|
|
|
الميثاق نت - حقّقت المرأة في ظل رعاية المؤتمر الشعبي العام حضوراً جيداً
< المقارن لتاريخ المؤتمر الحافل الممتد لثلاثة وثلاثين عاماً يلحظ أن دور المرأة السياسي والحزبي، ما زال نمطياً تقليدياً متمثلاً بمشاركة المرأة ناخباً، وإبعادها مرشحاً وقيادة.. ما الأسباب الحقيقية التي تعوق تمكين المرأة من حقوقها السياسية والحزبية والتنفيذية ؟
- أعتقدُ يقيناً أن المرأة في ظل رعاية المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس الجمهورية السابق، رئيس المؤتمر- خلال العقود الثلاثة الأخيرة قد حققت حضوراً جيداً ولولا المؤتمر ودوره الكبير في الدفع بها للواجهة ودعمها على مستوى التنظيم والوظيفة العامة والحياة السياسية، لما تحقق لها هذا الحضور الذي طبعاً نطمح لأن يكون أكبر وأوسع وأشمل مما هو عليه.. ومن باب العرفان نستطيع القول إن المؤتمر قد عانى كثيراً، والجميع يعرف أنه دخل في صراعات وتجاذبات مع القوى التقليدية الرافضة لتمكين المرأة في الحياة السياسية والوظيفية وإدماجها في المجتمع بالشكل الذي يليق بها ليس فقط كما كانت القوى الأخرى تريده لها كربة بيت ومعلمة في أحسن الأحوال، إنما كمهندسة وإعلامية وطبيبة وبرلمانية وضابطة في الجيش والأمن وأستاذة جامعية ووزيرة وسفيرة.
المؤتمر عمل مخلصاً حتى مكَّن المرأة من اختراق تلك الأعمال والوظائف التي كانت في نظر الرجل حكراً عليه، وصمد في مواجهة القوى المؤدلجة والتقليدية التي ناصبتها وتناصبها العداء وحاربتها بمختلف الوسائل، والتي كانت تُريدها فقط محصورة في أعمال البيت وخدمة الرجل، وإذا خرجت ليس أكثر من وضع بطاقة الاقتراع في الصندوق الانتخابي لمرشحي تلك الأحزاب، وما دون ذلك تظل كالدمية بيد الرجل، مضطهدة من كل الحقوق التي كفلها لها الشرع وفي مقدمتها التعليم والعمل الذي يتناسب وقدراتها وإمكاناتها، والوقوف مع الرجل ومزاملته في مؤسسات الدولة ومختلف جوانب الحياة العملية والسياسية والاجتماعية.
<من وجهة نظرك الشخصية وكقيادية مؤتمرية.. ما هي منطلقات المؤتمر في دعم المرأة وما هي أبرز الانجازات؟
- لقد انطلق المؤتمر في دعمه للمرأة اليمنية من منظور وطني وديني وإنساني وعصري متقدم، ونظراً لهذا المنظور والتميز المؤتمري في التعاطي مع هذه القضية المهمة وصلت المرأة اليمنية في عهده للعالمية حيثُ شغلت الأستاذة أمة العليم السوسوة منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة وحصلت توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام وفائقة السيد على جائزة السيدة الأولى للعالم العربي في العام 2014م إلى جانب منصبها كـ أمين عام مساعد للمؤتمر، كما حصلت المرأة على مقاعد وزارية وبرلمانية وفي مجلس الشورى، وإن كانت قليلة، لكنها سجلت حضوراً ومشاركة فيها وكسرت الحاجز الذي كانت تضعه في طريقها القوى التلقيدية، كما شغلت المرأة منصب سفير لليمن لدى دولة تركيا قبل سنوات إلى جانب حصولها على جوائز عالمية وأوروبية مهمة كالناشطة والكاتبة أروى عثمان والمخرجة خديجة السلامي والناشطة الحقوقية أمل الباشا والشاعرة سوسن العريقي والراحلة الأستاذة رمزية الإرياني وغيرهن، وهذا كله بفضل دأب المرأة وإصرارها على التغلب على الصعاب وانتزاع شيء من حقها، إلى جانب الدور الرائد والجبار للمؤتمر الشعبي العام في دعمها والأخذ بيدها للخروج من الوضعية والذهنية التقليدية والنظرة النمطية للمرأة التي كانت سائدة، ومع هذا أكرر وأقول ما زلنا في بداية الطريق وسنسعى بكل وسائلنا المشروعة والمدنية لكسب المزيد من الحقوق المكفولة للمرأة دينياً وإنسانياً.
