لقاء / فائز سالم بن عمرو: - محسن أحمد العمودي لا يحب أن يصف نفسه إلا بمواطن يمني ساقته ظروف الحياة للعيش في جمهورية فرنسا ، فهو للتاريخ قيادي وناشط سياسي وإعلامي بارز خدم القضية الجنوبية.. ويُعد الاستاذ العمودي من أوائل القيادات التي دعت لحراك سلمي مدني يطالب بالشراكة وتحقيق المساواة والعدالة.. شغل العمودي الكثير من المناصب السياسية والحزبية في حضرموت وفي العاصمة صنعاء، وظل قلماً حراً وصوتاً يدافع عن بلاده وكرامة الشعب اليمني.
«الميثاق» أجرت معه حواراً تفاصيله تغني عن التقديم له.. فإلى ما جاء فيه:
> نرحب بالمناضل محسن العمودي في هذا اللقاء مع صحيفة «الميثاق».. وفي البداية يرفع تحالف العدوان شعار الدفاع عن الشرعية.. هل تؤمن دويلات بدو الصحراء بالشرعية والديمقراطية، وما الأهداف الخفية للعدوان من وجهة نظركم؟.
- شرعية عبدربه مجرد مبرر فقط لشن العدوان ومحاولة تركيع اليمن وشعبه ، وكان باعتقادهم أن الاعتداء على اليمن مجرد نزهة سريعة خالية من المخاطر وأنهم سوف يحققون مآربهم..
اليوم يدخل العدوان الشهر التاسع على وقاحتهم، ما الذي حققوه؟! ، لا شيء عدا مزيد من العداء والكراهية لسياساتهم السابقة واللاحقة والحالية في اليمن ، ولن يجنوا من حربهم العبثية شيئاً من المكاسب العسكرية أو السياسية .
بالنسبة لرأس حربة العدوان ، وهي الجارة الكبرى المملكة السعودية فهدفها تدمير اليمن وإبقاؤه حيَّا لكن ضعيفاً وبدون قرار وطني سيادي داخلي، يبقى ضمن استراتيجيتهم تنفيذاً لوصية الأب المؤسس للدولة السعودية التي تركها لأولاده وهو يحتضر قائلاً: "ذل اليمن عز لكم وعزها ذل لكم"..
عداء السعوديين لليمن غير مخفي لكن أكثر ما أثار حفيظتهم أن اليمن وبرئاسة صالح تجاوزهم وطرق أبواب واشنطن مباشرة ودون المرور عبر الرياض .
> تحدث المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ بمجلس الامن بأن استمرار العدوان على اليمن يعني توسع وتمدد القاعدة وداعش.. برأيك لماذا يسكت العالم والأمم المتحدة وتحالف العدوان على التوسع السريع للقاعدة وداعش في المحافظات الجنوبية؟
- العالم اليوم يدرك تماماً خطورة هذه التنظيمات الإرهابية ليس على مجتمعاتها فقط بل على الغرب نفسه ومشروعه الحضاري المدني وداخل أسوار عواصمه ومدنه.. أعتقد ان سوريا واليمن هما مركز تجميع تلك القاذورات المتطرفة ليتم التخلص منها نهائياً وإراحة الانسانية والكون من شرورها.
> لماذا لم يصدر مجلس الأمن الدولي قراراً بإيقاف العدوان السعودي على اليمن بعد أن وافقت الأطراف السياسية اليمنية على تنفيذ القرار (2216)؟
- في كواليس الأمم المتحدة ومجلس الأمن تتم صفقات بين الدول الكبرى ، فقط عندما تتضرر مصالح الكبار يكون القرار صادراً وملزماً.. عموماً حتى هذه الكيانات التي عفى عليها الزمن لا تحترم إلا الأقوياء والموجودين فعلاً وبثبات على أرض الواقع كما يفعل الجيش اليمني ، لا في الأحلام والمخيلات التي يبيعها المرتزقة والإخوان لآل سعود .
