محمد علي عناش - بالفعل كما قال الزعيم علي عبدالله صالح في مقابلته الاخيرة على قناة «الميادين»: الاخوان هم أعداء الامة.. فما يحدث في البلدان العربية منذ 2011م حتى اليوم من فوضى ومآسي وصراعات وتدمير ذاتي لمقدراتها وهويتها تحت مسمى ثورات الربيع العربي، سببها التنظيم الدولي للاخوان المسلمين وملحقاته من التنظيمات الارهابية، والداعمين له من قوى الرجعية العربية وفي مقدمتها السعودية وقطر وايضاً تركيا، ضمن سيناريو معد مسبقاً لاسقاط الدولة العربية بهويتها القومية والتحررية، وتمكين الاخوان من الحكم لاقامة دولتهم كشرطي مخلص لامريكا وحامي لمصالحها في الشرق الاوسط، مالم فالبديل وعبر جماعة الاخوان وتوابعها من الجماعات الارهابية، هو اقحام للمنطقة في أتون الصراعات الطائفية والمذهبية وتدمير منجزاتها التي تحققت خلال أكثر من نصف قرن، والنتيجة المرجوة من ذلك هواسقاط الامن العربي بمفهومه الواسع والمستفيد الاول هي اسرائيل وامنها وابقاء المنطقة العربية منطقة منكوبة ومتعثرة تستنزف مقومات وجودها وقوتها.. اليمن لم تكن في منآئ عن هذا السيناريو التدميري، وهذه الصراعات التي اشعلها الاخوان في المنطفة العربية، بل طالها التخريب والاستهداف لبنى الدولة اليمنية التي تشكلت خلال 33سنة، واكتوت بنار هذه الصراعات عبر حزب التجمع اليمني للاصلاح (اخوان اليمن) رغم كل الفرص التي اتيحت لتجنب هذه المآلات وهذا السبناريو التخريبي المخطط له في المنطقة...
بالطبع القوى الدولية والاقليمية المخططة والداعمة لهذه الفوضى، لم تكن ترغب في ظهور أي نموذج مشرق لادارة وتسوية أزمات الشعوب العربية التي أشعلها ربيع الفوضى، ولاتريد أي خروج عن النص كماهو مكتوب في ليبيا وسوريا، ولذا أهدر حزب الاصلاح ومعه بقية أحزاب المشترك هذه الفرص وأخل بالمبادرات، لأن هدفه الرئيسي كما هو هدف الاخوان في كل البلدان العربية هو السلطة وابتلاع الدولة، أو دفع الاوضاع في البلاد في اتجاه الفوضى الشاملة..
ربما أن التنازلات التي قدمها المؤتمر الشعبي العام، مكنت الاصلاح من السلطة بسهولة، ولأنه بلامشروع وطني ولاغايات نبيلة، وانما لديه مشروع نفعي ومشروع انتقامي من الآخر ومرتبط بأجندات اقليمية، فشل في السلطة خلال ثلاث سنوات قدم خلالها أسوأ نموذج في ادارة شؤون البلاد،ولذا فقدها في 21سبتمبر 2014م بفعل هبة شعبية أطاحت به وبرموزه، فلجأ مرة أخرى الى خيار الفوضى واستنساخ السيناريو السوري والليبي والعراقي، تحت مسمى المقاومة والجيش الحر، وعندما وجدأن هذا التوجه لم يجده نفعا، بل ضربه في العمق وكاد أن يقض عليه تماما، تمادى أكثر الى خيار العمالة والخيانة واستدعاء تحالف العدوان السعودي ومباركته تحت مسمى الشرعية، واصبح كل مايرتكبه تحالف العدوان ومرتزقته من جرائم وحرب إبادة للمدنيين وتدمير ممنهج للبنى التحتية في اليمن يتم تحت مسمى الشرعية وفوبيا ايران,. وخلال هذا المشوار من الفوضى والعبث والخيانة، ظلت بعض قيادات المشترك والكثير من النخب السياسية والثقافية منقادة خلف حزب الاصلاح ومتماهية مع أهدافه ومشروعه في رحلة التيه والفوضى والخيانة الراهنة والتي بدأت من منصة الساحات وأنتهت في فنادق الرياض للتسول هناك واستلام ثمن مايرتكبه العدوان السعودي الهمجي.. الخيانة والعمالة والارتماء في احضان السعودية واستدعاء عدوانها الهمجي والبربري على اليمن واليمنيين، مسألة طبيعية بالنسبة لحزب الاصلاح بأجنحته المختلفة، وتاريخه السياسي والتنظيمي شاهد على ذلك، فهو الآداة الرئيسية للسعودية ونفوذها في اليمن على مدى ثلاثة وخمسين سنة لتكريس النفوذ السعودي بداءامن مؤتمر خمر وعمران وحرض مرورابانقلاب 5 فبراير 1967م ثم اغتيال الرئيس الحمدي وانتهاءابطلب العدوان وتأئيده ورسم احداثياته.. من ناحية اخرى لم يعش الاصلاح طوال تاريخه السياسي تجربة وطنية ناضجة ونزيهة، ولم تتراكم لديه قيم الديمقراطية والوطنية ودولة التعايش السلمي، بقدر ماتراكمت لديه قيم النفعية وثقافة الغاية تبرر الوسيلة طوال الفترة التي عاشها في كنف النظام أوفي كنف السلطة.. ولذا تجرد من كل القيم الوطنية وتاجر بالمبادئ الدينية, وعندما فقد السلطة أصبح يتاجر بدماء اليمنيين وارواحهم وممتلكاتهم..
