كتب: بليغ الحطابي -
يطفئ المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس الشمعة الثالثة والثلاثين من عمره السياسي، وسط جملة من التحديات الوطنية الجسيمة الداخلية والخارجية والمتداعية منذ العام 2011م وصولاً الى استدعاء العدوان الخارجي الذي تقوده السعودية والذي لم يستهدف المؤتمر وقيادته الحكيمة فقط ممثلة بالزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر، بل الوطن ومقدراته وإمكاناته على مدى أكثر من خمسة أشهر متوالية خلافاً عن حصار بري وبحري وجوي.
ولعل الظروف الراهنة فرضت على المؤتمر كتنظيم وطني رائد تنموياً وسياسياً واجتماعياً أوضاعاً أو استراتيجيات معينة أولاً للتعامل مع الحدث الراهن وثانياً المحافظة على رصيده الوطني والشعبي، وثالثاً الالتزام بمواقفه الوطنية الثابتة وبرامجه السياسية ومقررات مؤتمراته العامة واجتماعات هيئاته.. الأمر الذي جعله في واجهة الأحداث والأزمات المختلقة من هذا الطرف أو ذاك.
ومن هنا كان حرياً به أن يواصل دوره النضالي من أجل رفع الضيم والظلم الذي حلّ بالشعب اليمني، والخطر الذي يهدد الوطن وأمنه واستقراره ووحدته منذ اندلاع فوضى 2011م التي ركبها الاخوان وقادوا البلاد إلى ما نحن عليه اليوم.
جبهة متماسكة
علينا الخوض في غمار الأحداث والاعتداءات التي تعرض لها المؤتمر الشعبي العام خلال سنوات «الربيع العبري» أو منذ أن سلم المؤتمر السلطة وفقاً للمبادرة الخليجية حفاظاً على الدم اليمني والتي كان لها الأثر البالغ في زيادة شعبيته وأيضاً تمسك أعضائه وعدم انكسارهم أمام تلك التحديات إلاّ من تطبّع على البيع والشراء بقضايا وطنية وهؤلاء ممن خانوا وطنهم ومبادئهم وليس حزبهم فقط، فأمثال هؤلاء المتساقطين- كانوا يمثلون عبئاً على المؤتمر وأثقلوا كاهله بمؤامراتهم ودسائسهم.. مع ذلك تظل وحدة المؤتمر الداخلية- وفق خبراء ومحللين وحزبيين - متماسكة في وجه التحديات في ظل الإرادة الواحدة لقيادته وأعضائه والتي تعد عصية على الانكسار..
نهج عدائي
منذ تسلم حزب الإصلاح وشركاؤه السلطة تبنوا نهجاً عدائياً وعدوانياً انتقامياً تجاه المؤتمر وقيادته وأعضائه وأنصاره وحلفائه عبرت عنه ممارساتهم التي تتعارض مع ما هو مكفول دستوراً وقانوناً كما تجاوزت حدود الخلافات السياسية والديمقراطية المتعارف عليها فلم يبقوا على جريمة من الجرائم في العالم إلاّ وارتكبوها.. قتلوا أبرياء وقطعوا ألسنة شعراء وضربوا أدباء واعتدوا على خطباء مساجد وانتهكوا حرمات الطفولة.. وتعاونوا مع إرهابيين ومجرمين.. قطعوا الطرقات وفجروا واعتدوا على المصالح العامة.. والقائمة طويلة.. فمنذ تسلم حزب الإصلاح وشركاؤه السلطة وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها اطلقوا العنان لعناصرهم واستقووا بحكومة الوفاق لتنفيذ حملة إقصاء وتهميش واجتثاث واسعة النطاق لقيادات وأعضاء وأنصار المؤتمر ولكل من يميل أو يتصل أو يتعاطف معه وإحلال عناصرهم بدلاً عنهم خلافاً للقانون، الأمر الذي أدى الى إخلال بالجهاز الإداري للدولة وزاد من حدة التضخم والبطالة والمشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد أصلاً وقاد الدولة إلى الانهيار.. كما أطلق حزب الإصلاح لمليشياته العنان للاعتداء على قيادات وأعضاء المؤتمر وتفخيخهم وتفجير منازلهم وتهديد حياتهم واغتيال العديد منهم..
