فيصل الصوفي - أخيرا، أيقن الغرب بقضية يعرفها اليمنيون ومعظم المسلمين منذ 250 سنة تقريباً، وهي أن الوهابية والارهاب مرتبطان بأقوى رابط، ولا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما جوهر والآخر عرض له.. يقولون الآن ينبغي على الوهابية- السعودية تجديد نفسها أو تجديد فكرها، لكي يتوقف الإرهاب أو لكي تكف عن انتاج الارهابيين.. بينما الوهابية عصية على التجديد، وهي متصلبة متعصبة ولا يمكن إحداث تغيير في جوهرها، ولو تغييراً طفيفاً، فالوهابية تعتبر نفسها حركة سلفية وريثة فكر وفقه صنعه السلف الصالح الذي لا يأتيه الباطل.. يقول الوهابيون نحن سلفية على مذهب الامام أحمد بن حنبل المتوفى في القرن الثالث الهجري، وحملة تراث ابن تيمية الذي احيا السنة، فقهنا ما تركه لنا فقهاء السلف وفكرنا فكر السلف، ونهجنا نهج السلف، لا نحيد عنه لأنه صحيح الاسلام، والسلف هم أهل السنة والجماعة وهم الفرقة الناجية من النار، ومن يطلب التجديد والتغيير إنما يطلب منا التخلي عن الاسلام.. وفي حقيقة الأمر أن الوهابية أخذت أسوأ ما خلفته الفرق الاسلامية وما خلفه ابن تيمية وغيره الذين كفَّروا المخالفين وقاتلوا المعارضين وقمعوا الحريات بدعوى احياء السنة وقمع البدعة ومحاربة الشرك والمجون، وقد ارتقى الشيخ محمد بن عبدالوهاب قبل أكثر من مائتي سنة أعلى درجات سلم التكفير، وهبط إلى أسفل مستويات التخلف والرجعية والتعصب، وحسبكم أنه كان يكفر جميع المسلمين في المناطق التي تعرف عليها ومنها نجد والبصرة والحجاز ولذلك كان يُؤذَى ويُطرد واخيراً لاذ بالدرعية وتحالف مع أميرها محمد بن سعود، وعندما عاتبه أخوه الشيخ سليمان بن عبدالوهاب على تكفير المسلمين واستباحة دمائهم رد عليه بالقول أنتم مشركون وهؤلاء مشركون فهل أُلام بقولي إنهم كفار، فأنا لم أكفّر إلا المشركين، فهذا يزور قبر أبيه أو أمه وهذا يتوسل بالنبي والصحابة والأولياء. وهذا يتداوى بماء البئر الفلاني، وهذا شيعي رافضي، وهذا لا يرى بأساً في سماع الغناء، فهم مشركون وتكفيرهم سنة، ومن يشهد لهم بالاسلام ولا يكفّرهم فهو كافر!... هذه بعض معالم العقيدة الوهابية، ومعروف أن قضية التكفير تقود إلى استباحة الدماء والاموال.. الوهابية- السعودية لم تتغير ولم تتجدد منذ ذلك اليوم، ولا اليوم ولا غداً، لأن عمدتها كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب والذين كانوا قبله من المكفّرين.. محمد بن عبدالوهاب ألف كتباً وكتب رسائل كثيرة هي الآن قوت يومي تقدمه الوهابية لمريديها في المعاهد والمدارس والجوامع وعبر المنشورات والدعاة الجوالين، وأهم مؤلفات محمد بن عبدالوهاب"كتاب التوحيد..." وقد قال عنه: أشهد الله أن ما سطرته في هذا الكتاب هو الحق لا غير.. ومن لا يؤمن بما في هذا الكتاب قاتلناه بالسيف والسنان لأنه مشرك كافر.. بينما هذا الكتاب كله طعن في عقيدة المسلمين، وتكفيرهم وتحريض على قتال وقتل من يخالف المذهب الوهابي.. فالوهابية غير قابلة للتغيير والتجديد، ولذلك ستظل منتجة للإرهابيين، وليس في هذا القول أي تجنٍّ، فكل الإرهابيين مروا على الوهابية وشيوخ الوهابية في مدرسة أو معهد أو غيرهما من مؤسسات التربية والتعليم والتوجيه، وهذا مشهور فجميع الارهابيين يعتنقون الوهابية وتتلمذوا على فكرها وشيوخها، ولا يوجد إلى الآن ما يشهد أن ثمة إرهابياً شافعياً أو حنفياً أو صوفياً، أو حتى شيعياً..
|