كلمة الميثاق- - عام ميلادي ولَّى، وعام أتى وبربرية العدوان السعودي الوحشي الارهابي مستمرة، ويزداد عتواً في بغيه وصلفه وعنجهيته وهمجيته.. عام ميلادي احتفل باستقباله العالم بمباهج فرائحية تحت توهجات ألوان الألعاب النارية بروح تفاؤلية مفعمة بالأمل والتطلعات الى سنة جديدة تحقق فيها الأحلام والأماني المؤجلة.. بينما نظام أسرة آل سعود يواصلون احتفالاتهم الشيطانية بسفك الدماء والإمعان في الدمار والخراب والارهاب التي تقوم بها طائراتهم وبوارجهم ودباباتهم ومدرعاتهم وصواريخهم وقنابلهم المحرمة دولياً من الجو والبر والبحر أو عبر أدواتهم الارهابية التكفيرية من عناصر القاعدة وداعش وميليشيات حزب الاصلاح «الاخواني» واضرابهم من قوى الخيانة والعمالة والارتزاق مودعاً الشعب اليمني العام 2015م بعشرات الآلاف من الضحايا الذين أُزهقت أرواحهم وبُترت أعضاؤهم وأُحرقت ومُزقت أجسادهم ودُمرت بيوتهم ومدارسهم ومستشفياتهم وطرقاتهم ليطال عدوان مملكة الشر غير المسبوق كل شيء الإنسان والحيوان والشجر والحجر، والعالم وفي مقدمته منظماته التي يدَّعي أنه أقامها على مبادئ حقوق الإنسان والتي وظيفتها الدفاع عنها وحمايتها من أي قوى باغية تنتهكها، في حين أن الحقيقة عكس ذلك بالمطلق.. فما هو حاصل أن الأمم المتحدة تقف مع الظالم ضد المظلوم.. ومع القوي ضد الضعيف.. يشرعن المجتمع الدولي العدوان السعودي على اليمن بعد الإقدام عليه وتعاقب من يتعرض له وتحاول نزع حقه في الدفاع عن نفسه متجاوزاً المجتمع الدولي قانون الغاب.
وهنا نقول: إن الشعب اليمني بصبره وبصموده وتصديه لهذه الحرب الظالمة التي تشن عليه طوال ما يقارب العام لم يفشل -فحسب- مخططات المعتدين وينتصر عليهم رغم الفارق المهول غير القابل للمقارنة في العدة والعتاد والقدرات العسكرية والإمكانات المالية والسياسية والإعلامية، بل وفضح النظام السعودي المعتمد على الارهاب هو والقوى الاقليمية والدولية المتحالفة معه، وكشف أيضاً النظام الدولي القائم وزيف ادعاءاته وشعاراته الحقوقية والأخلاقية والإنسانية.
لقد استخدم العدوان السعودي الارهاب والمرتزقة من شركات صناعة الموت العالمي المجسدة في بلاك ووتر وعصابات مافيا المخدرات والجريمة المنظمة والكذب والتضليل الفاضح، مبدداً عشرات المليارات من المال النفطي المدنس لشراء الاسلحة والجيوش والمواقف الدولية إلاّ أن كل هذا لم يجلب له النصر في حربه القذرة على اليمن الذي بإيمانه وعدالة قضيته استمد إرادته الصلبة الشجاعة والقوة والثبات ليلحق الخزي والعار والهزيمة بالمعتدين وليستحقوا لعنات الله والتاريخ والانسانية.. ويبقى في هذا السياق الاستخلاص الأهم وهو أن الشعب اليمني كان ومايزال وسيظل شعباً مسالماً ينشد السلام والامن والاستقرار لوطنه ولأمته العربية والاسلامية وللبشرية كلها في العام الجديد، تاركاً خيار الحرب والسلام مفتوحاً أمام النظام السعودي العدواني الارهابي..
وعليه أن يقرر إما وقف عدوانه ورفع حصاره والجلوس الى طاولة التفاوض الندي المؤدي الى سلام يعيد الحقوق والعزة والكرامة وينهي الوصاية ويحقق استقلال القرار السياسي اليمني ويحفظ أواصر الجوار والصلات الاخوية التاريخية والجغرافية ووشائج القربى بين أبناء اليمن وأشقائه أبناء نجد والحجاز.. أو إصراره على عدوانه وحربه استعلاءً وتكبراً والتي بكل تأكيد سيخوضها اليمانيون حتى النهاية مهما طالت، وسينتصرون لأنهم مظلومون ومتقون ومؤمنون بأن النصر من عند الله.
|