القائد المؤسس.. والتنظيم المؤسسة.. الگلمة.. ومعناها
في رقمين مهمين وحدثين گبيرين أسَّسا لمرحلة هادرة استغرقت عقوداً ثلاثة وأعواماً ثلاثين
< حدثان كبيران اجتمعا على تشكيل وتوجيه ملامح وحركة ثلاثة عقود مضت من عمر اليمن الجمهوري.. ورقمان مهمان أسسا لمرحلة استغرقت الأعوام الثلاثين الأخيرة وصولاً الى اليوم والمناسبة التي نقف معها ونتوقف عندها لمراجعة الدرس واستقراء السيرة.. تقييماً وتقويماً.
أمين الوائلي
الحدث الأول: القيادة أولاً
لم يكن يوم 1978/7/17م رقماً عادياً في أوراق التقويم للشهر الميلادي من العام المذكور.. كما لم يكن وصول علي عبدالله صالح، القادم من معارك الدفاع عن الثورة ومعسكراتها وملاحمها البطولية، والطالع من أوساط الأغلبية الجماهيرية وأنقى الشرائح المجتمعية- الفلاحين المزروعين في جذر الأرض وعميق الهوية الوطنية- الى القصر الجمهوري وتقلُّده رئاسة الجمهورية.. لم يكن هو الآخر حدثاً عادياً بصيغته وخصوصيته التاريخية ولحظته الزمنية تلك.
ولقد شكَّل الرقم والحدث فعلاً حيوياً كان له من القوة والحكمة ما أسلمه زمام تحول هادر ومستهَل مرحلة زاخرة وصاخبة بالحنكة والحكمة معاً اقتطف اليمن واليمنيون ثمارها على مستويات عدة.. وقاد الرئيس علي عبدالله صالح شعبه نحو تحولٍ حقيقي وشامل بالتباعد المستمر عن أزمنة الحرائق والحرائب والاضطرابات، والتحالف مع رؤية واضحة وثورية تستهدف تأمين الذات والتمكين للاستقرار وصولاً الى تثبيت حضور الدولة ومؤسساتها على مساحة الواقع الجغرافي، ومن ثم مباشرة القطاعات التنموية والخدمية وتحسين نوعية وجوده البناء والتطوير في الانسان والمجتمع.. وهو ما أثمر نجاحات وكفاءة عالية في الواقع.
في الطريق إلى
الإجابة المدهشة
منذ اليوم الأول لوصوله الى الحكم بتفويض شعبي وانتخاب ممثلي الأمة في مجلس الشعب التأسيسي له، وضع الرئيس علي عبدالله صالح في السطر الأول من أجندته- المزدحمة بالأولويات الحاسمة والتحديات الجسام والمسئوليات التي تكدست عند بوابة المكتب الرئاسي وعلى عتبة المرحلة الجديدة- مشروعاً طموحاً وهدفاً استراتيجياً يتمثل في الوصول الى صيغة وطنية لكيان تنظيمي وسياسي جامع يلم شتات القوى المختلفة في الساحة ويجمع متعدد الإمكانات والتوجهات والمشارب والقناعات التي تتوزع خارطة المرحلة وتتقاسم مساحات السجال السياسي والتقاطعات ألايديولوجية والفكرية والسياسية في تلك اللحظة من الزمان والمكان.
وعبر مسافة تقارب الأعوام الأربعة حمل الرئيس مشروعه باتجاه البلورة الفعلية والإسقاط العملي لمضامين وأهداف الفكرة على الواقع وفي المستوى التنفيذي المتدرج تصاعداً.. عبر خطوات مرحلية مدروسة أفضت آخر الأمر وفي التتويج النهائي لمجمل الجهود الخارقة والمسئولة الى التوافق الوطني والجماعي على صيغة فريدة وعبقرية حملت الى النور تنظيماً سياسياً مثَّل الإجابة المدهشة على مجمل أسئلة واستفهامات الواقع اليمني والمعادلة الوطنية.. وكان هو »المؤتمر الشعبي العام« مسنوداً بوثيقة عبقرية اختزلت عصارة الحكمة اليمانية وصاغتها أنامل أفكار وعقول كافة أطياف المجتمع السياسي وقواه الحية والفاعلة.. ليخرج »الميثاق الوطني« بصورته وصيغته النهائية كواحدة من أبدع وأعظم ما أنجزته قرائح اليمنيين.
الحدث الثاني: التنظيم ثانياً
وكما هو متوقع ومشهود.. لم يكن يوم ٤٢/٨/٢٨٩١م رقماً شارداً في التقويم ولا يوماً عابراً كغيره.. وبنفس الحجم والمستوى من الاستثنائية والحظوة جاء اعلان قيام المؤتمر الشعبي العام كحدث غير عادي بالمرة، مضيفاً خطوة جسورة في مشوار مرحلة غير عادية وفي سيرة قائد يؤمن بالخروج عن السائد ومخالفة المألوف والإتيان بالاستثناءات المفصلية القادرة على تلبية الطموحات واقتناص الفرصة من بين ركام الغصص والمنغّصات.