> الحراك الجنوبي الذي يرفض العدوان كفصيل علي ناصر وحسن باعوم وغيرهما من الشرفاء.. لماذا هؤلاء يقفون بعيداً عن المشهد السياسي ليستغل العملاء القضية؟
- علي ناصر سياسي محنك نفسه طويل ويقرأ الأحداث جيداً، موقفه السابق من العدوان على سوريا يكفيه فخراً وشرفاً، ويتوافق تماماً مع موقفه الرافض للعدوان السعودي على بلده اليمن، أما الابتعاد فقد يكون مؤقتاً وبخاصة أن الفضاء الإعلامي العربي تحول الى ماخور يعتاش من البترودولار الخليجي.
> قيادات الحراك المتواجدة بالسعودية جرت الجنوب لصراع عسكري طائفي، هل ترى لهم مستقبلاً في المشهد السياسي؟
- أعتقد أن كل من راهن على الرياض مصيره الى زوال، فأولئك هم مجرد فقاعات تعتاش على الأزمات ومن مصلحتها استمرار الأزمة شمالاً وجنوباً، شخصياً أرى أنه لم ولن يكون لهم مستقبل، وهم جميعاً ما كانوا أو ظهروا على سطح الأحداث.. ومع ذلك أقول: لو إننا نمتلك مشروعاً وطنياً يمنياً جامعاً وتنموياً لما وصلنا إلى هذا الوضع، لكن غياب ذلك المشروع جعل أمثال هؤلاء يظهرون وينتقلون من معسكر اليسار التقدمي الى بلد الرجعية ، وحسب وصفهم هم، لا وصفي أنا..
> رفع الحراك المنادي بفك الارتباط في الذكرى الثامنة والأربعين لعيد الجلاء 30 نوفمبر صور شهداء الامارات وصور الملك سلمان ومحمد بن زايد.. ما تعليقك على هذا التصرف والسلوك؟
- لا يمكن وصف مثل هذا التصرف إلا بالسفه السياسي والبلادة السياسية.. فمن المخزي جداً أن نحتفل بإخراج بريطانيا العظمى من بلادنا بعد ثورة ضدها لنحتفي ببدو الصحراء الذين لا يكنون لبلادنا وشعبنا إلا كل الحقد والكراهية.لكن وكما يقال: من يهن يسهل الهوان عليه.
> كونكم تعيشون في فرنسا.. باعتقادكم كيف ستحارب فرنسا الإرهاب وهي تبيع الأسلحة وتقيم التحالفات مع دول الخليج الداعمة والمساندة للإرهاب كالسعودية وقطر؟
- لهجرتي ظروفها الخاصة ولا مجال للحديث عنها هنا.. أما تفجيرات 13 نوفمبر الإرهابية التي تعرضت لها باريس من قبل داعش فتأثيرها كان قوياً وصادماً للشعب الفرنسي يصعب تجاوزه سريعاً.. الغرب عموماً وهنا أتحدث عن الجانب الرسمي- الدول والمؤسسات- تتعامل ببراغماتية مطلقة ومع من يحقق مصالحها ويزيد من أرصدتها المادية ، لكنها في الوقت نفسه قد تنقلب على هؤلاء المشترين للأسلحة من دول الخليج متى ما رأت أن دورهم قد انتهى.
ويجب متابعة التصريحات النارية لبعض الساسة الفرنسيين وتحديداً بشأن السعودية وقطر مثل مارين لوبان ـ رئيسة حزب الجبهة الوطنية- فهي تقول بصراحة:
"إننا تورطنا في سوريا بمحاربة أفراد متطرفين لكننا في الوقت نفسه نقيم العلاقات مع منابع وأسس ذلك التطرف، وذكرت لوبان تحديداً البلدين السعودية وقطر كأكبر داعم للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والعالم ، وليس ببعيد أن يتغير الموقف الغربي..
وللتأكيد على سياسات الغرب البراغماتية نذكر نموذج شاه إيران والقذافي وكيف تم التخلي عنهما بمجرد انتهاء أدوارهما .
|