لم يرتقِ تنظيم الإخوان الى مستوى العمل السياسي الديمقراطي لاسيما وان له جيشاً متعدد الاسماء متلون الهويات اسمه «تنظيم القاعدة» إضافة إلى أنه يدعم ويمول سراً وعلناً العمليات الارهابية التي تتبناها القاعدة.. وهاهم جماعة الإخوان يساندون ويدعمون اسقاط المدن في أيدي الارهابيين أو من يزعمون أنهم مقاومة وهم في الحقيقة مقاولو حروب وجماعة مرتزقة تتآمر على البلدان والشعوب.
وسائل الاخوان
الأسابيع الماضية أقدمت مليشيات الإصلاح على اقتحام ونهب وإحراق مبنى فرع المؤتمر بمحافظة تعز كجريمة نكراء تدل على حقد هذه الجماعة وعدوانيتها المفرطة المتدثرة بالدين واتخاذه غطاءً لجرائمها أو لتبرير أفعالها القبيحة.
هذه الجريمة ليست الأولى - بل انها تندرج في إطار الارهاب الممنهج الذي اعتاد «الاخوان» حزب الاصلاح على ممارسته تارة ضد أبناء الشعب وحقوقهم وخياراتهم وتارة ضد المؤتمر الشعبي العام الذي كان ولايزال واجهة الديمقراطية والعنوان الأبرز للتعددية السياسية والحياة الحزبية، كما أقدمت مليشيات حزب الاصلاح بمديرية غيل باوزير بمحافظة حضرموت على ممارسة نفس الفعل الاجرامي والارهابي باقتحام فرع المؤتمر بالمديرية ونهب محتوياته وإحراقه.
وفي 2012/5/12م اقتحمت مليشيات الاصلاح- المدعومون بمجاميع حراكية وقاعدية- فرع المؤتمر بمحافظة البيضاء ونهب محتوياته ومن ثم إحراقه..
كما استهدف الاصلاح منازل قيادات المؤتمر بمحافظة الجوف ورئيس الفرع في سبتمبر 2014م.
كما تعرض منزل الشيخ فهد دهشوش رئيس فرع حجة لاعتداء من قبل مليشيات الاصلاح في مارس 2014م.
وفي يوليو 2014م تعرض منزل القيادي المؤتمري عبدالسلام الضلعي في محافظة عمران لاعتداء في اطار سلسلة الاعتداءات على قيادات المؤتمر منذ بداية 2011م.
وهذه الجرائم والاعتداءات مقصودة تهدف الى استفزاز قيادات واعضاء المؤتمر وانصاره ومحاولة إرهابهم لتغيير مواقفهم الوطنية الثابتة.. وضمن حملة العنف والإرهاب الممنهجة التي ذهب ضحيتها مئات المؤتمريين، يسعى حزب الإصلاح وشركاؤه إلى الانقضاض على الديمقراطية وإلغاء كل ما يندرج تحتها من حقوق وواجبات وطنية.. الأمر الذي يؤكد أن اخوان اليمن لم يكونوا مطلقاً على اتفاق مع الخيارات الديمقراطية والتعددية السياسية والديمقراطية وكل ما يتعلق بها كجماعة شمولية رجعية لا تؤمن إلا بطاعة ولاتها وأمرائها..
نجاحات تزعج الفاشلين
النجاحات التي حققها المؤتمر الشعبي العام في مختلف الصعد والمجالات التنموية والحياتية وتنامي شعبيته في الريف والحضر - حسب تأكيدات خبراء ومحللين - زادت من ضيق حزب الاصلاح وشركائه على المستوى السياسي والاجتماعي، الأمر الذي جعلها تلجأ لممارسة الترهيب والترغيب تجاه الشعب وبالذات فور وصولها لكرسي الحكم، كما كان الأمر تجاه كل استحقاق ديمقراطي ودستوري انتخابي.
