محمد عبده سفيان - < الذين راهنوا على العدوان البربري الغاشم والحصار الجائر على وطننا وشعبنا من قبل مملكة آل سعود والمتحالفين معها من أنظمة الشر العربي بأنهم قادرون على كسر إرادة اليمنيين واجبارهم على الاستسلام ورفع الراية البيضاء.. لاشك أنهم خسروا الرهان بعد تسعة أشهر من الصمود الاسطوري للشعب اليمني في وجه العدوان والحصار رغم الخسائر البشرية الكبيرة والتدمير الشامل للبُنى التحتية (الاقتصادية والتعليمية والخدمية والعسكرية والأمنية- والأحياء السكانية وهدم منازل المواطنين في المدن والقرى على حدٍ سواء من قبل الطائرات والبوارج والزوارق الحربية)، إلاّ أن ذلك زاد اليمنيين صموداً واستبسالاً في مواجهة العدوان..
> الذين راهنوا على كسر إرادة الشعب اليمني وقواته المسلحة في أقل من شهر منذ بدء العدوان وإلقاء طائرات آل سعود الصواريخ والقنابل الفراغية والعنقودية المحرمة دولياً على المنشآت العسكرية والمدنية ومنازل المواطنين وقطع التيار الكهربائي والمياه وانعدام المشتقات النفطية، تأكد لهم بعد تسعة أشهر من العدوان والحصار أن رهانهم خاسر.
اعتقد هؤلاء أنه بمجرد قصف طيران العدوان للمطارات والقواعد العسكرية وتدمير الطائرات الحربية ومنظومات الدفاع الجوي ومخازن الأسلحة والمعسكرات ومقرات قيادات الجيش وغرف العمليات وخزانات المشتقات النفطية ومخازن التموين والامداد الخاصة، سوف يعلن الجيش اليمني واللجان الشعبية وكافة أبناء الشعب اليمني الاستسلام وستدخل القوات الغازية التابعة لدول تحالف العدوان وميليشيات الخائن هادي وحزب الإصلاح وتنظيم القاعدة العاصمة صنعاء دون قتال.. ولكنهم وبعد تسعة أشهر من العدوان أيقنوا أن حساباتهم كانت خاطئة..
اعتقدوا أن الأموال الهائلة والأسلحة والمدرعات والآليات العسكرية الحديثة والمتطورة التي قدمتها مملكة آل سعود سوف تقلب الموازين لصالحهم وسيتمكنون بمساندة طيران العدوان من إلحاق الهزائم بقوات الجيش واللجان الشعبية في تعز ومأرب والجوف والبيضاء وشبوة ولحج والضالع، ولكن ما حدث هو العكس فقد كبدهم أبطال الجيش واللجان الشعبية هزائم نكراء في مختلف الجبهات ولقنوهم دروساً قاسية في الفداء والتضحية دفاعاً عن الوطن وسيادته واستقلاله..
> الذين اعتقدوا أن الاستعانة بقوات سعودية وإماراتية وسودانية ومغربية وكولومبية ومرتزقة أجانب وعصابات الإرهاب والإجرام العالمية سوف يتمكنون من احتلال كامل اليمن، وجدوا بعد تسعة أشهر أن (اليمن مقبرة الغزاة والخونة والمرتزقة) حقيقة ماثلة في الواقع..
> مَنْ راهنوا على أموال آل سعود وقدراتهم وترساناتهم العسكرية الحديثة والمتطورة خسروا.. والشعب اليمني وقواته المسلحة الباسلة، راهنوا على الله الواحد الأحد القوي الجبار وإيمانهم القوي الذي لا يتزعزع بقدرات المولى العلي القدير وإيمانهم بعدالة قضيتهم، وأن الله على نصرهم لقدير، هم المنتصرون اليوم..
> هاهم على مدى تسعة أشهر يمنون بالهزائم النكراء في مختلف جبهات القتال ومعهم القوات الغازية والمرتزقة الأجانب.. وها هم أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية يسطرون أعظم الملاحم البطولية في نجران وعسير وجيزان ومأرب وتعز وشبوة والجوف ولحج والبيضاء ويلقنون قوات العدوان والمرتزقة الهزائم المتتالية ويكبدونهم الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد.
> ها هو «شعب الجن» جنوب مضيق باب المندب في محافظة تعز الثقافة والإباء والثورة.. وها هو «صحن الجن» في مأرب الحضارة والشهامة والصمود يتحولان إلى مقبرتين للقوات الغازية والمرتزقة الأجانب والمحليين.
|