استطلاع/ محمد الكامل -
< أكثر من سبعة أشهر والعدوان السعودي والحصار الجائر يحصد أرواح الآلاف من أبناء الشعب اليمني..
سبعة أشهر والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي يستمتعون وهم يشاهدون آل سعود يبيدون شعباً كاملاً بصواريخهم ويتلذذون في أسواق بيع السلاح وهم يتسلمون المال السعودي المدنس على حساب الدم اليمني..
أكثر من سبعة أشهر.. واليمن بلا دواء ولا غذاء.. أطفال يموتون بالمئات بسبب انعدام أبسط الأدوية.. مرضى يعانون من أمراض مستعصية.. يصر مجلس الأمن على عدم استحقاقهم للأدوية..
الشعب اليمني يُقتل بوحشية وفاشية.. مجلس الأمن اصدر حكم الاعدام بحق أكثر من 25 مليون مواطن يمني مرة واحدة.. وتجري عمليات القتل منذ سبعة أشهر بدم بارد..
أسلحة محرمة دولياً.. قنابل عنقودية.. صواريخ أشد فتكاً من قنبلتي هيروشيما ونجازاكي. تُقصف بها المدن اليمنية.. والعالم والمجتمع الدولي يواجه كل ذلك بصمت مريب..
أنْ تغلق 90% من مستشفيات اليمن، كفيل بأن تهتز له الدنيا وليس مجلس الأمن الدولي..
قوات العدوان تمنع دخول السفن التجارية.. تمنع دخول البضائع والأغذية والأدوية والمشتقات النفطية الضرورية لاستمرار حياة الناس، وتشغيل المستشفيات ومحطات توليد الطاقة الكهربائية ومحطات استخراج المياه الجوفية، في تعمُّد واضح لتنفيذ إبادة جماعية بحق الشعب اليمني..
الشعب اليمني لا يحصل إلاّ على حوالي 10% من الاحتياجات الطبيعية في حدها الأدنى منذ بداية العدوان..
وبرغم هذا الحصار الجائر عليه والمفروض جواً وبحراً وبراً، نجد العملاء والمرتزقة يخرجون يزايدون بحصار تعز.. يتاجرون باسم تعز من جديد لتحقيق أهداف سياسية ولايدركون كارثة الجريمة التي يرتكبونها بحق الشعب اليمني بشكل عام..
تعز تحتاج إلى المشتقات النفطية مثل صنعاء وإب ولحج والحديدة.. لماذا يسلم هادي مخازن النفط في التواهي لتنظيم داعش.. ولماذا سلموا مخازن المساعدات الغذائية في المنصورة للميليشيات الإرهابية.. لماذا لم يسلم ذلك لأبناء تعز وصنعاء وإب والحديدة المحاصرين منذ سبعة أشهر..
يجب كسر الحصار على الشعب اليمني، وليكن ذلك من تعز، فلينقل المندس العطاس والخائن هادي مواد الاغاثة إلى تعز.. إنهم أهلنا.. وهذا هدفنا وغايتنا..
وننقل لكم اليوم مأساة اخرى من جرائم الحصار المفروض على شعبنا، تتمثل بحرب الغاز المنزلي، ولكم أن تتصورو كل مطابخ المنازل في المدن بدون غاز..
إنها جريمة.. لكم أن تتصوروا أطفالاً وعجزة يبللون القمح لأكله.. لا طواحين تعمل.. ولا غاز متوافر للطبخ..
وتتفاقم هذه المأساة الإنسانية في ظل استمرار الحصار الجائر على بلادنا وشعبنا..
أي جريمة هذه يرتكبها العدوان بحق الإنسان وهو يحرمه من لقمة العيش..
ها هي الصورة المأساوية أمامكم، نساء.. أطفال.. رجال.. يبحثون عن كراتين وقصاصات ورق ليوقدوا بها النار في مطابخهم..