لطالما ثبُت لاحقاً القدر الوافر من الحكمة والحنكة في مواتاة فكرة مشروع وإنجاز كالمؤتمر الشعبي العام، وبرهنت الأيام والسنوات أن الصياغة التنظيمية والأنموذجية هذه ليست إلاّ نتاجاً خصباً وإثماراً حسناً لعبقرية قيادية تفتَّقت عن ذهنية فذَّة وعقلية متوقدة احتوى عليهما الرئيس علي عبدالله صالح.. وبهما خاض المراحل وأجاد مقارعة التحديات ومناورة الأخطار وتعطيل فاعلية التعقيدات المرهقة التي أفرزتها المراحل السابقة وغذَّتها وقائع التقلبات ومستجدات الأيام.
الحصاد الأعظم
على مدى سيرة ترقى الى العام الثلاثين من قيادة الرئيس علي عبدالله صالح للبلاد السعيدة.. وعبر ٥٢ عاماً من عمل وفاعلية الصيغة الوطنية والتنظيمية في المؤتمر الشعبي العام.. جسَّد الرئيس علي عبدالله صالح النموذج الفريد من القيادة التي ملأت مكانها تماماً على رأس السلطة والحكم في بلد لاتزال علاقة أبنائه بحكامهم مضرب مثل في ندرة فترات الاستتباب والرضا وكثرة التقلبات والانقلابات.
وفي موازاة ذلك، أو مؤازرته.. جسَّد المؤتمر الشعبي العام الآلية المثلى والصيغة المؤسسية الأمثل لاحتضان أحلام الشعب وتطلعات الجماهير، واستيعاب موسوعية الرؤية وبرامجية الأهداف والطموحات التي اجتمعت في شخص وقيادة الرئيس علي عبدالله صالح.
بحرافة وحنكة أمَّن الرئيس مقام الرئاسة ومنصب القائد الأعلى ورئيس الدولة بتأمين التوافق الشعبي والإجماع الوطني والمشاركة الجماعية في صياغة التوجهات وصناعة القرارات.. عبر مؤسسة الشعبي العام وتحت مظلته.. وهكذا تقلَّصت الى حد بعيد احتمالات انقداح مخاطر العودة مجدداً الى محرقة الانقلابات والانقسامات حول كرسي الرئاسة ومنصب الرئيس.
أمَّن هذا النتاج العقلاني والأداء المعتصم بالإجماع وتوافق الجماعة.. أمَّن امتيازاً فريداً لاستهلال فترات مواتية من الاستقرار والسلامة والوطنية، وانسجاماً بديعاً في المستويين النظري والعملي بين كافة القوى والفعاليات المؤثرة في الساحة والأوساط المجتمعية والسياسية.
كان ذلك بمثابة الأرضية الخصبة والشروط الموضوعية المواتية للسير في تمتين بُنية الدولة وحضورها وتفعيل وتائر التنمية ووسائلها.. والتفرُّغ لإعطاء الأهداف العظيمة التي رسمتها الثورة اليمنية مداها وفاعليتها على الأرض.. فكانت الوحدة اليمنية هي الحصاد الأعظم والتتويج الفذّ لجهد وطني وطموح رئاسي والتفاف شعبي اجتمعت ثلاثتها لإنتاج وحدة بحجم الثقة وحلم بحجم التاريخ والمستقبل.
الكلمة ومعناها
من رحم الحاجة الوطنية والضرورة التاريخية جاء علي عبدالله صالح الى الرئاسة، وحملته أقدار اليمانيين وأصواتهم الى سدة المسئولية ومقام الحكم.
ومن رحم الحاجة الوطنية والعبقرية المجتهدة والمثابرة جاء المؤتمر الشعبي العام وأعطى المرحلة زخمها والطموحات الواسعة مداها وآليتها المناسبة للعمل والإثمار.
وحتى اليوم.. يندمج فكر وفعل والتزام الرئيس علي عبدالله صالح مع فكر وفعل والتزام الفاعلية المقترنة بالصيغة التنظيمية للشعبي العام.. في تحاور حي وتناغم حيوي ومرونة لا تفتر.
إن قيم الولاء والانتماء والوفاء أخذت بُعدها الانساني ونموذجها العملي في سيرة الرئيس علي عبدالله صالح ومسيرة المؤتمر الشعبي العام.. وهما معاً وجهان لسيرة ومسيرة اليمن الجمهوري والوحدوي بين دفتي ثلاثين عاماً.. ولاتزال الرحلة متدفقة والمرحلة تتلو المرحلة.
بين القائد المؤسس والتنظيم المؤسسة.. ما بين الكلمة ومعناها.. وإذ يحتفل المؤتمريون باليوبيل الفضي للتنظيم.. فإنهم مدعوون الى امتثال القدوة واعطاء المناسبة حقها من التقدير والاستثمار لمصلحة التجربة والذات، ولأجل المستقبل.
»17« يوليو.. ميلاد عهد جديد
أقسم بالله العظيم
أن أكون متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله، مخلصاً لديني ووطني وأمتي، وأن أحافظ على النظام الجمهوري ومبادئ الثورة، وأن أحترم دستور البلاد وقوانينها، وأن أكون أميناً حريصاً على حريات الأمة ومصالحها وأموالها وكرامتها.. وأن أبذل جهدي وكل ما لديَّ من قوة للمحافظة على سيادة واستقلال البلاد والدفاع عن سلامة أراضيها.
والله على ما أقول شهيد
|