< على الرغم من أن مقررات ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني إضافة إلى القرارات الدولية والأممية التي وافقت عليها بلادنا، أوصت جميعها بإشراك المرأة في السلطة التنفيذية والعمل الحزبي والسياسي والانتخابي، إلا أن واقع المرأة اليمنية في تراجع واضمحلال.. كيف تفسرين هذه الثنائية المتناقضة؟
- تقريباً إن الذي حصل للبلد وللمكتسبات الوطنية ومن ضمنها النهج الديمقراطي والتنمية واستقلال القرار السيادي، ومكتسبات المرأة منذُ العام 2011م ليس بالشيء السهل والهين أبداً، لقد دمروا المؤسسات والبنى التحتية والفكرية وكل المشاريع التي كانت تصب في مصلحة الوطن والسلام والنهوض، ولم تكن مكتسبات المرأة بمنأى عن هذا التسونامي التدميري الذي أصاب حياتنا وأثر على حاضرنا ومستقبل أجيالنا، ومثلما قلت لك، لقد كان المؤتمر الشعبي العام «الحزب الحاكم» حتى نهاية العام 2011م بمثابة الحامي الأمين والمخلص للمرأة والجاد في انتزاع مكتسباتها من فم الأسد، سواءً أكان ذلك على مستوى الأطر التنظيمية والقيادية للمؤتمر، أو على مستوى الوظيفة الحكومية والمجتمع المدني والمحليات، وإن كان هذا المجال الأخير بشكل أخف، لكنه يُحسب للمؤتمر الذي شغلت في عهده الأستاذة فاطمة الحريبي - عضوة اللجنة الدائمة، منصب رئيس المجلس المحلي مدير عام مديرية التحرير بصنعاء. على أية حال وكما أشرت لك وللقارىء الكريم فإن دفع المرأة بعد العام 2011م للتنمية وللتعليم وللأمن وللاقتصاد، وللحياة السياسية والديمقراطية والحريات العامة وحرية التعبير وغيره انحسر بشكل لافت وغدت البلاد كلها في تراجع للخلف، بصورة مخيفة وصولاً إلى ما وصلنا إليه اليوم، لكن علينا (الرجل والمرأة) أن نناضل ونمضي قُدماً نحو الأمام لتجاوز كل المآزق والعقبات واستعادة مفقوداتنا ومكتسباتنا وتعزيزها في شتّى المجالات.
< على الرغم من تكاثر المنظمات والهيئات النسوية وتزاحم الساحة بالناشطات السياسيات والحقوقيات إلاّ أن ثمرة هذه الطفرة النسوية مازالت ضعيفة وباهتة ويغلب على الجهود النسوية الطابع الحزبي والأيديولوجي الضيق.. ما تعلقيك؟
- أتفق معك في النقاط الأولى، لكن النقطة الأخيرة لا، وإذا سألتني لماذا؟ سأقول لك إن اللجوء للخارج واستدعاءه والانكشاف عليه بشكل عام بمثابة الخيانة الوطنية ورهن القرار السيادي له، وقد أثبتت الأيام أن هناك منظمات دولية تعمل بأغطية حقوقية وإنسانية لكن جوهر عملها الحقيقي هو سياسي بامتياز وتعمل لصالح دوائر غربية ولوبيات لا تريد لنا الاستقرار ولشعوبنا الانعتاق من الجهل والتخلف والصراعات والاستعمار الجديد، وقد برهنت الأيام وتحديداً في العام 2011م وحتى اليوم صدق ما أقوله لك، وكم هي الشواهد التي أرى ألا داعي لفتحها هنا والتي تؤكد أن بعض المنظمات الخارجية دعمت وتدعم منظمات محلية لغرض الفتنة وتهييج الرأي العام وخلق بلبلة وغيره، وكلامي هذا لا يعني الانغلاق على الخارج والتقوقع في صدفة الذات، وإنما الحذر منه والاستفادة منه قدر الإمكان، وليس العمل تحت إمرته وأدبياته متى ما أراد تحريك أجندته يحركها بواسطة هذه الأدوات والثغرات.
