موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


صنعاء.. صدور قانون مرتبات موظفي الدولة - صنعاء: موقفنا واضح بشأن خارطة الطريق - البرد القارس يقض مضاجعهم ويزيد معاناتهم ..نازحون ومشردون يواجهون الشتاء - صنعاء تستهدف هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي - حصيلة شهداء غزة تتخطى الـ45 ألفاً - إحالة متهمين في قضايا فساد إلى النيابة - اجتماع طارئ في صنعاء.. الداخلية: اليمن يمر بمرحلة خطيرة - لبوزة يعزي بوفاة المناضل فضل اليافعي - لجنة الأقصى تدعو لخروج مليوني الجمعة - الرهوي يدعو أبناء حضرموت لطرد الاحتلال -
الأخبار والتقارير
الثلاثاء, 21-أغسطس-2007
تحقيق/ نجيب‮ ‬شجاع‮ ‬الدين‮- ‬توفيق‮ ‬الشرعبي -

‬في‮ ‬الآونة‮ ‬الأخيرة‮ ‬ازداد‮ ‬لجوء‮ ‬مواطني‮ ‬الأمانة‮ »‬لوايتات‮« ‬الماء،‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬يطرح‮ ‬علامة‮ ‬استفهام‮ ‬قلقة‮ ‬حول‮ ‬مستقبل‮ ‬هذا‮ ‬الاحتياج‮ ‬المهم‮ ‬والذي‮ ‬يعتمد‮ ‬بدرجة‮ ‬رئيسية‮ ‬على‮ ‬حوض‮ ‬صنعاء‮ ‬المهدد‮ ‬بالجفاف‮.‬
لقد‮ ‬أصبح‮ ‬انقطاع‮ ‬المشروع‮ ‬لأسابيع‮ ‬أمراً‮ ‬مألوفاً،‮ ‬وإن‮ ‬جاء‮ ‬فإنه‮ ‬ينقطع‮ ‬قبل‮ ‬ملء‮ ‬الفراغ‮.‬
للمياه في أمانة العاصمة قصتان متناقضتان.. في الأولى نجدها تشكو بأكملها من أزمة مياه فعلية.. وفي الثانية تكاد تغرق وتتحول الشوارع فيها الى مستنقعات جراء الاهمال والاسراف في الاستخدام وبسبب البُخل أيضاً.. فبدلاً من شراء »عوامة«، أغلب البيوت الكبيرة المتعددة الطوابق‮ ‬تعتمد‮ ‬على‮ ‬صراخ‮ ‬الساكنين‮ ‬لاطفاء‮ ‬الدينامو‮.‬
وفي‮ ‬الأمانة‮ ‬القليلة‮ ‬المصادر،‮ ‬الكثيرة‮ ‬العطش‮ ‬يوجد‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬مصنع‮ ‬للمياه‮ ‬المعدنية‮ ‬وأكثر‮ ‬من‮ ٠٠٥ ‬محل‮ ‬لمياه‮ ‬الكوثر‮.‬
ومع‮ ‬هذا‮ ‬يؤكد‮ ‬المختصون‮ ‬أن‮ ‬للاختلال‮ ‬القائم‮ ‬سبباً‮ ‬واحداً‮ ‬يستنزف‮ ‬حوالي‮ ٠٨٢ ‬مليون‮ ‬متر‮ ‬مكعب‮ ‬في‮ ‬العام‮.‬
يوم‮ ‬الاحد
بحرقة واستغراب يتحدث أكرم القاطن بجوار مستشفى الكويت عن عدم وصول المياه الى منزله لمدة شهر قائلاً: كلما اتصلنا يردون علينا أن يوم الاحد هو موعد وصول المياه الى منطقة الكويت.. انتظرنا الاحد وبعد أن مر كررنا الاتصال فكان الرد: لقد كان المشروع من حقكم بالأمس.‮. ‬واضاف‮ ‬أكرم‮ ‬اليريمي‮: ‬أقسم‮ ‬لكم‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬المشروع‮ ‬لم‮ ‬يملأ‮ ‬قارورة‮ ‬لتر‮ ‬واحدة‮.. ‬ولا‮ ‬ندري‮ ‬ما‮ ‬الأسباب؟‮!‬