ويرى محللون ان استمرار الحملة الإعلامية والسياسية من داخل وخارج الوطن والتحريض ضد المؤتمر الشعبي العام والزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر وفي ظل العدوان السعودي على بلادنا وشعبنا، إنما هو تعبير عن ذلك الأفق الضيق والعداء والانتقام الذي زاد من حدته تفاعلات وتغيرات الأحداث منذ العام 2011م، حيث كان الاخوان وزبانيتهم يطالبون باخراج الزعيم علي عبدالله صالح وعائلته وحل المؤتمر الشعبي العام، فيما الوقائع والتغيرات الجيوسياسية أنتجت عكس ذلك، وجاءت رياح ربيع الاسلام السياسي بما لا يشتهيه الاخوان في اليمن وغيرها من بلدان المنطقة.. فيما بات قادة هذه الجماعة في السجون أو خارج بلدانهم مطاردين ومحكوماً عليهم بجرائم خيانة أو غير ذلك، كما حال قادة اخوان اليمن وأيضاً كما في مصر وغيرها..
فوبيا المؤتمر
سلّم المؤتمر الشعبي العام السلطة حرصاً على انقاذ البلاد من أزمة خطيرة وحفاظاً على الدم اليمني ومكاسب الشعب، فعملت قيادة المؤتمر على صياغة المبادرة الخليجية لتجنيب اليمن الاقتتال وتحول المؤتمر إلى المعارضة مع الاحتفاظ برصيده الوطني والشعبي، والسياسي ونهجه الوسطي المعتدل.. وحين تحول الى المعارضة عمل المؤتمر على تعرية خصومه السياسيين وفضح فساد أدعياء التطور، وفشلهم الذريع في إدارة الدولة، وعلى رأسهم تجمع الاصلاح «اخوان اليمن» الذين حولوا خصومتهم السياسية مع المؤتمر إلى حقد وكراهية وانتقام، بعد أن تم فضحهم على حقيقتهم وأنهم مجرد جماعات إرهابية تقود اليمن إلى المهالك والمشانق وليس إلى الحداثة والتطور كما زعموا في ربيعهم العبري.
حرب الخَوَنَة
قاد حزب الاصلاح ومليشياته حرباً شعواء ضد المؤتمر والمخلصين من أبناء الشعب بدءاً بسلسلة إقصاءات واجتثاث من الجهاز الإداري للدولة، ونهب فاضح للمال العام وتدمير للمكاسب الوطنية، وأخيراً هاهو حزب الإصلاح يتاجر بقضايا الوطن من أجل الانتقام من الشعب اليمني ومن المؤتمر.. وباع مبادئه وقيمه من أجل فرض عقوبات دولية على قيادة المؤتمر من خلال إدراج اليمن تحت البند السابع.. إلخ.
وبالرغم من كل ذلك مايزال المؤتمر قوياً، فيما المتآمرون يمنّون أنفسهم بانهيار هذا التنظيم الرائد وانقسامه وضرب وحدته الداخلية.. وها هم الخونة ومرتزقة العدوان السعودي يقدمون المعلومات والاحداثيات للعدو السعودي لضرب المؤتمر ومقراته ومنازل قياداته والاعتداء أيضاً على منازل المواطنين وترويعهم وقتل وتشريد الأطفال والنساء..
حقاً إن اخوان اليمن «تجمع الاصلاح» باتوا مصابين بهيستيريا أو فوبيا اسمها «المؤتمر وصالح»، كما يشخص حالتهم العديد من النشطاء فأينما حلّوا ليس أمامهم إلاّ صالح وحزبه أو صالح وعائلته..أو.. أو..إلخ، وهذا يطلق عليه -حسب خبراء- مرحلة الخرف أو العجز التام عن صنع أي شيء حتى على المستوى الحزبي الداخلي.. وقادهم هذا الانحطاط إلى أن يتحولوا لأداة بيد آل سعود لضرب وتدمير اليمن وقتل شعبها باطلاً، أملاً في إعادة السلطة وفرض فكرهم الشمولي المتطرف على بلادنا..