< يُنظر لعمل المرأة في الأحزاب السياسية نظرة اجتماعية قاصرة وسلبية.. كيف نرتقي بالمرأة في العمل السياسي والحزبي والجماهيري، هل بتثقيف المجتمع وتطوير نمط تفكيره أو بإقناع قيادات الأحزاب بتمكين المرأة في أحزابهم، أو بالالتجاء للمنظمات الدولية والحقوقية لتفرض قوانين وتشريعات تمكن المرأة في كل المجالات؟
- أنا مع ما تفضلت الإشارة إليه فيما يخص تثقيف المجتمع وتوعيته بالقبول بالمرأة شريكاً أساسياً في التنمية والحياة السياسية والوظيفية، ومع الضغط على الأحزاب لتبني ما يشبه الكوتة في دوائره القيادية والتنظيمية والدفع بها أيضاً مرشحة للبرلمان والشورى والمحليات وشغل المناصب القيادية في الوزارات والسفارات وغيرها.
< عودة لدور المؤتمر وانجازاته الوطنية والسياسية في الساحة اليمنية وعمله حزباً توافقياً منذ تأسيسه وقبوله كل الآراء والأفكار والرؤى السياسية والحزبية والفكرية.. هل بالإمكان إطلاع القارئ على مساهمة المرأة في مراحل العمل التنظيمي والحزبي والجماهيري والانتخابي لمسيرة المؤتمر الطويلة، آملين الإضاءة على دور الطليعة الأولى من المؤسسات المؤتمريات؟
- قد تطرقت لشيء من هذا في إجابتي على أول سؤال ولكن لامانع من الإضافة في هذا السياق، من باب تعزيز قيم الاعتراف بالجميل بما يعزز ويشجع حزباً كبيراً كالمؤتمر على مواصلة الدعم المقدم للمرأة وتسجيل حضورها في الحزب والواقع العملي والسياسي، فقد كان المؤتمر وما يزال السباق في الدفع بعدد من الأسماء النسائية البارزة للترشح للانتخابات البرلمانية، وقد دخلت البرلمان بفضله عدد من الأسماء منهن الراحلة المرحومة أوراس سلطان ناجي، كما أن المؤتمر عمل في كل فروعه لإيجاد مساحة وحيز للقطاع النسائي في كل فرع ومركز ودائرة انتخابية ومديرية ومحافظة وجامعة، ومهد لها الطريق كي تخترق واقع التهميش وتنطلق لفضاء المشاركة العملية، كما أن المؤتمر تقريباً أول حزب سياسي انتخب المرأة لعضوية اللجنة العامة والأمانة العامة للمؤتمر وكذا أمين عام مساعد، وإلى اليوم تشغل امرأتان منصب الأمين العام المساعد فائقة السيد والدكتورة أمة الرزاق علي حُمّد، كما أن هناك عشرات النساء يشغلن عضوية اللجنة الدائمة والمحلية على مستوى محافظات ومديريات الجمهورية، والمؤتمر وبقيادة الزعيم علي عبدالله صالح ساعد المرأة على تأسيس منظمات مجتمع مدني فاعلة، وكذا إنشاء الاتحادات النوعية والنقابات المهنية والجمعيات، ولعل الاتحاد العام لنساء اليمن كواحد من أهم واكبر الاتحادات والنقابات على مستوى اليمن خير شاهد على ذلك، إلى جانب إنشاء المجلس الوطني للمرأة بقرار جمهوري، ناهيك عن دعمها الكبير في الإقبال على التعليم في الداخل والخارج بمختلف التخصصات وقد حصلت مئات النساء، بل آلاف النساء، على الدرجات العلمية من بكلوريوس وماجستير ودبلوم عالي ودكتوراة ويعملنّ حالياً في مختلف المجالات والميادين كأكاديميات في الجامعات وطبيبات على مستوى عالٍ من الكفاءة وخبيرات في الوزارات وغيرها، كما شغلن مناصب نواب العمداء وعمادة الكليات ونواب لرؤساء الجامعات.
