محمد انعم - إلى فقيد الأمة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية وباني نهضتها في الذكرى ال11 لفاجعة رحيلكم ..
أولا.. طيب الله ثراكم.. وأسكنكم فسيح جناته.. هكذا ننقلها لكم كما يقولها أبناء اليمن من قلوبهم صادقين ..
ونود ان نكتب لكم رسالة نخبركم فيها عن أحوال الربع وعلوم اهلك في اليمن.. رسالة أحرفها مكتوبة بدماء أطفال ونساء وشيوخ اليمن.. ونبعثها اليكم من بين أنقاض الخراب والدمار لوطنكم الأول اليمن ..
رسالة من كل اليمنيين الذين يوارون فلذات أكبادهم ليل نهار منذ ثمانية اشهر وهم يقتلون بصواريخ طائرات أولادكم ومدافعهم وقذائفهم وأموال دولتكم التي وصل خيرها إلى كل المعمورة في عهدكم ..
اعذرنا أيها الفقيد الغالي .. فنحن لا نتهم احداً باطلا .. لكننا نقول الحقيقة لكم .. الحقيقة التي لم نستطع أن نصدقها حتى نحن منذ ثمانية أشهر ولم نفق من هول الصدمة إلى ألان ..
آه.. آه.. يا سيدي.. كنت وحدك رجل السلم والسلام والحوار في زمن القتل والدماء والخراب.. وبفضل حكمتكم السياسية ونخوتكم وفطنتكم العربية شيدت دولة الأمارات العربية المتحدة كدولة للحب والسلام.. حصنتها بدرع فولاذي صلب بتلك العلاقات الأخوية الصادقة والصافية والنقية مع الأشقاء والأصدقاء.. كنت تزرع البسمة والسعادة في وجوه وحياة الناس في كل مكان.. فأحبكم الجميع ونحن منهم ..
تعرفون ياسيدي ..إن الحدود التي كانت تربط اليمن بدولتكم ابتلعها آل سعود مثلما ابتلعوا حقول نفط الواحة.. وانتم صاحب المقولة الشهيرة:( دائما يصر آل سعود على ان يتفاوضوا معنا على الأرض التي تحت أيدينا وليس على الأرض التي احتلوها )..
ولذا تعرفون تماما انه لم يعد بيننا وبينكم حدود برية أو بحرية.. كما أننا لم نحتل جزركم طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى .. بل انه لا يوجد أي خلاف بين اليمنيين مع أولادكم ولا علاقة للشعب اليمني بسرقة النفط من حقول بلادكم ولا بقضية الحدود البحرية المشتركة مع قطر ..
يا زايد الخير .. بإمكان روحك الطاهرة ان تستشف أرواح شهدائنا من الأطفال والنساء وكبار السن الذين قتلهم أبناؤك .. بل يمكنك أن تسمع أزيز طائرات أولادك وهي تقلع للاعتداء علينا .. وتدمر بكل وحشية مدننا وقرانا ومساجدنا ومدارسنا وطرقنا واكواخنا وقوارب صيدنا ..بل أنها تحرق لقمة عيشنا ، وكتب طلابنا وعرائس ولعب أطفالنا وكل ما يملكه أبناء ربعكم في اليمن ..
أولادك يا طيب الذكر يشاركون في حصارنا أنهم يغرقون الأغذية والأدوية في البحر حتى لاتصل إلى الشعب اليمني الذي أصبح أكثر من 23 مليون شخص يواجهون المجاعة بسبب أولادك .. وبلغت النخوة والمرجلة بهم إلى أنهم يقومون بفرض حصار بري وجوي على اهلك في اليمن .. باطلا ..والله باطلا.. ومن اجل محمد بن سلمان..
ونحكي لكم سالفة مضحكة ومبكية في آن قالها احد أولادكم .. بعد إن أرسل أبناءكم الإماراتيين مدججين بمختلف الأسلحة لقتل أولادنا ..وبعد ان احتلوا أرضنا وغزوا ديارنا وقتلونا حملنا السلاح للدفاع عن أرضنا وعرضنا ..تعرفون وش قال ؟ بعد أن قتل منهم أكثر من 54 إماراتيا بصحراء صافر في مأرب ..
قال: إباؤنا علمونا ما يبات ثأرنا . يقول هذا بدون خجل .. وهو من قام بغزونا الى عقر دارنا.. وعاده يهدد ولا يستحي من الله ولا من خلقه ..
يا زايد الخير ..لقد قطع أولادك كل أواصر الإخاء والقربى وصلات الرحم التي ظلت تربطنا ..
