علي محمد البيضاني ٭ -
تكشف الأزمات ومنها الصراعات والمؤامرات التي تحاك ضد اليمن، المواقف الفاصلة بين الرجال الأوفياء، والعملاء والخونة الذين يبيعون ضمائرهم في سبيل مصالحهم الخاصة ويتخلون عن انسانيتهم وهم بهكذا تصرفات إنما يبرهنون أنهم لا يملكون أي قيم أو انتماء أو إخلاص لشعوبهم وأوطانهم. هولاء، ينبغي التصدي لهم وردعهم ووقف ممارساتهم وكشفهم أمام الناس ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه بيع ضميره بثمن بخس دون اعتبار لمصالح وطنه وشعبه.. إن الحرب والعدوان الذي تشنه قوى الشر «التحالف العبري» بقيادة السعودية إنما الهدف منه تدمير البنى التحتية ومحاولة إذلال اليمنيين من أجل جعلهم في حالة ارتهان وتبعية لسياساتها الحاقدة.
إلاّ أن التاريخ يؤصل أن اليمن قادرة على قهر اعدائها وأن اليمن مقبرة للغزاة وللطامعين.. رغم الغارات والحصار الجوي والبري والبحري منذ بدء عاصفة الحزم وما تلاها من تسميات الدمار الشامل.. إلاّ أن الشعب اليمني العظيم يثبت أنه أقوى وعزمه وحزمه أشد في مواجهة العدوان والغطرسة والطغيان.. واستطاع اليمنيون أن يعرفوا عدوهم الحقيقي المتمثل بجارة السوء السعودية.
وما يزيدهم يقيناً وإيماناً أن كل ما يعانوه من أوضاع التسلط والفساد والهيمنة تتحكم فيه السعودية وبدعم خليجي وصمت دولي لخدمة اعداء اليمن ونهب خيراته وثرواته.
< العدو الخارجي استطعنا أن نعرفه ونحدد شخوصه وأهدافه الحاقدة وجرائمه العدوانية من خلال قاذفات طائراتهم التي تدمر وتقصف المنشآت المدنية والعكسرية وما تخلفه من قتل المواطنين الآمنين من الاطفال والنساء والأبرياء بلا رحمة أو وزاع من دين أو اعتبار لأبسط معاني حقوق الانسان والمواثيق الدولية. في حالة الأزمات والحروب يتبين من هم الشرفاء المخلصين مع شعوبهم ووطنهم ومن يستغلونها في سبيل تحقيق أطماعهم واشباع رغباتهم، فنجدهم يسعون بكل الوسائل والأساليب إلى اخفاء السلع والمواد الغذائية والمستلزمات المعيشية التي يحتاجها المواطنون ويعملون على احتكارها واخفائها بحثاً عن الأرباح والمكاسب واثارة الخوف والفزع في أوساط المجتمع.
< أيضاً نجد أن بعض المؤسسات والمصالح الحكومية من خلال من يديرونها والقائمين عليها يتعمدون استغلالها وتطفيش المواطنين وعدم انجاز معاملاتهم وقضاء حوائجهم، الأمر الذي يسبب الازدراء والسخط على ممارسات هذه الجهات وكل ذلك يخدم مصالح شخصية وأنانية وفساد مثل هذه الجهات لعدم وجود من يقوم بمتابعتهم ومحاسبتهم واتخاذ الاجراء الرادع ضدهم!
< ومن الاشارة والخطورة بمكان أن بعض اقسام الشرطة في أمانة العاصمة على وجه التحديد تزداد شكاوى الكثير من المواطنين لما تمارسه من انتهاك صارخ في هذه الأيام لحريات واعراض المواطنين من خلال احتجازهم بطريقة تعسفية وحبسهم في غرف تتنافى مع انسانيتهم ولا تصلح حتى مأوى للحيوان وكأن القائمين على ادارة هذه الاقسام للأسف الشديد استغلوا غياب الرقابة عليهم وعدم محاسبتهم ويرمون الاتهام على «أنصار الله» ولغياب مؤسسات الدولة، فيتم حبس المواطنين لأيام واسابيع وابتزازهم والاساءة والتجريح بهم، مستغلين غياب مراقبة قيادة وزارة الداخلية والمفتش العام بصورة مستمرة وحقيقية على اداء هذه الاقسام وممارساتها القمعية والفساد والعبث والعنجهية ونتيجة انعدام أدنى مواصفات الاخلاق وأمانة المسئولية لمن يديرونها من ضباط وجنود!
اللهم احمي اليمن من كل مكروه.. والخزي والعار لكل مسئول فاسد في أي منصب كان..
٭ رئيس تحرير صحيفة «الأنصار»