ولا ننسى أيضاً أن المرأة في عهد المؤتمر وصلت خلال السنوات العشرين الأخيرة لأماكن مهمة ومنها منصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين كواحد من أهم واكبر الاتحادات وأعرقها ويعد أول اتحاد توحد قبل إعلان الوحدة بحوالي (20) عاماً، وتشغل منصب الأمين العام المساعد حالياً ولدورتين متتاليتين الشاعرة هدى أبلان - عضو اللجنة الدائمة الرئيسية، إلى جانب وصول المرأة في عهد المؤتمر الشعبي العام لمناصب قيادية عليا كرئاسة هيئة مكافحة الفساد التي ترأسها حالياً الدكتورة أفراح بادويلان، كما وصلت المرأة لمنصب رئيسة محكمة وقاضية وعضو نيابة وغيره ذلك.
< هل ساهمت المرأة مستقلة أو من داخل الأحزاب أو المنظمات في الارتقاء بالواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي والحزبي، وخاصة برفض العدوان الخليجي والبحث عن حلول وتوافقات سلمية والاحتكام للحوار؟
- المرأة موجودة بشكل أو بآخر ونشاطها ملموس للجميع سواء في العمل المدني والاجتماعي أو في الأحزاب السياسية، وللإنصاف أقول إن المرأة موجودة تقريباً في مختلف الفعاليات السياسية والمجتمعية والثقافية والأدبية وغيرها، ولك أن تلاحظ نشاطها الدؤوب والمؤثر خلال السنوات الأخيرة، وقد قام القطاع النسائي في المؤتمر وفي الجامعات وفي المنظمات والجمعيات المختلفة بتنظيم مظاهرات ومسيرات نسائية كبيرة لمكتب الأمم المتحدة وسفارات الدول الراعية للمبادرة الخليجية والاتحاد الأوروبي والدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن ولعشرات المرات، إلى جانب مشاركة المرأة بشكل أساسي، حيث إنها في فترات عدة شغلت فريق المؤتمر الشعبي العام التفاوضي مع بقية الأحزاب خلال العام الماضي (قبل العدوان)، فقد رأست فائقة السيد باعلوي فريق المؤتمر التفاوضي في فندق موفنبيك.. إلى جانب نشاطها الايجابي والواضح اليوم في رفض العدوان والوصاية والفوضى، ومشاركة أخيها الرجل في المظاهرات والفعاليات المختلفة وكذا في طرح الرؤى والأفكار وغير ذلك.
< مرَّ المؤتمر بمنعطفات كثيرة وخطيرة تستوجب الإسراع في هيكلته وتطوير نظامه الداخلي وتحديث المستويات القيادية والقاعدية.. هل ترين اللوائح والأنظمة الحاكمة لعمل المؤتمر أنصفت المرأة وأعطتها حقها في اتخاذ القرار على مستوى القيادة والقاعدة، ولاسيما أن المؤتمر اختار المعارضة في الفترة الحالية، وما هي المقترحات لتطوير وتمكين المرأة المؤتمرية من التأثير في القرار ورسم السياسات والاستراتيجيات؟
- للإنصاف المؤتمر الشعبي العام وأقولها للتاريخ مرة ثانية وعاشرة وألف، قدم للمرأة الكثير، ومثلما سبق وقلت إنه لولاه لما تحقق لها حتى (30%) مما تحقق، لكن يظل الطموح كبيراً في أن تتساوى المرأة مع الرجل في العمل السياسي والوظيفي، سيما وهي تتميز بالنشاط والجدية والالتزام.. وأظن أن حضور المرأة في الأطر التنظيمية القيادية العليا والوسطية والقاعدية للمؤتمر لا بأس به، وأتمنى أن يفسح لها المجال أكثر لتصبح مثلاً رئيسة فرع للمؤتمر في محافظة عدن وأخرى في صعدة وتعز وحضرموت، وغير ذلك من سبل التمكين والدعم ومنح الثقة التي تستحقها المرأة من قبل المؤتمر صاحب السبق والنموذج الحي لدعمها ، وكذا الأحزاب والفعاليات الأخرى.. وأتمنى الاستفادة من الخبرات والكفاءات العلمية للمرأة المؤتمرية وغير المؤتمرية التي تحقق الريادة والصدارة -غالباً- علمياً وإبداعياً ووظيفياً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|