عبدالملك الفهيدي -
مثلما زعموا ان القاعدة في اليمن هي صنيعة عفاش هاهو وزير خارجية آل سعود يدّعي في آخر تصريحاته ان داعش في سوريا هي داعش بشار الاسد..
حسناً.. لنترك عقولنا جانباً ونساير وزير خارجية آل سعود ومن يسير في فلكه ونصدق مزاعمهم تلك.. ونقيس عليها.. فلمن سننسب داعش في ليبيا.. فالقذافي قد مات-رحمه الله- ولو كان حياً لادَّعى آل سعود انها صنيعته.. وسيكون علينا البحث عن شخوص لنحملهم مسؤولية صناعة داعش في العراق ،وطالبان افغانستان، وبوكوحرام في نيجيريا، وفي كل مكان حيث تتواجد التنظيمات الإرهابية.
وقبل ذلك ووفقاً لمنطق فلاسفة اليونان سيكون من حقنا ان نقول ان داعش والقاعدة في السعودية هي صنيعة نظام آل سعود!!
لكن منطقاً كهذا لا يستقيم.. فالإرهاب فكراً وتنظيمات قصة طويلة لا يجدي التعاطي معها بالأكاذيب والافتراءات كالتي يرددها نظام آل سعود ضد الرؤساء والأنظمة والدول التي يكنون لها الحقد ويتآمرون على إسقاطها ويخوضون حروباً شعواء وعدواناً مباشراً أو غير مباشر ضدها..
إذا كان نظام آل سعود يستطيع بأكاذيبه حول القاعدة وداعش تلك ان يخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنه لن يستطيع خداع كل الناس كل الوقت...فتلك الاكاذيب ليست سوى محاولة منه لتغطية عين الشمس بغربال كما يقال ..
تلك الاكاذيب تدحضها الدلائل والبراهين والحقائق الساطعة حول نشوء التنظيمات الارهابية كطالبان والقاعدة وداعش وأنصار الشريعة وجبهة النصرة وبوكو حرام.. الخ، فهذه التنظيمات تأسست من اولئك المجاهدين الذين ارسلتهم ومولتهم السعودية بإيعاز امريكي الى افغانستان للجهاد ضد الاتحاد السوفييتي وخطر الشيوعية.
وليس مبالغة القول ان نظام آل سعود ومن خلفه امريكا واستخباراتها قد نجحوا في ثمانينيات القرن الماضي في استخدام الجهاد والمجاهدين كذريعة ضد الفكر الشيوعي والماركسية والاشتراكية ما اسهم في سقوط وتفكك الاتحاد السوفييتي.. لكن ذلك النجاح تحول الى وبال على العالم كله فالمجاهدون تحولوا الى تنظيمات ارهابية تنتشر في العالم كله وتضرب في كل الدول وفي المقدمة منها الدول التي جاءوا منها او الدول التي استخدمتهم.. ولم يسلم من خطرها احد بما في ذلك السعودية وأمريكا..
بمقدور آل سعود ان يستمروا في نسج الاكاذيب حول القاعدة وداعش ،لكنهم لن يستطيعوا ان يواروا سوءاتهم حين يتعلق الامر بالإرهاب فكراً وتنظيمات ...ففكر الارهاب والعنف الذي أُلبس قناع الجهاد هو نتاج للفكر الوهابي المتشدد الذي كان ولا يزال وراء نشوء كل التنظيمات الاسلاموية التي تبنت العنف والتطرف فكراً ومارسته على ارض الواقع ولم تجد صعوبة في ان تختلق المبررات لاستخدامه تارة بحجة اسقاط الانظمة الكافرة ،وتارة باسم الجهاد ضد الملحدين والشيوعيين والكفار ،وتارة بدعوى اقامة الخلافة الاسلامية.. الخ.
ولم يعد ممكناً لنظام آل سعود ان يخفي حقائق من قبيل ان معظم قادة التنظيمات الارهابية وكثيراً من عناصرها وشخوصها سعوديون، وتمويلها كان ولا يزال من المال السعودي، وان نظام آل سعود هو اكثر من يجيد استخدام هذه التنظيمات كورقة لإثارة الفتن وضرب الاستقرار الامني للدول.
سنسلم بنجاح آل سعود الى حين في الاعتماد على اموالهم لإلباس اكاذيبهم- التي يطلقونها بشأن داعش والقاعدة وأخواتها في اطار تصفية حسابات مع رؤساء وشخصيات يضعونهم في قائمة خصومهم- بعض المصداقية الآنية من جهة ،ومن جهة استخدام التنظيمات الارهابية وسيلة مثلى لنشر الفوضى في بعض البلدان وبالتالي ايجاد ارضية مواتية تمكنهم من التخلص من اعداد كبيرة من شبابهم الذين ينتمون لهذه التنظيمات بإفساح المجال امامهم للذهاب الى تلك الدول للقتال تحت الوية التنظيمات الارهابية ،لكنهم سيجدون انفسهم ذات يوم في مواجهة هذا الخطر الذي يستخدمونه حين يعود شبابهم الذين لم يقتلوا الى داخل السعودية كما حدث مع المجاهدين الذين ارسلوهم الى افغانستان ..
متى سيكون ذلك اليوم ؟!!
لا أحد يستطيع ان يحدد متى سيكون.. لكنه سيأتي إنْ عاجلاً أم اجلاً.