محمد أنعم - بعد عملية مسخ الناصريين والاشتراكيين والحراكيين إلى وهابيين!!..الحوار مع العملاء خطر يهدد حاضر ومستقبل اليمن
< تفرض الضرورة الوطنية إعادة الترتيب ليس للبيت اليمني فحسب وإنما لكل شيء في حياتنا من المسجد إلى المدرسة إلى الجمعيات الخيرية إلى تحديد علاقاتنا مع الأشقاء والأصدقاء من منظور وطني وليس حزبياً أو مذهبياً.. خصوصاً بعد ابتلاء بلادنا وشعبنا بهذا المسخ المتمثل بأحزاب متأسلمة، وقومية ويسارية تقدمية وما أصبحت تمثله من خطر حقيقي على هويتنا اليمنية، حيث بات واضحاً أن هذه الأحزاب تقوم باختراقات خطيرة لهويتنا الوطنية وتسعى بشكل محموم لإذابتنا كشعب يمني حر ومستقل وإعادة «عجن» اليمنيين وكأنهم مجرد صلصال لتشكيلهم كقوالب تحمل طابعاً سعودياً أو إيرانياً «شيعياً أو وهابياً»..
لقد كشفت الأزمة السياسية والعدوان السعودي على بلادنا وشعبنا أن مشكلتنا كيمنيين أولاً وأخيراً سببها ولاءات بعض المكونات السياسية للخارج إلى درجة التقديس وعدم التردد عن خوض معارك شرسة ضد الوطن الأم وقتل الأهل والولد لتنفيذ أجندة خارجية لقوى إقليمية ودولية لا تريد لليمنيين- كشعب- الأمن والاستقرار والعيش بسلام..
ففي دراسة لكل الصراعات بين القوى السياسية وعبر التاريخ في دول العالم نجد أنه لم تصل إلى هذا المستوى من الانحطاط والعمالة التي وصلت اليه احزاب يمنية اليوم، فقد كانت الخلافات والصراعات تظل داخل حدود الوطن، مهما بلغ القمع والقتل والاستبداد إلاّ أنه لم يحدث أن استعان أي مكون سياسي بالخارج ضد وطنه وشعبه كما فعلت قيادات الناصريين والاخوان والاشتراكي..
ما يؤكد أن الصراع المحتدم ليس من أجل قضايا وطنية يمنية على الاطلاق، ولكن صراع بالوكالة وبدم يمني.. ويجري تحت شعارات وطنية براقة..
لقد مثّل ارتماء قيادات في الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري في احضان السعودية سقوطاً مدوياً للفكر التقدمي والقومي وستكون له آثار خطيرة على مستوى إعادة تشكيل الوعي العربي والإنساني لدى الأجيال القادمة، حيث تم تلويث منابع الفكر القومي واليساري من قبل قيادات هذه الأحزاب الذين تحولوا الى مجرد مرتزقة مأجورين يخدمون في بلاط آل سعود وغيرهم من حكام الخليج ويستغلون مسميات حزبية وبراقة لدغدغة مشاعر السذج من الشباب اليمني والمتاجرة بدمائهم في معاركهم القذرة لخدمة اعداء الشعب اليمني.
ومهما يحاول البعض أن يقلل من جرائم هادي وبحاح والمخلافي واليدومي وياسين سعيد نعمان وغيرهم من عملاء الرياض، إلا أنهم لا يستطيعون أن يتهربوا من الاعتراف ببشاعة الجريمة التي يقترفونها بحق أجيال اليمن من خلال السماح لهؤلاء العملاء بإنتاج هذه الأسماء والأحزاب لخلايا من العملاء وإعدادهم لتدمير المجتمع اليمني من الداخل، بعد أن أصبحوا عملاء لآل سعود يعملون علناً بعد أن «تحرروا» من العمل السري منذ مارس الماضي.
ولا يفوتنا هنا التذكير بمقولة القاضي عبدالرحمن الإرياني التي اطلقها في سبعينيات القرن الماضي والتي قال فيها محذراً: «الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة»، فها هي مصداقيتها اليوم تتجلى بهذا المسخ والانحطاط الذي سقطت فيه هذه الأحزاب التي انطبق عليها ايضاً قول الشاعر الكبير عبدالله البردوني: «مسئولون في صنعاء وفرَّاشون في بابك..» الخ..
نعتقد أن الحوار مع أحزاب عميلة يعني بشكل أو بآخر اعطاء شرعية للعملاء ليصبحوا حكاماً وهذه جريمة أبشع من تهم «الانقلابيين» التي يروجون لها في محاولة لإخفاء حقيقة دورهم القذر والاجرامي عبر آلة إعلامية سعودية مكشوفة..
واذا كانت مشاورات «جنيف 2» قد اظهرت بشكل واضح أن اطراف الرياض ليسوا اصحاب قرار وطني يمني وإنما هم مجرد دُمَى تحركها أسرة آل سعود، فإن استمرار الحوار معهم سيمثل كارثة بحق مستقبل الشعب والاجيال وحرية واستقلال اليمن.
|