أكرم‮ ‬يؤكد‮ ‬أن‮ ‬لديه‮ ‬الآن‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ٢١ ‬رقماً‮ ‬لمالكي‮ ‬الوايتات‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬كان‮ ‬لديه‮ ‬رقم‮ ‬واحد‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يستدعيه‮ ‬إلاّ‮ ‬أحياناً‮.‬
لا‮ ‬يبحث‮ ‬عن‮ ‬زبائن
ويؤيد‮ ‬الأخ‮ ‬محمد‮ ‬عبدالعزيز‮ ‬صاحب‮ ‬وايت‮ ‬القول‮ ‬السابق‮ ‬مشيراً‮ ‬الى‮ ‬أنه‮ ‬قبل‮ ‬سنوات‮ ‬كان‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬يعمل‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المنطقة‮ ‬وكان‮ ‬يبحث‮ ‬بصعوبة‮ ‬عن‮ ‬زبائن‮ ‬أما‮ ‬اليوم‮ ‬فالوايتات‮ ‬كثرت‮ ‬والاحتياج‮ ‬كبير‮ ‬جداً‮.‬
وأضاف‮: ‬أنا‮ ‬مثلاً‮ ‬كنت‮ ‬أملئ‮ ‬من‮ »‬وايتين‮« ‬الى‮ ‬ثلاثة‮ ‬بالكثير‮.. ‬واليوم‮ ‬لا‮ ‬استطيع‮ ‬أن‮ ‬ألبي‮ ‬طلبات‮ ‬الزبائن‮ ‬رغم‮ ‬ان‮ ‬السعر‮ ‬ارتفع‮ ‬من‮ ٠٠٥ ‬ريال‮ ‬الى‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ٠٠٢١ ‬ريال‮.‬
نرحب‮ ‬بمشاركتكم
إلاّ أن هذا جيد في نظر المهندس ابراهيم المهدي مدير عام مؤسسة المياه في أمانة العاصمة مضيفاً: أننا نرحب بأي مشاريع تخفف عن الناس المعاناة.. ولا نعارض وجود القطاع الخاص في مشاركتنا بتزويد الناس بالمياه بل هذا من أهداف انشاء المؤسسة.. وأكد المهدي ارتفاع الاحتياج‮ ‬للمياه‮ ‬في‮ ‬فصل‮ ‬الصيف‮ ‬بشكل‮ ‬قياسي‮ ‬قائلاً‮: ‬المياه‮ ‬لا‮ ‬تُستخدم‮ ‬للشرب‮ ‬فقط‮ ‬فالأغلبية‮ ‬يستخدمونها‮ ‬للزراعة‮ ‬وهذا‮ ‬سبب‮ ‬لدينا‮ ‬نوعاً‮ ‬من‮ ‬الأزمة‮.‬
وأشار‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬المؤسسة‮ ‬لا‮ ‬تغطي‮ ‬حالياً‮ ‬بخدماتها‮ ‬سوى‮ ٥٥‬٪‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬المياه‮ ‬فإذا‮ ‬تزايدت‮ ‬العاصمة‮ ‬سكاناً‮ ‬وعمراناً‮ ‬حال‮ ‬ذلك‮ ‬دون‮ ‬مواكبة‮ ‬المؤسسة‮ ‬لهذا‮ ‬التزايد‮ ‬المضطرد‮.‬
فالمشكلة‮ ‬ليست‮ ‬تمديداً‮ ‬للشبكات‮ ‬وإنما‮ ‬هي‮ ‬مشكلة‮ ‬مصادر‮ ‬المياه‮.. ‬إن‮ ‬ما‮ ‬تنتجه‮ ‬الموسسة‮ ‬يومياً‮ ‬للمواطنين‮ ‬يبلغ‮ ٠٧ ‬ألف‮ ‬متر‮ ‬مكعب‮ ‬وهو‮ ‬في‮ ‬تزايد‮ ‬بسيط‮ ‬لكنه‮ ‬لا‮ ‬يقابل‮ ‬التزايد‮ ‬في‮ ‬عدد‮ ‬السكان‮.‬
الكهرباء‮.. ‬هي‮ ‬السبب