والله ثم والله ..لقد أحببنا الأمارات المتحدة.. إمارة إمارة .. وشعبكم مثلما نحب أولادنا الذي يقتلهم أولادك ..والله ثم والله .. إننا لم نخنهم ولم نغدر بهم ولم نتآمر عليهم وليس بيننا وبينهم خلافات.. بل إننا على العهد واقفون معهم ضد الاحتلال الإيراني لجزركم أيضا ..
يا زايد الخير .. نزيدكم بيتاً من الشعر.. أولادكم قاموا ومعهم الإخوان المسلمين بتدمير كل المعالم التي شيدتها وتحمل اسمكم في اليمن والتي نفخر بها .. يا الله والحقد.. لم يتبق منها إلا سد مارب سليما رغم أنهم أطلقوا عليه مئات الصواريخ وبطائرات إماراتيه.. وليس للسد علاقة بالمجوس ولا يمثل خطرا على أمنكم ..
منتزه زايد في جبل صبر بتعز دمروه ..وقصر الشعب الجميل الذي يحمل اسمكم وصورتكم دمروه .. أولادك قهرونا ..وهم يشاهدون صورتكم واسمكم تقتلع من أحجار الأساس لعشرات المشاريع من قبل جحافل الإخوان المسلمين ويدمروها ويدوسوها تحت أقدامهم ويطلقون قهقهة عالية ..قهقة كلها مليئة بالحقد والشماتة..
يا حكيم العرب .. لقد بنيت وطنا للحب والسلام وحملت قيما عربية وإنسانية عظيمة وسجلت مواقفا في سياستك الحكيمة داخليا وخارجيا ستظل مفخرة للعرب والإنسانية ..
لكن ما يحّزُ في النفس ..ونقولها صراحة إن نيران الأحقاد تحاصر دولتكم من الداخل والخارج .. فبالله عليك كيف لنا أن نحب أولادك وهم يقتلوننا ليل نهار .. بل كيف لشعب الأمارات أن يحب أولادك وهم يزجون بخيرة شبابه في معارك عبثية وتسفك دمائهم باطلا فقط من اجل إرضاء غطرسة محمد بن سلمان .. كما أنهم ينفقون نصف ثروة البلاد لشراء مرتزقة من السودان والصومال وكولومبيا لتمكين الإخوان المسلمين من بناء دولة الخلافة في اليمن ..
اليوم صارت لدى الأمارات هيئة وطنية للشهداء ..وهيئة للجرحى .. ومقبرة للشهداء.. وأولاد شهداء ..وأرامل الشهداء .. وعربيات للجرحى.. لو شاهدت يا حكيم العرب دموع الإماراتيين ونحيبهم على أهاليهم لهالك المنظر وسوء العاقبة ..
هكذا يتم العبث بأرواح شعبكم.. فو والله إنها لنار فتنة ان لم يدفع ثمنها أولادكم باهظا فستمزق الدولة الاتحادية .. والأيام دول ..
يا حكيم العرب .. لقد اتسمت سياستكم الخارجية بالحكمة والاعتدال وغلبتم لغة الحوار والتفاهم في معالجة كافة القضايا وحرصتم على بناء علاقات طيبة مع الأشقاء والأصدقاء، لذا نلتم وبجدارة لقب (حكيم العرب ) و ( زايد الخير)..
بل لقد حددتم معركة الأمة ..و مع من بشجاعة ووضوح .. وشاركتم في الواجب القومي وبمعارك الدفاع على الأمة والتصدي للعدو الصهيوني ، وسيظل التاريخ يدون في انصع صفحاته موقفكم الشجاع الذي جاء في مقولتكم الشهيرة إبان حرب أكتوبر 1973م : (النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي) والتي مثلت بداية لفتح معركة البترول واستخدامه كسلاح ضد الصهاينة وأعداء الأمة .. وأكدتم أن (المعركة هي معركة الوجود العربي كله ومعركة أجيال علينا أن نورثها العزة والكرامة).
اليوم أموال النفط الإماراتي تدفع لعصابات "بلاك ووتر" لقتل اليمنيين .. ولجماعة الإخوان في السودان او ما يسمونهم "بالجنجاويد" و"بوكو حرام" في نيجيريا وللإخوان في الصومال وتشاد ..كل ذلك من اجل إن (يحرروا اليمن) ..تصور من من ...؟؟
أما لو نحكي لك قصص أولادك وما يقترفوه من جرائم في سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها فسيجن جنونك ولكن هيئ روحك الطاهرة لرسائل مماثلة من شعوب مكلومة في تلك الدول ..
ببساطة يا شيخ زايد: السعودية ورطت أبناءك والنتيجة أن كل الكراهية والأحقاد التي في قلوب العرب والعجم على السعودية تحولت في سنوات على الإمارات وشعبها ..
لم يعد للإمارات صديق إلا السعودية والراقصات ومقاولي العمارات وكل من كنت تخشاهم ..
|