من الحرب.. فالحرب تأتي من السلام، ذلك لأن أهم الأمور تأتي من عكسها، بيد أن صورة السلام تختلف من حين الى آخر، فالسلام الذي كان يسود بلادنا قبل عام 2011م كان فترة كبت تتهيأ للانفجار لا فترة سلام، لأن السلام الحقيقي هو الرضى النفسي بما هو قائم أو الأمل بتحسينه بفعل العامل الزمني، لكن ذلك السلام كان بمثابة التجمع للانقضاض، فهو حرب في النفس لا تنتظر الا الميدان المدجج بالسلاح، وقد كان ذلك الميدان ومايزال مستمراً الى زمن العدوان السعودي الذي أهلك الحرث والنسل ودمر كل شيء في اليمن، إذ أنه لم يبقِ ولم يذر، وسيكون للعدوان وظيفتان مزدوجتان ومتضادتان وهما السلام والحرب، فالسلام هو مرفأ الأمان والاستقرار الذي سترسو سفينة اليمن عنده بعد كل هذا الإبحار في ظل العواصف والأنواء والأمواج المضطربة التي تقاذفت اليمن منذ 2011م وحتى 2015م وهي قد أخذت حظها من حركة التدافع والثورة والتطهير في البناءات المختلفة الاجتماعية والثقافية والسياسية.. والحرب هو البحر اللجي المتلاطم الذي ينتظر النظام السعودي الذي أخذ حظه من الاستقرار والهدوء والسكينة والثبات وقانون التدافع سيأخذه الى مربعات الحركة بعد أن فسدت العلاقة بين المجتمع والسلطة وساهم العدوان في تعرية النظام وعمل على تفكيك بناءاته وأحدث خللاً واضحاً وشرخاً بيّناً في جدار النظام العام والقانون الطبيعي وتكشفت حقيقة النظام وأدواته أمام العالم بعد أن عملت الامبراطورية الاعلامية التي يديرها على تغطية الكثير من الحقائق وحاولت أن تبرز الوجه المشرق لآل سعود، ولكن عدالة السماء تأبى إلا أن تكون حاضرة كي تعيد ترتيب الأشياء وتعمل على إعادة صياغة مفردات العلاقة بين الله وبين بني البشر حتى يستقيم اعوجاج الحياة وتعود الطبائع البشرية الى فطرتها السليمة وانسيتها وتخرج من توحشها البدوي الصحراوي الذي كان هو السائد في المشهد الدرامي التي تشهده المنطقة العربية.
لقد رأينا كيف مد الله آل سعود في طغيانهم وهم يعمهون لا يرون إلا التألُّه والتفرد والفرعنة وهي حالات متوحدة جامعها الأساس هو الكبر، والكبر من الصفات التي تتضاد مع قيم ومبادئ الحق والعدل والخير ومع تعاليم الله وسننه في كونه، وقد جاء في المرويات القدسية أن الله يقول: «الكبر ردائي من نازعني ردائي سلبته ثوب الوقار»، ولا أرى آل سعود إلا وقد سلبهم الله ثوب وقارهم وحطّ من قدرهم وسنراهم غداً وقد صغروا وهانوا وذهبت مروءتهم وفسد حالهم وكذلك يفعل ربك بالقوم الظالمين المتكبرين على مر الأزمنة والعصور، «وما كان ربك بغافل عما يعمل الظالمون»، وإن ظننا لهم الغلبة والقدرة المادية، فالله في نصرته للمستضعفين لا يقيس الأمور بالمعايير المادية ولكنه يزنها بالقسطاس المبين، وهو الحق العدل الحكيم الذي لا يظلم عباده المؤمنين والمعتصمين بحبله المتين.
لم يعد السلام أمراً وارداً في قابل الأيام في المملكة العربية السعودية ولا أظن أن مجد آل سعود سيبقى بنفس المعنى الذي عليه اليوم، فالهويات التاريخية استيقظت في حائل وفي نجد وفي الحجاز وفي الشرقية وفي القطيف وفي عسير ونجران وجيزان بعد أن عرف المجتمع هناك حقيقة النظام وازدواجية تعامله ونظرته الى عامة الناس ومستوى تعامله الأخلاقي والقيمي والإنساني مع الجغرافيا الوطنية ذات الهويات التاريخية المتعددة والثقافات المتعددة.. ومن البدهي القول: إن السعودية في صيغتها التي هي عليها تتضاد مع الهويات الحضارية للجغرافيا وحالة التفرد التي عليها من خلال الاستغراق والاحتواء للجغرافيا والاختزال، ستكون سبباً مباشراً في تقويض دعائم المملكة في قابل الأيام، فآثار العدوان على اليمن لن تكون نتائجها إيجابية على النظام السعودي وإن توهم النظام السعودي ذلك، وفي المقابل لن تكون كارثية على اليمن وإن توهم الكثير ذلك في اليمن، من خلال المعيارية المادية التي تزن الأمور بموازين غير جوهرية وغير حقيقية، ذلك أن حقائق الأمور في جوهرها وليس في مظاهرها الشكلية، وهي في اليمن ليس في الأثر المادي المدمر ولا هي المظاهر العامة بل هي في الأثر الوجداني والطاقات الانفعالية التي ستذهب الى المستقبل بروح العمران والبناء وبقيم المحبة والسلام، ذلك أن الحياة السعيدة تخرج من رحم الحروب.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
هل يتجاوب "محور الاعتدال" العربي مع المُتغيرات الراهنة أم يفوته القطار مجدداً؟
السيد شبل*

وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)