موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 24-نوفمبر-2015
فايز بن عمرو -
«كلما حرمتم على المجتمع ممارسة الحياة، كلما ازداد عطشه لممارسة الموت».. تنطبق هذه العبارة على الحركة الوهابية وفكرها العبثي القائم على تمجيد ثقافة القتل والإلغاء وادعّاء الطهارة الإلهية للحاكم ، ورفض الحوار والنقاش والاعتراف بالآخر ، فنتائج ومعطيات ومخرجات الفكر الوهابي هو ما تعيشه البشرية اليوم من أعمال القتل والعنف والتدمير وتسخيف للفكر البشري والإصرار على العيش بين القبور وتقديس الاسلاف . لا يمكن تسمية المنهج الوهابي فكراً او مذهباً او طريقة في فهم الدين ، وإنما هي حركة هجينة جمعت شتات وصراعات الماضي وتداعياته الدينية والسياسية والتاريخية ، فالوهابية حركة يغلب عليها الطابع السياسي الايديولوجي رغم أنها تدعو لتصحيح العقيدة فيما يسمى بمحاربة الشرك " التعامل مع الجمادات والأحجار والأشجار " وناموسها الاساس في تلك الدعوة كتاب التوحيد لمحمد عبدالوهاب التميمي النجدي ، بينما تتعامل مع الانسان والحكام بجمود وتخلف وتكرس طاعة السمع والطاعة وتدعو للخضوع بقولهم : اسمع وأطع وإن ضُرب ظهرك وأخذ مالك وانتهك عرضك.. واستدعت الحركة الوهابية تاريخ الصراع بين المعتزلة والاشاعرة في أسماء الله الحسنى وصفاته وجعلتها من ضمن مناهجها لتكفير وتبديع المخالف ، واستندت على فتاوى ابن تيمية فيما يعرف "بالولاء والبراءة من الكفار"، تلك الفتاوى المتأثرة بالصراع بين المسلمين في عصر انحطاطهم وخضوعهم لسلطة التتار والمغول ، وتخضع الوهابية ايضاً للفكر الحنبلي التقليدي رافضة الاجتهاد . ترى الوهابية الخير والبركة والتمكين في السلف الاول من الصحابة والتابعين وتابعيهم ، فهم من يُؤخذ برأيهم ويُهتدى بأقوالهم، وما يأتي بعد هذه العصور فهو محدث وبدعة ويخالف شرع الله . تلك النظرة والقراءة العاطفية للتاريخ الاسلامي بأنه تاريخ منير ومشرق ومثالي وخالٍ من الامراض البشرية تستجره الحركات والجماعات الجهادية اليوم لإعادة الخلافة الاسلامية بقوة السلاح والقتل والتفجير ، وتتجاهل الوهابية تماماً الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وترى المعاملة الحسنة والاقتداء بالأخلاق والقيم والمبادئ الفاضلة والكلمة الطيبة ضعفاً وعجزاً، وتؤمن بأن الحاكم يفرض الاسلام بقوة السيف وإخضاع المخالف بالعنف وهو ما تمارسه ادارة الحسبة من احتكار للدين وتفسيره ليصير المسلم خاضعاً وتابعاً وخائفاً من الحسبة وسطوتها ، ومتى ما وجد فرصة للتحايل او الهروب من تلك التكاليف الاسلامية تركها وتنازل عنها . الركيزة الاساس في الحركة الوهابية تفسيرها السطحي والحرفي للكتاب والسنة ، فإعمال الذهن والاجتهاد والتفكير في دلالات النصوص الاسلامية محرم ضمناً ومسكوت عنه في السلوك الوهابي ، ولذلك تتسم الحركات والجماعات المؤمنة بالفكر الوهابي بإقامة المحاكمة الفردية والميدانية ومحاسبة الناس دون النظر في مبررات الجريمة وخلفياتها ، فقطع يد السارق شرع منصوص من الله لابد من إقامته دون توفير الحياة الكريمة او النظر في اسباب السرقة او البحث عن الخلفيات والتداعيات ، وترى الطابع السياسي شاخصاً في السلوك والفكر الوهابي.. تنظر للحاكم بأنه ظل الله على الارض لا يجوز نقده او نصيحته او الخروج على ظلمه ، وإنما السمع والطاعة له والسكوت على جرائمه وظلمه وفجوره وفسقه . العالم يشن حرباً فاشلة على الارهاب والجماعات المتطرفة ، وهي حرب عسكرية لن تحل المشكلة بل ستفاقمها وستكبر جيش الساخطين والمضللين من قبل هذه الحركات العبثية العنفية ، لا يمكن محاربة الارهاب دون محاربة الفكر الوهابي الركيزة الاساس لكل الحركات المتطرفة والإرهابية، واستعادة قيم التسامح والرحمة لديننا الاسلامي الحنيف المخطوفة من قبل الفكر الوهابي الظلامي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)