مطهر الاشموري -
في فترة من عدوان آل سعود كنت ممن يندفعون في التصدي للمرجفين ومواجهة وتقييد ارجافاتهم من إحساس بخطر وضرر هذه الارجافات والمرجفين ومن يقوم بالنقل في أداء مهمة أو حتى بحسن نية.
لم أعد الآن كذلك ولم أعد أحس بدافع أو حاجة لذلك البتة فالواقع كأحداث كوقائع ثم كوعي تجاوز تأثير وحتى آثار ذلك بل لعل الارجافات والمرجفين باتوا من حيث لا يعون يؤدون دوراً مردوده الاكبر لصالح الوعي في أفعال الواقع وتفاعلات وتفعيل الوعي.
مرة يقولون إنهم على أبواب صنعاء بعد السيطرة على خولان، ثم يقولون إنهم باتوا في «فرضة نهم» وإنهم يقومون بإنزال مظلي، ومن ثم يقولون انهم اكملوا السيطرة على «همدان» وباتوا في أطراف العاصمة وليس فقط في الضواحي.
بعد تسعة شهور من العدوان حققنا إنجازات وانتصارات داخلية وخارجية عسكرية وسياسية ووصلنا إلى أفضل وضع كوطن وجبهة وطنية تواجه العدوان وتمارس الرد عليه والدفاع عن الوطن.
في الأنماط والنمطية المعتادة فحين الوصول لمثل هذا التموضع يصعد القمع والمنع للارجافات والمرجفين في إطار المسؤولية تجاه الوطن وهو تصرف وطني وواقعي لا غبار عليه ولا يختلف حول حقيقة أنه حق للمواطن وواجب تجاه الوطن.
ومع ذلك فإني أرى أن الوصول إلى هذا الوضع من القوة أو التموضع الأقوى فذلك أنسب لاستهلاك الارجافات والمرجفين وذلك يؤدي الغرض ويحقق الهدف بأفضلية من القمع والمنع على مدى أبعد.
عندما يقولون إنهم على أبواب صنعاء من خولان أو في أطرافها من همدان أو يتأهبون لاقتحامها من نهم وأرحب فذلك خلال أيام أو أسبوع يفقدهم المصداقية ويصبح الارجاف والمرجفين بعدها عرضة للنقد ولايثيرون غير التهكم والسخرية.
إفقادهم المصداقية هو الأفضل والأقوى اثراً وتأثيراً من القمع أو المنع وعلى مدى أبعد وبعيد، وأعتقد أنني تلقائياً تعاملت مع هذا الفهم وعلى هذا الأساس ولعلّي بهذا الطرح أطلب من العامة والرأي العام أن لايظل تحت استفزازات وارجافات ومرجفين حتى وهو على يقين من كذبها وتضليلها، من استيعاب أن هذا بات بين أقصر وأسهل الطرق لدفن الارجافات والمرجفين بوعي أبعد ولمدى أبعد.
لو استرجعنا كل التأجيلات للحوار منذ جنيف فسنجد أن هذه التأجيلات كلها كان وراءها السعودية، وكل تأجيل عادةً ما يكون لأسبوعين، ومن التأجيل فقد يأتي تأجيل لأسبوعين أيضاً.
ذلك يعني ويؤكد أن السعودية وفي كل مرة تسعى أو تطلب التأجيل لأسبوعين إنما تراهن على أن تنجز في الأسبوعين ما يغير واقع معادلة الحوار والمفاوضات فظلت تلاحق الفشل والفشل يلاحقها في ماراثون الانفضاح والفضائح ربطاً بأسوأ إرهابيي ومرتزقة العالم حتى بات آل سعود يجمعون كل أطراف الإرهاب -أسلمة ومسيحية ويهودة- وكل أطياف وعصابات المافيا والمخدرات.. وإذا شعار السوفييت كان "ياعمال العالم اتحدوا" فشعار السعودية المطبق "يا إرهابيي ومافيات وعصابات ومرتزقة العالم اتحدوا"..منذ التأسيس استيعاب التطرف المسيحي واليهودي في تفعيلها كبلطجة وإرهاب.
السعودية التي أنفقت أكثر من سبعمائة مليار دولار- حسب الصحف الأمريكية الغربية- من أجل العدوان، ماذا ستقول في ارجافها وعبر مرجفيها وكذلك عبر آلياتها وامبراطوريتها الإعلامية غير المشترى والمستأجر؟
لابد أن نقول إنهم في أطراف وضواحي صنعاء وعلى أبوابها لأن الكبر والتعالي الذي مازالت في وهمه وفي برجه العاجي يجعل أقل من ذلك هو بمثابة الانهزام والهزيمة. أليس ما ذهبت إليه من تعامل مع الارجافات والمرجفين هو الأفضل أو لا أرى فيه أفضلية من الفهم؟
أعرف أن كثيرين سيختلفون معي، ومع ذلك فالحياة هي تجريب وتجارب لنعلم أو لنتعلم..