رحلة الخيانة ظلت لعدة عقود لصيقة ومرتبطة بالاصلاح وأتخذت اشكالامباشرة وغير مباشرة,الاأن الخيانة بلغت ذروتها وبشكل واضح, منذ أزمة 2011م، أي منذ بداية تدشين مرحلة الفوضى الخلاقة بدأت رحلة الخيانة في محطتها قبل الاخيرة من منصة الساحات ومن أول خيمة نصبت لاسقاط الدولة، والتحق بها قيادات ورموز سياسية وثقافية ليبرالية ويسارية وقومية تزعم انتمائها للمشروع الحداثي، وشريحة واسعة من الغوغائيين والنفعيين,بدأت رحلة الخيانة للأمن والاستقراروالخيانةللعقل والمنطق وللمهنية السياسية والاعلامية والقيم والمبادئ والثوابت الوطنية، الخيانة للدينو العهود والمواثيق وسجلوا لخيانتهم براءة أختراع داخل الساحات ومنحت لهم جائزة نوبل مكافأة دون ادنى معيار علمي واخلاقي سوى معيار الخيانة، ومنها كانت الخيانة لشرف الوظيفة والقسم العسكري والوحدة اليمنية والسلم الاجتماعي، ومن منصة الساحات التي احتضنت الارهابي جلال بلعيد وغيره من الارهابيين، دشنت الخيانة لدماءالجنود والضباط والقيادات السياسية والاجتماعية والثقافية التي سفكت غدرا وتآمرا داخل معسكراتهم وفي شوارع صنعاء وغيرها من المحافظات, الخيانة للشعب والنهج الديمقراطي وشرف المسؤولية، بالتمديد والجرع والفساد والعبث بمؤسسات الدولة في حكومة باسندوة.. من منصة الساحات تحرك قطار الخيانة والعمالة مارا بالدوحة وأنقرة ولم يتوقف الا في فنادق الرياض, مستقطبا في طريقه الكثير من الانتهازيين والغوغائيين، وكذلك الساقطون من قيادات المؤتمر من تعفنت ضمائرهم وفاحت روائحها الكريهة في زمن العدوان الغاشم، التحقوا بقطار العمالة وهجرة الخيانة الى الشمال نحو فنادق الرياض، التي احتضنت كل هذه المتناقضات من أقصى اليسار الى اقصى اليمين، ووضعت داعية الليبرالية نجيب غلاب الى جانب الاقطاعي حميد الاحمر والعتواني الى جانب المتطرف الزنداني والعليمي وبن دغر الى جانب الارهابي والرجعي على محسن, حشد من كل صنف ولون في مهرجان الخيانة ومزاد الدم اليمني..
يطلقون على أنفسهم الشرعية ويرتكبون كل هذه الجرائم بأسم الشرعية.. مالايعلمه الخونة والساقطون وعواجيز السياسة والنخب وحشد المرتزقة من الناعقين والمتسولين من باعوا الوطن واستلموا ثمن كل مايحدث، أن اصرارهم على الخيانة والمتاجرة بدماء اليمنيين، يقابله اصرار يتنامى كل لحظة على الانتصار والتحرر والدفاع عن كل ذرة من ثرى هذا الوطن، وأن هناك جيل كاملا يصنع البطولات والمآثر على جميع الجبهات، يهتفون نفديك يايمن ويخوضون معركة مواجهة العدوان وكسره يثقة وايمان وتجربة وطنية وانسانية عميقة، كما أن الخسة والحصار اللانساني، يقابله روح يمنية تتسابق على اقتسام رغيف الخبز وشربة الماء في موجهة الخسة والحصار والعدوان..
بالفعل الاحداث العظيمة يصنعهاالرجال المخلصون من تخلد اسمائهم في ذاكرة الاجيال كزعماء وصناع تاريخ.. لكنها في نفس الوقت تفضح الخونة والعملاء وضعاف النفوس، وليس هناك من خيانة وعمالة تفوق خيانة هادي والأربعمائة حرامي وخائن وساقط.. وستداول الاجيال حكاية توشكاوسكود مقرونة بالزعامة والاخلاص ?وفاء البشر، كما ستتداول كلمة "شكراً سلمان" كمثل للسخرية والاحتقار من أسوأ البشر..
|