فيصل الصوفي -
المرتزقةالسودانيون الذين استأجرهم العدو السعودي من رئيس السودان الشمالية عمر البشير، وارسلهم إلى عدن، طلعوا جنجاويد، حقاً.. خليل ابراهيم زعيم حركة العدالة والمساواة في إقليم دارفور، قال إن الرئيس البشير دمج ميليشيات الجنجاويد في قوات الجيش والشرطة، وأرسلهم لحماية مدنيين، فهل هؤلاء يصلحون لهذه المهمة، فضلاً عن كون إرسالهم إلى اليمن يخالف الدستور السوداني؟ والجنجاويد كما هو معروف ميليشيات قبلية عربية في دار فور استخدمها البشير لقمع القبائل الأفريقية في الإقليم نفسه التي تمردت على نظامه، وارتكبت هذه الميليشيات جرائم حرب في الإقليم خلال الأعوام2003-2005م، وشهد السيد موكيش كابيلا مبعوث أمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي أنان أن ميليشيات الجنجاويد ارتكبت جرائم اغتصاب وجرائم حرب مختلفة من بينها التطهير العرقي بحق أكثر من مليون سوداني في دار فور.. هذا قول ممثل الأمم المتحدة، أما خليل إبراهيم الذي أكد انتماء الجنود المرتزقة إلى الجنجاويد، فهو واحد من المقربين للبشير، حيث كان خليل ابراهيم هذا قيادياً في حزب البشير والترابي، ثم انشق مع الترابي وأسسوا الحزب الإسلامي،ثم انشق عن الحزب وأسس حركة العدالة والمساواة في إقليم دار فور..
وإضافة إلى هذه الشهادات، شاهدت عدن مايؤكد أن أولئك المرتزقة الذين وصلوا إليها هم من الجنجاويد أصلاً وفصلاً وفعلاً، وصلوا إلى عدن قبل ايام قلائل، ولا يزالون معسكرين في البريقة، ولم يدخل منهم إلى مديريات عدن الأخرى سوى عدد قليل، تراهم في خور مكسر والمنصورة ومدينة الشعب، وخلال هذه الفترة القصيرة قُتل منهم ستة، أما هم فقد قتلوا حتى الآن أكثر من ثمانية مواطنين، ويوم السبت انتشرت اخبار في عدن مفادها أن الجنجاويد اغتصبوا امرأة، ولذلك يؤيد بعض المواطنين تنظيم داعش في عدن بسبب نجاحه في قتل ستة مرتزقة جنجاويد، بينما يلعن المواطنون تنظيم القاعدة وحزب الإصلاح لأنهما وزعا منشورات تدعوهم للتعاون مع الجنجاويد..
>>>
المحكمة الجنائية الدولية خرجت يوم الخميس الماضي تؤكد أنها ستستمر في ملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير،بعد أن تأكد مدعي عام المحكمة أن البشير كان مصدر الأوامر التي شجعت ميليشيات الجنجاويد على ارتكاب جرائم اغتصاب وتطهير عرقي في دار فور، وقال المدعي العام السابق للمحكمة إن البشير متهم فار من العدالة والقبض عليه مسألة وقت فقط.. وإن البشير سيكون يوم 26 أكتوبر (اليوم) في الهند للمشاركة في مؤتمر عن العلاقات الهندية- الأفريقية، وطلبت المحكمة من السلطات الهندية توقيف البشير وتسليمه..
فتأملوا هوان البشير، فكلما خرج من السودان إلى أي دولة أخرى تسارع المحكمة إلى إطلاق نداءات وطلبات لتوقيفه، وآخر مرة كانت في يونيو الماضي عندما خرج إلى جمهورية جنوب أفريقيا،حيث طلبت المحكمة توقيفه، وشرع القضاء الجنوب أفريقي في مناقشة تدابير اصدار مذكرة اعتقال، لكن العدو السعودي بذل مختلف الجهود الدبلوماسية وتقديم الرشاوى الدولية لضمان عودة البشير إلى الخرطوم.. ونعتقد أن العدو السعودي سيقوم بنفس الخطوات لكي لا تستجيب الهند لطلب المحكمة، إلا إذا حدثت معجزة هندية هذه المرة.