كلمة الميثاق- - التفجيرات الارهابية الدموية التي تعرضت لها الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت والعاصمة الفرنسية باريس استهدفت كالعادة الأبرياء من مواطني لبنان وفرنسا الاسبوع الماضي وهي أعمال وحشية تدينها وتستنكرها وتجرمها الديانات والشرائع السماوية وكافة المبادئ والقيم الإنسانية..
المؤتمر الشعبي العام دان واستنكر بشدة ما تعرض له لبنان الشقيق وفرنسا الصديقة من ارهاب غادر وجبان، مجدداً التأكيد على ضرورة توحيد الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الارهاب بكل الاساليب والطرق وفي مقدمة ذلك مواجهة الدول الحاضنة والداعمة لمثل هذا الفكر المنحرف.. داعياً إلى تعريف مفهوم الارهاب بعيداً عن اي شكل من أشكال حسابات المصالح التي تفرض التعاطي مع هذه الآفة العالمية بمعايير مزدوجة بحيث يسهل استخدامه وفقاً لمتطلبات المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية لاسيما من الدول الكبرى.
وهذا هو السياق الذي يندرج في إطاره العدوان السعودي البربري الذي يتعرض لوحشيته الشعب اليمني منذ ثمانية أشهر والعالم يتفرج على آلة العدوان الحربية وأدواته الارهابية من تنظيم الاخوان والقاعدة وداعش، مستهدفةً المدنيين اليمنيين وهم في منازلهم ومساجدهم وفي أعمالهم وطرقاتهم وصالات أعراسهم، مدمراً البُنى التحتية والمشاريع والمنشآت الاقتصادية الخدمية والاستثمارية الخاصة والعامة، فارضاً على الشعب اليمني بكامله حصاراً بحرياً وجوياً وبرياً شاملاً، ممارساً حرب إبادة جماعية لم تعرف البشرية مثيلاً لعدوانيتها وارهابها.
إن الشعب اليمني الفقير والمسالم يتعرض منذ ثمانية أشهر لعدوان إرهابي بشع تشنه السعودية متحالفة مع كل التنظيمات الإرهابية، فيما المجتمع الدولي يقف صامتاً وأطفال ونساء وشيوخ اليمن يواجهون يومياً حرب إبادة إما بصواريخ وقنابل أسلحة المعتدي ومنها المحرمة دولياً أو بقذائف ونواسف عناصره الارهابية الانتحارية والانغماسية.. ولعل الأسوأ والأنكأ من كل ذلك أن السعودية التي تعد مفرخة الإرهاب في العالم تقوم بتسويق التنظيمات الارهابية إعلامياً تحت مسميات «المقاومة والشرعية» في ظل لهث دول عظمى وراء صفقات بيع الأسلحة للرياض، غير آبهةٍ بنزيف الدم اليمني، رغم أن هذه التنظيمات الارهابية أعلنت عن نفسها من اللحظات الأولى للعدوان، وها هي تتحدى العالم في حضرموت وعدن وتجوب تحت راية آل سعود شواطئ باب المندب..
هذه المأساة الانسانية تتوالى فصولها في الوقت الذي مازال الإعلام الدولي الحر للأسف يتبنى المفاهيم المضللة للإعلام الوهابي التابع للنظام السعودي على غرار خديعة «الجيش الحر» وثورة العشائر والثوار في سوريا والعراق وليبيا..
وهنا نتساءل: هل آن الأوان لتتحد جهود المجتمع الدولي لوقف الارهاب السعودي على اليمن والعمل باتجاه اعتماد ودعم الحلول السياسية عبر الحوار، وكذا في بقية المنطقة وإعلان الحرب على حواضن الارهاب ومصادره والأنظمة الداعمة والمساندة له.. خصوصاً بعد تفجيرات باريس، أم ان العالم- كما يتوقع البعض- أمام سيناريو شبيه لما آلت اليه اعتداءات 11 سبتمبر 2001م الارهابية التي تعرضت لها أمريكا.
|