عبدالله المغربي -
بطائرة سعودية ومرافقين مهجنين ذوي الجنسيات المنوعة والألوان المتفاوتات من الإمارات والسودان وحتى الصومال وصولاً الى مرتزقة كولومبيا .
من على سلم طائرة المعتدين ظهر هادي والرعب يدب في جسده ونظرات الخوف تنطق بها عيناه وملامح الرعب تنبعث من وجهه الممتلئ من ارز دول العدوان ولحم الدويلات السمان .
وصل الى عدن خلسةً وتنقَّل في أحيائها متلصصاً وعن المارة في الشوارع متخفياً ، في الازقة يسير يقتاده مرافقوه الجدد من لا يعرف عنهم شيئا ويعرفون عنه كل شيء وأهم ما عرفوه به خيانته لوطنه ويعلمون أنه قاتلُ شعبه ..
وصل الى مكان اقامته المجهول بعدما أعده المعتدون حين كان يقبع هناك بين احضانهم .
وحين غابت شمس العذراء عدن غابت انفاس هادي خوفاً وفارق عقله جسده مخاصماً كل من حوله .. عيناه تحدقان في السماء منتظراً لمقذوفٍ يظن ان الكارهين له والباغضين لوجوده قد أعدوه من أجل الخلاص منه ، وحين جلجل صوت الاذان ليدرك أن الفجر قد وصل وان النهار بإنتظاره ليظهر، نهض الخائن من مضجعه وظل يدعو أن ينجيه من كتب عليه ان يكون خائناً من "سكود" من باعهم وللموت قدمهم فهو يدرك ان المتوكلين على ربهم دوماً مستعدون للإطلاق وفي تلك اللحظات بالذات ..
غفا الغافل عن امانة الوطن والخائن لشعب اليمن وما إن بدا عليه الشهداء ونظر الى دماء الأبرياء "كوابيس في نومه" وأناته تزداد والعرق يتصبب منه ووجه مصفرٌ كأن عزرائيل يسلم عليه وفجأة وهو يصارع كل هذا ويكابد انتقام الشعب، رن هاتف، وضع بجانبه ليرد عليه مفزوعاً .. نجل سلمان يكلمك : هادي يرد - ها انا ذا سيدي وولي نعمتي معك آمر وقل وعبدك الطائع لكلامك منفذٌ صاغر .. ليقاطعه الصبي - هصص ولا منك إلا ذا الكلام وبغرور الصغار اسمع : قم وغسل وجهك وكف عن الشخير - واذهب لزيارة جنود الجنجاويد وبشّرهم بالتحرير.
ستكون في العند وسنظهرك كالأسد مع علمك أن القطة منك أأسد .. وبهزيمة وانكسار يضحك هادي الفار ووجهه باهت فلا هو قادرٌ على إنكار جبانته ولا هو يستطيع أن يدافع أمام اميره عن نفسه ..
وظهر القط المشرد يلبس رداء الأسد وبالجنجاويد قد امتلأت قاعدة العند .
بِذُلٍّ لم يسبق التاريخ ان شهد مثله، ودناءة لم يسجلها المؤرخون قط فيما نقلوه عمن خانوا اوطانهم وللغزاة قدموا اعراضهم .. يطلع سيئ السيرة واعلام دول الغزاة من وراء ظهره، وأما ما يدَّعي تحريرها "يمن الايمان والحكمة" فمن قاموسه ملغية وفي ثقافته منسية وهي في عقله ليست سوى مساحة ارضية يمكن لاحدهم ان يبيعها من سعودي او بنتٍ مصرية ..
ملايين الاحرف اللاعنة لهادي وملايين الاحرف كذلك تكتب التاريخ الأشد سواداً من دمس الليالي .
أرواح ازهقت ودماءٌ سفكت ومنازل هدمت وأسرٌ شُردت وزرعٌ أُهلكت وتجارة بارت وبنية تحتية نُسفت ومصالح عن الخدمة خرجت وتنمية توقفت والآهات أُطلقت والآلام اشتدت وصرخات اليتامى والأرامل السماء اعتلت ودموع شيوخٍ على وجوههم الطيبات نزلت وأيادٍ كثيرات من ظلمكم الى الله متضرعة ارتفعت، وكم وكم من مظالم اقترفتموها وجرائم كثيرات بحق شعب الأيمان وموطن الحكمة فعلتموها.
لكم تجرع الابرياء من كؤوسكم المُرة وكأنها العلقم وانتم ما زلتم تُمنونهم بأن كل ذاك من أجل أن يشربوا الزلال ويروا مما لم يروه المحال ويصلوا الى ما لا يدركه احد فيهم وإنْ عليهم استحال ..
ربيع كاذب أتى بالويل على ابناء اليمن ومؤامرة كشف عنها العارفون سحقت البسطاء والعاملين وسيناريو تخريب أماط اللثام عنه قلة من الواعين وكشف عن قبحها بسطاء عاقلون ومن بعد تطلعات الاعراب للثورات ظهرت النعرات وانتشرت الجماعات وزادت الفتاوى وكثرت المفخخات وما زالوا على نهج التخريب يمضون وعلى وصية بناءهم الحسن يحافظون ومن كتيباته يرتشفون وفي المساجد يقرأون وعن تطبيق ما جاء في كتاب الله في إفعالهم هم أعظم المُعرِضين ..
ذنوبٌ كثر كان عقابهن عظيماً وجزاؤنا من ربنا عنهن أليماً - لم نكُ من الملعونين ولا ممن قال ربنا فيهم الضالين لكن فينا من للفوضى كانوا مصفقين ولشرارة الفتنة نافخين ولنار الحروب مُشعلين حتى اُبتلينا بوضيعين باعونا وباعوا ارض بلادنا دفاعاً عن الاسلام والمسلمين من رجس الروافض الشيعيين كما يقول الواهمون ..
واليوم ومع حصار زمرة الهمجيين وقصف الصغار الطائشين وحرب الجبناء والذليلين وقتل اليمانيات واليمنيين يطلع علينا من هنا وهناك من يسمون انفسهم مقاومة مؤيدين وعن شرعية الفار مدافعين ويكبر حين يغزو الغازون ويدعون للمعتدين ولأيديهم رافعين يناجون الرب متضرعين أن »يا رب مكّن سلمان من اليمنيين ووفّق الطيار ليقتل مدنيين«..
وفي وجود هذا كله نريد من ربنا جميعاً أن ينصرنا النصر المبين، وبيننا من بالخيانة مجاهرون وللغزاة داعمون وللمعتدين مناصرون .. أما والله بغير وحدة ابناء الشعوب لن ننتصر وفي شتاتنا الضياع لنا ولزرعهم العملاء بيننا فإنهم ينجحون في تخليص الكون منا ..
قال خير خلق الله محمد ابن عبدالله عليه وعلى آله افضل الصلاة وازكى التسليم : "كما تكونوا يولَّى عليكم" .. صدق رسول الله ، وقال عز من قائل : ألم تر أنّا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً " صدق الله العظيم ..
لنكن مع انفسنا صادقين ليولي الله علينا المتقين ولنكن مؤمنين ليُبعد الله عنا أزيز الشياطين ..
|