وعن شكوى عدم وصول مياه المشروع الى المنازل.. قال المهدي: إن المؤسسة وضعت برنامجاً لتوزيع المياه على المناطق التي تغذيها.. وهي ملتزمة بهذا البرنامج والمواطنون أيضاً في اطمئنان له.. لكن المشكلة التي تبعت كثيراً من شكاوى المواطنين تعود أسبابها إما للعشوائية في الشبكات القديمة المتآكلة وإما لانقطاع الكهرباء حيث يؤدي ذلك لحدوث عجز في كمية المياه المنتجة للمناطق لأننا نعتمد على ٠٨ بئراً موزعة في الأمانة وكلها تشتغل بالكهرباء، وحدوث الانقطاعات المتكررة يسبب عجزاً في الكمية التي تصل الى الخزانات المركزية وبالتالي يخف‮ ‬الضغط‮ ‬العالي‮ ‬ما‮ ‬يجعل‮ ‬المناطق‮ ‬المرتفعة‮ ‬لا‮ ‬تصل‮ ‬اليها‮ ‬مياه‮ ‬المشروع‮.‬
أنابيب‮ ‬بلاستيكية
إذاً‮ ‬كم‮ ‬تبلغ‮ ‬نسبة‮ ‬الفاقد‮ ‬في‮ ‬المياه،‮ ‬وما‮ ‬المعالجات‮ ‬المطروحة؟
- في الحقيقة أن النسبة تتراوح بين ٦٣-٨٣٪ المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بالأمانة لشبكات المياه القديمة والرديئة بأنابيب بلاستيكية ذات مواصفات عالية سيعمل بالتأكيد على تقليص نسبة الفاقد بشكل كبير.
وأضاف‮: ‬كما‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬خمسة‮ ‬مشاريع‮ ‬جديدة‮ ‬بتكلفة‮ ٠٥ ‬مليون‮ ‬دولار‮ ‬تعمل‮ ‬المؤسسة‮ ‬على‮ ‬تنفيذها‮ ‬وتتوزع‮ ‬بين‮ ‬التوسعات‮ ‬وحفر‮ ‬آبار‮ ‬جديدة‮ ‬بمعدل‮ ‬عشرة‮ ‬آبار‮ ‬عميقة‮.. ‬سنوياً‮.‬
الى‮ ‬جانب‮ ‬مليارين‮ ‬و‮٠٠٤ ‬ريال‮ ‬موازنة‮ ‬العام‮ ‬القادم‮ ٨٠٠٢‬م‮ ‬ستخصص‮ ‬للمساهمة‮ ‬في‮ ‬المشاريع‮ ‬الممولة‮ ‬اجنبياً‮ ‬والجزء‮ ‬الباقي‮ ‬لتعزيز‮ ‬الشبكات‮ ‬بآبار‮ ‬جديدة‮ ‬ومعالجة‮ ‬الصعوبات‮ ‬القائمة‮.‬
عوامات‮ ‬غائبة
ولابد أن نعرج على المشهد المؤلم لتسرب المياه من بعض الأسطح الى الشوارع ويستمر هذا المشهد لساعات طويلة وخاصة في الليل.. تسمع صوتاً قادماً إليك من أي شخص يمر بجانبك في ذلك الوقت »أكيد المشروع جاء، وأصحاب المنزل نيام«.. فما السبب الذي يجعلنا نطالب بمجيئ المشروع‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬يرغب‮ ‬النائمون‮ ‬بإهدار‮ ‬هذه‮ ‬الكمية‮ ‬منه؟
مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي بالأمانة ينوه الى أن بعض المواطنين لا يضعون العوامات في خزاناتهم وعندما يأتي المشروع في الليل تمتلئ ثم يسيل الماء الى الشارع.. ويؤكد أنهم في المؤسسة يقومون بعمل مسوحات لمثل هذه الحالات ويتجاوب بعض المواطنين لعمل عوامات بينما هناك‮ ‬من‮ ‬يرفض‮ ‬مما‮ ‬يجعل‮ ‬المؤسسة‮ ‬تضطر‮ ‬الى‮ ‬فصل‮ ‬الخدمة‮ ‬عنهم‮ ‬حتى‮ ‬يأتوا‮ ‬ويعملوا‮ ‬على‮ ‬أنفسهم‮ ‬التزاماً‮ ‬فتعاد‮ ‬اليهم‮ ‬الخدمة‮ ‬من‮ ‬جديد‮.‬
