الشيخ حسين حازب - الرغم من أن البعض من الإصلاحيين، وبعض الذين لا يدركون ما حولهم، وبعض قبائلنا والعاجزين والذين يتأثرون بكل ما سمعوه، والمغرضين... يقولون إني حوثي «وكالة»، وإني أحد أعضاء جماعة أنصار الله.. وطبعاً ليس في ذلك القول والاتهام عيب ولا مذمة ولا نقص، مثلما أنه ليس مذمة أن يكون الإنسان إصلاحياً أو اشتراكياً أو من حزب الخضر، فأنصار الله جزء أصيل من هذا الوطن، ونسيجه الاجتماعي والسياسي، ويحق لكم ما يحق لغيركم.
ويكفي أنكم ومعكم المؤتمر وشرفاء الوطن تحملون شرف مقاومة العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن أرضاً وإنساناً ووجوداً وحضارة..
وهذا يجعل الاتهام بأن فلان متحوث شرفاً وليس مذمة..مادام يواجه العدو الخارجي.
لكن، أنتم تعرفون، وأنا أعرف، وقَبْلَنا كلنا الله سبحانه وتعالى يعرف أني لم أدقدق أبوابكم لأكون عضواً في جماعتكم، وأنكم لم تعرضوا عليَّ ذلك، وأني غير منتمٍ لأنصار الله، ولا متحوّث، كما يقال..!
لأأني متشرف وأزهو ومقتنع بعضويتي في المؤتمر الشعبي العام الذي علّمني القبول بالآخر والحديث معه.. والوسطية في المواقف وعدم العقد الدينية والمذهبية والمناطقية التي لا يخلو منها أحد غير المؤتمر الشعبي العام، بمن في ذلك أنتم..!
قد أتفق معكم في القليل، وأختلف معكم في الكثير من الأمور السياسية والعامة، وما يجري على الساحة منذ اعتذرت لكم الحكومة والدولة عن الحروب الست التي كان يقودها من يقاتلكم اليوم..!
ولكن هذا الخلاف، وعدم عضويتي في جماعة أو مكون أنصار الله، لا أظنه يمنع أن أوجه إليكم هذه النصائح التي أراها غاية في الأهمية.. لأنكم من يدير الدولة ومؤسساتها؛ ولأن هذه الإدارة للدولة من قبلكم تمسنا وتهمنا جميعاً، ويحق لنا أن ننصح أو ننتقد من أجلها.
وقد قلتها أو قلت البعض منها لأفراد منكم قبل وبعد العدوان أكثر من مرة، أو أشرت إليها في كتابات مبعثرة هنا وهناك.. وهذه النصائح هي:
1- الدولة يجب أن تُدار بملابسها وبشعارها وبقوانينها التي مازالت سارية، فلبس الدولة وشعارها وقانونها يزيل كل الفوارق، ويجعل الناس ينظرون للدولة ومظاهرها، وليس لمن يديرها ومَنْ هو، ولماذا يعمل هكذا، وأن يكون القانون في التعيين والعزل والترقية هو السائد..
2- اليمن أكبر بكثير من أن تُدار بلجنة- مع شديد احترامي لأشخاص اللجنة الثورية وشجاعتهم وما قدموه وواجهوه - لكن نحن اليمن، واليمن يجب أن تُدار بمسمى أكبر من (لجنة).. وليكن أشخاص اللجنة الثورية في هذه الإدارة والمسمّى التي يجب أن تفكروا فيها، فدولة لا يوجد فيها مؤسسة رئاسة وحكومة، لا يُلام العالم إذا تعامل مع هادي ورياض ياسين ومن على شاكلتهم..
3- المشرفون واللجان في الوزارات والمؤسسات وكل أجهزة الدولة عملية يجب أن تنتهي فوراً، وأن تعززوا الثقة في من يديرها بأساس قانوني، وتلزموه بالقانون الذي يحدد كل شيء.. أو تستبدلوهم بمن تريدون وتنهوا هذا الازدواج والتخبط في العمل الحكومي.. فوالله لو كنت في منصب فلن أقبل مشرفاً..
إما أن أكون ثقة، والقانون يحدد طريقة الرقابة والإشراف عليَّ ومحاسبتي إن أخطأت.. أو يأتي هذا المشرف (الثقة) لديكم ويحل محلي..
4- تفجير المنازل عمل غير صالح وخسران مبين، حتى لو مالكه يستحق أقصى العقوبات، فالمباني تأوي نساءً واطفالاً، وتظلهم وتسترهم، وفيها تاريخ الأسرة وذكرياتها، أفراحاً وأتراحاً.. وهي عادة مرفوضة في اليمن.. ولا تنسجم بأي حال من الأحوال مع من يدَّعون المشاركة والقبول بالآخر.
5- من يشارككم في إدارة الدولة والمواجهة والموقف ويستمر في تسيير أعمال المرفق الذي يعمل فيه ويتحمل التعب والسهر والحضور والتواجد، فمن اللازم أن تسمعوه، وتشركوه في التخطيط والقرار والمتابعة والتقييم. ولا تتعاملوا معه كآلة عليه التنفيذ وبس.. ولا أن يجتهد ويكد، وبعد ذلك يأتي واحد منكم ليقضي على جهده بتصرف طائش، يجعل هذا المجتهد في وضع لا يُحسد عليه.
6- ما يصدر من تصريحات أو كتابات عن أحد أعضاء اللجنة الثورية أو المجلس السياسي لأنصار الله تتناول الآخرين، عمليه تعبر عن رأي جماعة أنصار الله واللجنة الثورية، ولهذا فإما أن تعملوا لها ولأصحابها حلاً وإعادة ضبط، أو تقولوا رأيكم فيها مباشرة. وفي كهذا وضعٍ لا يكفي أن يُقال إنها تعبر عن وجهة نظر صاحبها..!
وقبل الختام.. أنا أقدر الظرف الاستثنائي الذي يمر به البلد، لكن كل أمر فيه صلاح للشأن العام وتعزيز للتلاحم، فهو لا يقل أهمية عن الظرف العسكري والأمني الذي تعيشه البلاد.. والكل مشغول به.
وأقول لكم: لو لم أنصح بهذه النصائح من قبل العدوان، لما قلتها مجدداً اليوم...
ذلك ما أحببت طرحه عليكم وأنصح به، أو بالأصح ما أراه وأسمعه عند الغالب الأعم من الناس..
راجياً من الله أن يكون ذلك لوجهه الكريم، وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. أرجو أن يجد له مكاناً في تفكيركم..
نصرالله اليمن، وشعب اليمن، إنه ولي ذلك والقادر عليه..
|