< لقد قمنا بجولة في احد شوارع العاصمة وتحديداً بمديرية شعوب شد انتباهنا شاب يقوم بتجميع الكراتين واحراقها لكي يستطيع عمل شاي أو قهوة بعد ان وضع الابريق على النار.. اقتربنا منه وحاولنا التحدث معه والتقاط صورة لما يقوم به إلاَّ انه رفض ذلك بشدة لدرجة انه رفض ذكر اسمه قائلاً: ارجوكم لا تفعلوا.. وبمحاولة منا لمعرفة ما دفعه لذلك، اكتفى بالقول: «ايش نفعل منه لله من كان السبب مابش معانا حق الغاز ولا معانا قيمة الحطب، كله نار في نار والحالة خليها على الله بس».
♢ أما المواطن احمد محسن فقال: لم نعد نفهم ما يجري نلاحظ ان الغاز المنزلي اصبح مشكلة حقيقية لكل اليمنيين في المدن والقرى واسطوانة الغاز وصل سعرها الى (14.000) ريال في السوق السوداء أما السعر في المحطات التجارية فهو يختلف من محطة الى أخرى، حيث تنقص الف أو الفين ريال من القيمة وهذا حسب رغبة وضمير صاحب المحطة نفسه.. مشيراً الى ان موقف شركة الغاز كان مخيباً للآمال ولم يكن عند مستوى المسؤولية وغياب الرقابة والمتابعة واتخاذ الاجراءات اللازمة تجاه ما يقوم به بعض عقال الحارات واصحاب المحلات الخاصة بالغاز، صحيح البلاد تعاني من حصار ظالم لكن هناك من يقومون بتخزين الحصص التي توفرها شركة الغاز لكل منطقة أو حارة والتلاعب بها إما بتوزيعها على من يريدون، وإما بتهريبها من الابواب الخلفية إلى السوق السوداء.
♢ من جهته قال المواطن ياسر الريمي: قد نسينا الغاز وايام الطهو على الغاز ما عاد معانا الآن الا الحطب.. موضحاً ان انعدام الغاز المنزلي تسبب في ارتفاع اسعار الحطب لأكثر من ثلاثة اضعاف قبل العدوان السعودي على اليمن.. مبيناً أن بعض المواطنين يضطرون أحياناً إلى استخدام بعض الاثاث والقطع الخشبية الخاصة بالمنزل مثل الماسات والدواليب وغيرها ..
مشيراً إلى أن على الجهات المختصة القيام بدورها الفعلي لرفع الضيم عن المواطنين وتوفير مادة الغاز المنزلي هذا من جهة وضبط المتلاعبين وخاصة عقال الحارات الذين يستغلون حاجة المواطنين وتسريب الحصص التي توفرها الشركة لكل حارة وفق حصص وآلية توزيع لا نعرف كيف تتم، يتسلمها عاقل هذه الحارة أو تلك ويقوم ببيع جزء كبير منها في السوق السوداء من جهة اخرى.
♢ فيما يقول المواطن سمير العقاري: إن بعض العقال يستغلون هذه الازمة جيداً للتربح وملء جيوبهم المخرومة بالمال الحرام.. ومحاولة شركة الغاز سد حاجة الناس من الغاز المنزلي بتوزيع حصص لكل حارة عبر العاقل وصاحب محل الغاز أيضاً مشكلة.
فقد أصبحت هذه العملية مجرد سمسرة وبيع بالسعر غير السعر الذي حددته الشركة (1250ريالاً للاسطوانة)..
طبعاً.. ليس هناك أسوأ من انعدام مادة الغاز إلاّ صمت مسؤولي الشركة الذين لا يوضحون للعالم معاناة الإنسان اليمني من وراء منع دخول مادة الغاز إلى البلاد..
لا يهم إن ارادوا السمسرة «بالحاصل» لكن عليهم أن يستشعروا مسؤوليتهم ويبلغوا العالم أن مدارس العاصمة مثلاً أصبحت طاولاتها وكراسيها تستخدم وقوداً للطهي..
هذا خلافاً عن ان الاشجار والنباتات تتعرض للاقتلاع في كل قرى ومدن اليمن.. وهذا يعرض البيئة لأخطار كثيرة..
|