عن‮ ‬المستقبل
المزارعون في صنعاء وحدهم القادرون على تغيير النظرة الى مستقبل المياه والحفاظ على كميتها في حوض صنعاء.. فهم يعلمون تماماً أنهم يهدرون من المياه على ري بعض المزروعات أكثر مما يكسبون من حصادها.. وتؤكد الاحصاءات أن نسبة ٠٩٪ من المياه تهدر للزراعة سنوياً وجزءاً‮ ‬كبيراً‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬النسبة‮ ‬يذهب‮ ‬لزراعة‮ ‬القات‮ ‬فيما‮ ٠١‬٪‮ ‬فقط‮ ‬يذهب‮ ‬للشرب‮.‬
ويؤكد المهندس ابراهيم المهدي أن الهبوط في حوض صنعاء يصل الى ٦ أمتار سنوياً لأسباب منها اداري يتجسد في عدم ايقاف اعمال الحفر العشوائي للآبار.. وكذلك زراعة الغمر، لافتاً الى أن الطماطم والبطاطا المزروعة في حوض صنعاء تستهلك من المياه ما كلفته اغلى سعراً بأضعاف‮ ‬عند‮ ‬بيعها‮.. ‬وهذه‮ ‬أمور‮ ‬يجب‮ ‬معالجتها‮.‬
مضيفاً‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬تم‮ ‬سحبه‮ ‬من‮ ‬حوض‮ ‬صنعاء‮ ‬للزراعة‮ ‬خلال‮ ‬عام‮ ‬واحد‮ ‬كان‮ ‬في‮ ‬حدود‮ ٠٨٢ ‬مليون‮ ‬متر‮ ‬مكعب‮.. ‬وما‮ ‬تنتجه‮ ‬مؤسسة‮ ‬المياه‮ ‬مع‮ ‬القطاع‮ ‬الخاص‮ ‬للشرب‮ ‬لا‮ ‬يزيد‮ ‬عن‮ ٠٣ ‬مليون‮ ‬متر‮ ‬مكعب‮ ‬في‮ ‬السنة‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "الأخبار والتقارير"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
سوريا .. قصة لم تنتهِ..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

صادق الوعد
توفيق الشرعبي

الوطن العربي والمنطقة في دائرة الخطر بعد سقوط سوريا
أحمد عبدالرحمن

أُمُّ النَّـكَبات
جميل الجعدبي

قلعة العرب الأخيرة
أحمد الزبيري

الزلزال السوري
علي ناصر محمد *

زيد أبو علي
محمد الدلواني

أيهما أثمن.. الحرية أم الوطن ؟!
عبد السلام الدباء

استراتيجيات الأطماع "الصهيو-أمريكية" المدمرة.. تفكيك الدول العربية واحتلالها
عبدالله صالح الحاج

المخطط الغربي للحرب العالمية الثالثة
سعيد مسعود عوض الجريري*

ما يجري أوسع وأكثر رعباً مما تنقله عدسات الجزيرة وأخواتها عن سوريا ما بعد الأسد !!
محمد محمد المقالح

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)