أحمد الزبيري -
كلمة الزعيم علي عبدالله صالح في ترؤسه جلسة اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام الاسبوع الماضي من الطبيعي أن تحظى باهتمام كل ابناء اليمن وتفاعلهم مع مضامين المعاني والدلالات الوطنية الصادقة والمسئولة المعبرة عن حقيقة العدوان السعودي الاجرامي الإرهابي الغاشم والغادر الذي يتعرض له الشعب اليمني منذ عشرة أشهر، لم يتوقف ليل نهار عن ابادة اطفاله ونسائه وشيوخه وشبابه وتدمير كل مكتسباته ومقدراته الاقتصادية التنموية والخدمية والاستثمارية والآثار الحضارية التاريخية حتى المساجد والمقابر لم تسلم من صواريخه وقذائفه وقنابله الذكية والغبية..
اضافة الى ما يقوم به عملاؤه ومرتزقته الداخليون والمستجلبون من الخارج والذين يتنوعون ويتوزعون حسب مصالحهم ونزعاتهم واهوائهم وغاياتهم الحاقدة والدنيئة المتجردة من المبادئ والقيم الاخلاقية والانسانية، وقيمتهم الوحيدة التي يؤمنون بها هي المال النفطي السعودي المدنس الذي جمعهم ابتداءً من ميليشيات حزب الاصلاح فرع التنظيم الدولي للاخوان وشركائهم في اليمن مروراً بعناصر القاعدة وداعش والجنجاويد وبلاك ووتر وعصابات مافيات المخدرات والجريمة المنظمة في العالم وصولاً الى دول كبرى وصغرى ومنظمات دولية كلهم مع أسرة نظام آل سعود التقوا على سفك الدم اليمني واستباحته أرضاً وانساناً.
الزعيم علي عبدالله صالح من اليوم الأول للعدوان السعودي أعلن موقفه مع وطنه وشعبه متمترساً كما هو دائماً في خندق الدفاع عن سيادته ووحدته وحريته واستقلاله، داعياً الى وقف هذا العدوان الباغي والظالم على شعب مسالم لم يعتدِ على أحد طوال تاريخه القديم والحديث ولم يكن لديه مجرد النية في الاعتداء على أحد من جيرانه بل كان هو المعتدَى عليه بشكل مباشر وغير مباشر من جارة السوء مملكة قرن الشيطان الوهابية الداعشية التوسعية التي احتلت اجزاء واسعة من أرضه في مراحل مختلفة من حروبها العدوانية المدعومة من قوى الاستعمار والهيمنة الغربية البريطانية الأوروبية الأمريكية الصهيونية على اليمن.. وعدوانها المستمر طوال ما يقارب 300 يوم يأتي في هذا السياق.. هنا ينبغي الاشارة الى أن مملكة آل سعود تعطي عدوانها على اليمن مبررات وذرائع كاذبة مضللة منها ادعاء الدفاع عن شرعيات باطلة من الأدارسة والنظام الملكي لأسرة حميد الدين وأخيراً شرعية الفار هادي وكلها رفضها وأسقطها الشعب اليمني ولم تكن أيٌّ من ادعاءاتها المعلنة صادقة بل هدفها هو الاستيلاء على الأرض اليمنية وفرض إرادتها على الشعب اليمني بغية زعزعة أمنه واستقراره والحيلولة دون بناء دولته الوطنية الديمقراطية المدنية ومنع أي تطور أو تقدم وازدهار ينشده أبناؤه.
