عبدالله الصعفاني - معه كل الحق هذا الثعلب الروسي الخطير فلاديمير بوتين وهو يشخّص ويتساءل ويستنتج قائلاً: السنة يهاجرون والشيعة يهاجرون ويعيشون جنباً إلى جنب في بلاد الغرب ولا يتجرأ بعضهم على بعض.. إذاً المشكلة في بلدهم وقوانينهم وشيوخهم وحكامهم .
*انتهى كلام بوتين .. ومشكور أنه لم يقل بأن المشكلة في الإسلام وإنما في المسلمين وفي سوء إدارتهم لأنفسهم داخل بلدانهم .. المشكلة ليست أن يكون المسلم سنياً أو شيعياً وإنما في المسئولين عن إشاعة مناخ التناحر والنفخ في شرره من موقع القرار والتمويل والتحريض والمنع والمنح حتى صرنا أمة في حالة هي خليط من الانحطاط والتناحر.. وفي الأمم المنحطة كما قال مصطفى صادق الرافعي : تجد نفاق الكبار للكبار هو الذي أضاع الكبار والصغار .
*معك حق يا بوتين مشكلتنا هي في انسلاخ أصحاب الفضيلة والقيادة من سفهاء العبث بالمقدرات والأرواح والعقول والدين الذين شاهدناهم ونشاهدهم وهم يكرسون مفاهيم الغلظة على القريب والعبودية للبعيد .. أشداء على الشريك في الدين ، مستسلمين للأعداء وموالين للصهاينة مفرّطين بذي القربى .
*الإسلام بريئ لأنه وفي سورة واحدة فقط من القرآن يأمرنا أن نتبين ونصلح ونقسط ولا نسخر ولا نلمز ولا نتجسس ، لكننا نفعل كل ما يفرق ويشظي النفوس والأوطان ويهدم عُرى الأخوة والمحبة والصداقة حتى صار البيت الإسلامي بيت العنكبوت الموعود مع الفناء.
*المسلمون سنة وشيعة وغير ذلك لا يتناحرون في بلدان السيادة للقانون لأنهم هناك محكومون أيضاً بقواعد أخلاقية تعلي من شأن ضبط النفس وحرية القول واحترام الآخر- معتقداً وحريةً شخصية- فيما نعيش في مناخات بعيدة عن أوامر الله ووصايا رسوله الكريم حيث القول: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "وحيث": من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه "وحيث": لا تغضب "وحيث قوله صلى الله عليه وآله وسلم": لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
*تلك هي أخلاقيات الإسلام.. ولكل متشبع فقط بما يجيئ من الأجانب .. ذلك ما قاله حفيد الإمبراطورية الروسية القيصرية .. وحسبي أن أحرض على التأمل فيما قاله " كوستاف فلوبيرت": أي شيء يصبح مثيراً للاهتمام إذا تعمقت فيه بما يكفي.
|