مطهر الاشموري - أعترف وأفتخر أنني ومنذ حرب 1994م جعلت الفساد أحد القضايا المحورية في تعاط ناقد مستمر وبحِدَّة، وكان للمؤتمر الشعبي نصيب الأسد في هذا النقد وفي صحف الحكومة وفي ظل وضع المؤتمر الشعبي العام كحزب حاكم.
وعندما أذكر بهذا فهذه بمثابة شهادة للمؤتمر يقدم تعامله مع النقد ومساحة الحرية في ظل وضعه كحزب حاكم وفي الصحف الحكومية التي يستطيع فيها وبسهولة منع النقد أو تخفيض سقف الحرية.
أعترف وأشهد في 2015م أنني كتبت كما أريد وكل ما أريد وربما آخرون تدخلوا أو تداخلوا غير المؤتمر.. وبالتالي فهذا التذكير والاسترجاع هو فخر للمؤتمر أنه كان ذلك أو كذلك في التعامل مع الحريات كواقع ووقائع.
أذكر وفي ذات الفترة مقيلاً في أناس يطرحون بتحضر ورقي لأجد من يحاورني ويطرح معي بطريقة أن الانتخابات باتت قريبة.. فهل ترى أفضل وأفضلية كبديل للمؤتمر ليحكم وينجح؟
أجبت أن أي بديل يخيف وسأكون الأخوف من البديل في ظل ما أراه كبدائل؟
كأنما وصل المتحاورون معي الى مبتغاهم ليقولوا لي أنت بهذه الحملات الحادة على المؤتمر تؤثر عليه في الانتخابات، فكيف يستقيم منطق حدتك في حملة إلى حد التحامل على المؤتمر ومنطق ماتطرح أمامنا؟
أجبت عليكم في هذا السياق أن لاتعمدوا لتكبير وتصغير أو تقزيم المؤتمر لتصلوا فقط إلى محاصرة وإدانة شخصي، فالمؤتمر لم يكن ليسمح بالنقد إلا من ثقة بالإجمال والإجماليات فيما يعمل وفيما يعتمل، والمسألة بالنسبة لي هي أن المؤتمر يحتاج إلى استمرارية النقد والتقويم وذلك لم يعد له علاقة بوضع وتموضع المؤتمر ولا بأي أحداث كالانتخابات.. فالمؤتمر هو المتراكم والقائم حاجية للواقع فوق البدائل تقابلها حاجية الواقع لهذا النقد والتقويم وفي ظل حاجية الواقع للمؤتمر عليه أن لايصادر الحاجية لمقابلة الواقع..
حين أبلغني الزميل العزيز رئيس التحرير الأستاذ/محمد أنعم أن العدد سيكرس للذكرى الـ«33» لتأسيس المؤتمر وجدت نفسي استرجع هذا السياق الربطي والرابطي في علاقتي بالمؤتمر كصحفي وعلاقة المؤتمر بالواقع أو الشارع. .
لولا اختلاف في هذه العلاقة للمؤتمر بالنقد وبالواقع أو الشارع في تقديري لكان آل من خلال وبعد أحداث 2011م الى ما آل إليه حزب الأحرار الدستوري في تونس والحزب الوطني في مصر.. ولعلي أذكّر بهذا من كان يجادلني في تلك الفترات قبل 2011م كما المقيل الذي ذكرته أو تذكرته أو حتى من عمل وسعي لاقصائي وتحت مبرر أن مثل شخصي هو من يسعى لإقصاء المؤتمر أو الإضرار به.
إنني أقول وبكل ثقة بأنه لامصلحة لي شخصياً لامن المؤتمر ولا مع المؤتمر ولكن تربطني به القضايا العامة والمصلحة العامة وبالتالي فإني أتعاطى مع المؤتمر حين الإشادة والثناء أو حين النقد بأي سقف من الخِدَّة فمن منظور المصلحة العامة ومن وعي يختلف عن وعي الصراعات والصداعات.
تأسيس المؤتمر 1982م كان التأسيس الداعي المتدرج والبعيد لاستقلالية اليمن، وهي بدأت في ذات العام في دفع مرتبات الجيش من الخزينة العامة والاستغناء عن آل سعود وانتظارها شهرياً وتوجت بتحقق وتحقيق الوحدة 1990م.. ونحن في حرب 1994م واجهنا ثقلي السعودية ومصر بشكل غير مباشر، ومواجهة العدوان 2015م هو مواجهة للثقلين بالمباشرة وهكذا فالمؤتمر هو ثقل ومحورية المواقف الوطنية وبوعي الأبعاد والأبعد.
وهكذا فالمؤتمر بقدر ما بات المظلة الوطني الأكثر وعياً والابعد أفقاً والأوسع والأشمل تأثراً وتأثيراً فهو بات يختزل التاريخ أو يختزل في التاريخ كوعي واستيعات لمفهوم ووعي الوطن والوطنية فوق مزايدات الزيف ومناقصات النزيف، وها هو يحتفل في الذكرى الـ33ل تأسيسة ثابتاً شامخاً يجسد اليمن وفيه يتجسد.
|