وهنا تكمن أهمية كلمة الزعيم علي عبدالله صالح- رئيس المؤتمر الشعبي العام -الأسبوع الماضي والتي جاءت بعد صبر طويل على هذا العدوان الوحشي وبعد استنفاد كافة المساعي والجهود من ابناء شعبنا وقواه الوطنية الشريفة والمخلصة وفي صدارتهم المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله لوقف العدوان ورفع الحصار الجائر المفروض على اليمن واليمنيين المتعارض مع الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الدولية والضمير والاخلاق الانسانية وتغليب الحلول السلمية عبر عملية سياسية جادة مسئولة كانت تجري برعاية الأمم المتحدة التي عجزت- لأسباب معروفة وغير معروفة -عن تنفيذ ما تم التفاهم عليه لإجراء المشاورات في «جنيف2» وأهمها وقف العدوان أو حتى الزام العدوان السعودي بهدنة أو وقف لاطلاق النار ملزمة اثناء المشاورات أو المحادثات بين الوفد الوطني القادم من صنعاء عاصمة اليمن والوفد القادم من الرياض عاصمة العدوان والذي جاء مفوضاً بالحديث عن اطلاق سراح محتجزين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة بينهم شقيق الفار الخائن هادي الدنبوع ورفع الحصار عن بعض احياء في مدينة تعز تسيطر عليها وتتحصن فيها عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة وداعش وأضيف اليهم مؤخراً خبراء من مرتزقة شريكة الاجرام الدولي بلاك ووتر، أما بقية القضايا التي اتفق عليها في سلطنة عمان مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ واعلن أنها جدول الاعمال التي توافقت عليها الاطراف في السلطنة الشقيقة فقد تعاطى معها مرتزقة وفد الرياض وكأنها لم تكن والتشاور حولها لا يندرج ضمن الصلاحيات الممنوحة له ليتضح أنهم ليسوا إلاّ دمى بيد العدو السعودي لا يمتلكون من أمر أنفسهم شيئاً، بينما الوفد الوطني ذهب وبيديه مطلق صلاحيات التفاوض حول كل القضايا مادام ذلك سيؤدي لإنهاء العدوان ورفع الحصار.
من هذا كله يتضح للعالم أن ما يتعرض له اليمن هو عدوان سعودي همجي إرهابي وأن التفاوض يجب أن يكون مع نظام أسرة آل سعود، وإن أصروا على عدوانهم فإن الشعب اليمني لم يُترك أمامه من خيار سوى خوض معركة الدفاع عن وطنه واستقلاله وحريته وكرامته حتى النهاية..
هكذا تحدث الزعيم في هذه الكلمة دون أن يغلق باب الحوار السلمي أو التفاوض مع العدو السعودي الذي يدمر اليمن ويقتل اليمنيين، وبرعاية روسيا الاتحادية باعتبارها طرفاً محايداً الى جانب الأمم المتحدة، والأهم أن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن وتبذل جهوداً وهي معنية بالسلم والأمن والاستقرار الدولي بصفة عامة وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة، ومنطقة الجزيرة العربية والخليج مفصل حيوي استراتيجي في حال قبول الطرف السعودي بذلك فإن اليمنيين وقواهم الوطنية مستعدة للذهاب الى أي مكان وأقصى مدى في أي مفاوضات ما دامت تستهدف تحقيق سلام حقيقي.. وهكذا فإن دعوة الزعيم علي عبدالله صالح الى مفاوضات يمنية -سعودية برعاية روسيا والأمم المتحدة نابعة من ادراك أن روسيا تقف على مسافة واحدة من الاطراف اليمنية وهي لم تكن مع عدوان النظام السعودي، وبذلت ومازالت مساعي جادة لحل الأزمة سلمياً بالوسائل السياسية والدبلوماسية.. ودعوة وزارة الخارجية الروسية هذا الاسبوع الاطراف اليمنية الى اجراء محادثات نابعة من فهم وقناعة أكيدة ان اليمنيين لا توجد بينهم قضايا مشاكل مستعصية على الحل، والمشكلة الحقيقية التي تمنع ذلك تتمثل في التدخل السعودي الذي اتخذ منذ عشرة أشهر صورة العدوان المباشر الذي من أسبابه الرئيسية منع الحل الذي كاد اليمنيون أن يتوصلوا إليه، وهذا المعنى حملته دعوة الخارجية الروسية.
خلاصة القول إن الزعيم علي عبدالله صالح -رئيس المؤتمر الشعبي العام- في كلمته اتخذ الموقف الصحيح المعبر عن الشعب اليمني، واضعاً النقاط على الحروف وحدد المسار الذي ينبغي أن يكون بما يحفظ حق الشعب اليمني في أن يكون سيد نفسه بعيداً عن أية وصاية وإملاءات خارجية من أطراف اقليمية أو دولية وهذه قضية لا تقبل المساومة بعد الآن.. وعلى نظام أسرة آل سعود أن يفهم أن هذه هي إرادة الشعب اليمني.
|