ناصر العطار - < حقائق مرّة ودامية عن صراعات ومعارك بين الحق والباطل، فمنذ استخلف الله الإنسان كان أول ضحايا هذا الصراع بأن أخرج من الجنة وقتل هابيل أخاه.. إذاً لماذا يكون جنود الباطل الى جانب الشيطان من البشر وأن تكون أدوات إجرامهم أشد تنكيلاً ربما من الشيطان؟.
إنها النفس الأمارة بالسوء التي تحمل الشر والعداء، ولأن البلد السعيد يعيش اليوم واقعاً دامياً، فآلة الدمار والموت لزبانية العدوان ماضية دون توقف لإهلاك الحرث والنسل، فكل ما هو على هذا البلد هدف لها دون استثناء حتى الأطفال الأجنة ومنهم في المهد وتشاطرهم بقية الكائنات والنبات والجماد.. الخ.
ولكل هذا نتساءل ما خلفية ومآرب هذا العدوان ولماذا لم تشبع نزواته على مدى ألف ساعة نفذ خلالها أبشع الجرائم بأبشع الوسائل؟!.
نحن وجميع أصحاب الضمائر الحية بحاجة لمراجعة التاريخ وعلى رأسه التاريخ الاسلامي للذكرى ولإبراز الحقائق.. فمن الكتب السماوية وصفحات التاريخ وجدنا أن اليمن من أقدم الشعوب في التعمير ونشر قيم المحبة والسلام والتسامح، وأن الله قد كرّم اليمنيين لأن يكونوا من أوائل المستجيبين لدعوات الحق وفي مقدمة الصفوف للدفاع عنه، وفي القرآن عن قصة سليمان والهدهد وموقف الأنصار والدخول في دين الله أفواجاً..
وفي التاريخ عن دور الإنسان اليمني شرقاً وغرباً في نشر الدعوة الاسلامية حتى حظي بالاحترام على مر العصور من الأفراد والشعوب.
وفي المقابل شهد التاريخ وتحديداً منذ الجاهلية وبزوغ فجر الدعوة الاسلامية والتي لاقت عداءً ومحاولة وأدها وإخراجها من مكة ثم شن الحروب والتحالفات للقضاء عليها.
ولهذا رفض -صلى الله عليه وآله وسلم- الدعاء لنجد ورد على الصحابة الذين طلبوا منه ذلك، وفي المرة الثالثة قائلاً: «نجد يخرج منها قرن الشيطان»، ومن أفعاله تفضيل بقائه في المدينة بين الأنصار والمهاجرين حتى بعد فتح مكة، وقوله للأنصار عندما كان يوزع غنائم غزوة حنين، وتفضيل الأنصار عودة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم- معهم خير من كنوز الدنيا.
وللعلم أن معنى القرن في التاريخ هو مائة عام وهي مدة حكم آل سعود، وانهم المتنفذون في إمارة نجد والحجاز، أما عسير ونجران وجيزان فهي أراضٍ يمنية- ألم يكن آل سعود في عداء دائم لليمن ابتداءً من معارك 1934م وكذلك عدوانهم على اليمن إبان ثورة 26سبتمبر و14اكتوبر، وما تلى ذلك أثناء إعادة لحمة اليمن في 22مايو 1990م.وأن مبررات العدوان السعودي اليوم هي أقبح من ذنب، فلم يشن الحرب من أجل سعادة اليمن، أو لمساندة الشرعية كما يزعم أو كما يقول -في تناقض مع ما سبق- إنه لمنع المد الفارسي..أو للدفاع عن النفس.. الخ.
فأما موقفه من اليمن فقد اتضح بجرائمه التي نفذها جواً بأكثر من 60 ألف طلعة ألقى خلالها أكثر من مائة ألف صاروخ وقنبلة وبأبشع وسائل الإجرام، أيضاً يتربص باليمن شراً عبر مرتزقته من الداخل لشن الاعتداءات.. وشراء الذمم لتحويل المواقف وقلب الحقائق.. الخ
فهل بعد كل ما سبق لا يعتبر آل سعود أنهم قرن الشيطان وجنده..ونقول لهم: امضوا حيث يأمركم الشيطان، فلا مصلحة تبغونها، ولا مساندة الشرعية تقصدونها، ولا أنتم في دفاع عن النفس أو لمنع التمدد الايراني كما تزعمون، فالحق يعشقه اليمنيون وسيظلون جنده على مر العصور، ولكم نقول: كفى.. كفى سفكاً لدماء اليمنييمن.. وعليكم أن تدركوا أن اليمنيين لم يعتدوا عليكم ولم تشهد حدودكم يوماً ما يعكر صفوكم حتى الحجر لم تُقذف من اليمن أو يسمح بإلقائها، بينما أنتم تلقون بكل أحقادكم على شعب اليمن..
ما يحزننا أن يُستدرج الشعب الاماراتي الى هذا العدوان الذي لا ناقة له فيه ولا بعير ليشوه ماضيهم الحميم والإنساني والأخوي مع كافة الشعوب وبالذات مع اليمن، فهم يعلمون يقيناً أن اليمن تقف مع قضايا الأمة العربية والاسلامية والدولية العادلة، وكانت وستظل تدافع عن البوابة الشرقية لأمتنا ضد التمدد الفارسي.
ولو طلب منا اخواننا في الامارات التصدي معهم وتحرير الجزر التي اقطعتها ايران منهم لسعينا الى نجدتهم ولشكلنا بأجسادنا جسراً للعبور لجزر «أبو موسى وطنب الصغرى والكبرى».
وسنقول ما قاله الشاعر:
إن الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمي لمختلف جدا
أراهم إلى نصري بطاءً
وإن هم دعوني إلى نصرٍ أتيتهم شدا
وان يأكلوا لحمي وفرت لحومهم
وان يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
|