محمد أنعم -
يعتقد الواهمون أن المؤتمر الشعبي العام تأسس داخل صالات فنادق خمسة نجوم، أو أنه حزب ارستقراطي منشغل بالموضة أو بروائح العطور بما فيها المقطرة من الأعشاب.. لا.. إن المؤتمر الشعبي العام الذي يحتفل شعبنا اليمني اليوم باليوبيل الفضي لتأسيسه جاء من أعماق الشعب ولايزال ضمير الأمة قولاً وفعلاً، وحامل هموم الأسرة اليمنية بشجاعة واقتدار وبمسئولية وطنية عالية.
^ إننا نستلهم اليوم من المسيرة التاريخية لتنظيمنا الرائد دروساً وعبراً عظيمة جديرة بالتأمل للاستفادة منها في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.. ومن ذلك أن المؤتمر الشعبي العام تأسس في مرحلة تُعد من أشد وأوج فترات الصراعات السياسية التي عاشتها اليمن.. مرحلة كانت فيها المؤامرات الاقليمية والدولية تخوض حروباً ومواجهات توسعية بدم يمني.. ولم تتوقف ويقفل سجل ضخم من التاريخ المأساوي لشعبنا إلاّ بقيام المؤتمر الشعبي الذي جاء من وسط الشعب حاملاً سيفاً يزنياً رافضاً لكل مقاولي الصراعات الأساسيين.. أو مقاولي الباطن.
نعم، لم تكن لحظات الميلاد -هي- من صُنْع الصدف.. وإنما جاءت من النبع المتدفق للقائد العبقري الفذ الرئيس علي عبدالله صالح، الذي جمع عهده آياتٍ عظاماً تجسد معجزات الحكمة اليمانية بأبهى صورها والتي أحدثت انقلاباً كبيراً في تاريخ التطور السياسي لليمن.. وبذلك انتهت عهود من تاريخ التمزق الجغرافي والفكري وحياة التصارع والفوضى السياسية والاقتصادية، التي زجت باليمن الى أدنى مراتب التخلف بسبب حروب وصراعات »داحسية« مقززة.
إن المؤتمر الشعبي العام الذي استطاع أن يطفئ نيران الصراعات والتناحرات ويوقف نزيف الدم اليمني في ثمانينيات القرن الماضي بعد أن ظلت مستعرة مئات السنين.. لا يمكن أن يكون عاجزاً عن حل قضايا التلاعب بأسعار الشعير والبر..
نعم، السُذَّج يُخيَّل لهم أن المؤتمر أصبح ضعيفاً اليوم، أو يعتقدون أن مشكلة الأمن الغذائي ومعالجة مشكلة البطالة، وقضايا وطنية أخرى يمكن أن تحل عبر المسيرات أو التظاهرات.. لا.. وألف لا.. إنما هذا استغلال انتهازي يستهدف الوطن ومنجزاته.. والشعب أولاً.. الذي يُعتبر جيش المؤتمر القوي الذي يحسم به كل المواجهات مع المعارضة في المعارك الديمقراطية، أثناء عمليات الانتخابات التنافسية.
^ نعم، إنه المؤتمر الشعبي العام، الذي سيظل ضمير الأمة وقائدها نحو »يمن جديد.. ومستقبل أفضل«.. لايزال يتصدر قيادة معارك شعبنا في شتى المجالات.. ولن يرتجف من خوض معارك سلاحها تطبيق النظام والقانون.. وهو التنظيم الذي ما فرَّط بمصالح الشعب والوطن في معارك كانت أقل أسلحتها بشاعةً هي الألغام، وفي تلك الظروف والمواجهات الصعبة، لم يتاجر المؤتمر بقضايا الوطن عندما كانت المغريات يسيل لها اللعاب.. إن تنظيماً رائداً كهذا، أكبر من أن يتاجر بقوت الشعب ويلهث وراء مصالح خاصة أو دراهم معدودة.
^ إن استذكارنا اليوم لخارطة الوطن في أغسطس ٢٨٩١م، تجعل كل اعضاء المؤتمر وأنصاره وكافة أبناء الشعب اليمني يضعون قيادة المؤتمر أمام حقائق لتحديات زمنين بين أهوال الأمس مقارنةً بقضايا اليوم الهينة.
إن المؤتمر مطالب أن يظل يسابق أحلام الشعب، وأن يحافظ على منهاج رباني ونهج شوروي، عن وطن لابد أن يحطم اغلال التخلف وينطلق للالتحاق بركب التطور والتحديث.. وذلك لن يكون من المستحيلات أمام ما يمتلكه المؤتمر من إرادة سياسية شجاعة وعزيمة لا تهتز.. أو تلين.
هكذا هو المؤتمر.. وسيظل أكبر من أن يتبنَّى مشروعات صغيرة.. فتاريخه ارتبط بمنجزات وطنية عظيمة وسيظل هكذا.. أما الباحثون عن الأدوار الصغيرة فلا مكان لهم بين صفوفه.