أحمد الرمعي - في بداية العام 2016م وتحديداً في شهر يناير انخفضت الأمية في اليمن من 60% حسب بعض الاحصاءات الى 2% وارتفع عدد المدارس النموذجية التي تدرس مختلف العلوم الى أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة في الحضر والأرياف.. في 2016م حققت اليمن نمواً اقتصادياً يضاهي النمو الذي حققته دول شرق آسيا أو يفوقه وارتفع دخل الفرد حتى أنك لا تكاد تجد متسولاً واحداً في الجولات وعند الاشارات.
في 2016م ارتفع انتاج النفط في اليمن من 350 ألف برميل الى ثلاثة عشر مليون برميل وأصبحت بلادنا عضواً رئيسياً في منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك»..
في 2016م حكَّم مجانين السياسة في بلادي عقولهم وثابوا الى رشدهم واحتكموا جميعاً الى الشعب اليمني صاحب الحق الوحيد في تنصيب من يراه صالحاً حاكماً عليه.. وعاد عملاء الخارج الى وطنهم وبكوا ندماً في بوابة صنعاء طالبين من الشعب اليمني الذي ذاق الأمرَّين طيلة أكثر من عشرة أشهر الصفح والمغفرة..
في 2016م افتتحت مسارح ونوادٍ ثقافية للرفع من مستوى وعي الانسان اليمني، واصبحت صحفنا واعلامنا أداة للتنوير لا للهدم لأن هناك صحفاً -كما قالت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي- يجب أن تغسل يديك إنْ تصفَّحتها وان كان ليس للسبب نفسه في كل مرة.. فهنالك واحدة تترك حبرها عليك.. وأخرى أكثر تألقاً تنقل عفونتها اليك.. لأن الصحف دوماً تشبه اصحابها، وأصحاب الصحف في بلادي سواءً أكانوا أحزاباً أو أفراداً تحولوا الى تجار شنطة ولا أعمّم.
أعذروني كنت أحلم فيما ذكرته سابقاً.. ولكن أليس من حق ابنائنا أن يعيشوا في وطنٍ آمن ومستقر.. أليس من حقهم أن يشعروا بالأمان في وطنٍ تتناوشه الرزايا من كل حدب وصوب ويتداعى عليه الكل لقضمه..
إن دم يمني يُسفك بدون ذنب سوى أنه ينتمي الى هذه الأرض، وزر في رقبة كل قَتَلَة الداخل والخارج.. ودمعة أمٍ ثكلى لعنة ستظل تلاحق القاتل الى قبره الذي سينتهي اليه يوماً ما.. وحرمان طفل من حقه في الحياة جريمة لا تُغفر لمن ارتكبها حتى وإنْ صلى وصام وذهب الى البيت الحرام حاجاً وملبياً.
لقد أصبح الموت يحاصر اطفالنا.. يتنفس ويمشي معهم في كل مكان.. فدعوهم يعيشون بسلام فربما يخرج من اصلابهم أناس لا يشبهوننا في تصرفاتنا.. يقدسون الانسان الذي جعله الله أسمى مخلوقاته وفضَّله حتى على كعبته «لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم»..
في وطني أصبح الإرهابيون يسفكون الدماء باسم الله، والله منهم بريئ.. يذبح اليمني أخاه من الوريد الى الوريد وكأنه شاة وهو يصرخ: «الله أكبر».. نعم الله أكبر والله اسمى وأعظم من كل هذه الممارسات القذرة التي ما أنزل الله بها من سلطان.. الله أكبر على كل القتلة والمجرمين وسافكي دماء الأبرياء.
لا نريد شيئاً نحن ولا أطفالنا ..فقط نريد أن نعيش بسلام في وطننا، فهل تستكثرون علينا ذلك؟
لو تآخينا وصدقنا النية بالفعل فإن كل أحلام أجيالنا القادمة ستتحقق وستتحول بلادنا الى مروج خاصة ونحن نمتلك الثروات الربانية التي لم نحسن تسخيرها واستغلالها لمصلحة الانسان.
واعلموا جميعاً أن الوطن هو الانسان الذي بدونه يكون الوطن عبارة عن أشجار وأحجار لا قيمة لها.
|