عبدالجبار سعد - إليكِ يا ابنة سام ويا أخت التبابعة العظام
يا تاج سيف بن ذي يزن
ويا عرش بلقيس
يا ظل غيمان وعيبان
ويا شموخ النهدين وعطان
إليكِ يا من اتّسَعْتِ لجميع الخلائق فكنتِ كسفينة نوح عليه السلام
القيتِ بظلكِ على مصر والعراق والشام
وقصدتكِ ممالك الأرض تطلب رضاكِ وكنتِ هامة العز التي لاتضام
يجيئون اليكِ تكاد انفاسهم تنقطع لهثاً من الخوف فيلقون بكِ عصا الترحال ويجدون عندكِ وحدكِ الأمن والسلام
يا أم كل اليمانيين وأم كل العرب وحاضنة كل البشر
يأتون اليكِ من الغرب والشرق من الجنوب والشمال يرقبون غروب الشمس على مآذنكِ ويستمعون إلى صوت الأذان فتصغي أرواحهم قبل آذانهم ويعودون محملين بهداياهم وفيها نفحة اليُمْن والإيمان وعشق العتق والقدم .
أيتها الحبيبة البريئة حضنتِ كل بنيكِ من سقطرى حتى المخلاف السليماني ومن عسير حتى عدن فكلهم يأوون الى محاريبكِ ويمرون بأزقتكِ متشابكي الأيدي وحيث مر "وضاح" وفُتِن بحبيبته "روضة" يمرون ولا يمنعهم مانع أن يقيموا مواسم عشق ويتزاوجون وينجبون
يأتيكِ قاتل وقد ذبح بنيكِ على قارعة الطريق في مكان ما من هذه الأرض الواسعة الأرجاء فيخبئ سكينه تحت مئزره ويدخلكِ عبر كل الأبواب فتقدمين له المأوى وتطعمينه السلتة والملوج ونقيع الزبيب والشعير ولا تسألينه عن هويته .
سحنة كل يمني هويته بالنسبة لكِ يا فاتنة العصور فيكِ يجد ملاذه ومهاده وفراشه ودثاره ولا يخاف .
يامن تزينتِ عبر العصور لتبهجي بنيكِ وكل محبيكِ وكل قادم إليكِ فعندكِ تغرد الطير على عروش العنب والكروم وفيكِ تتزخرف الواجهات وتتلون لتسرق أعين الناظرين
حين يبتعدون منكِ ترتفع أصواتهم بكل مفردات الخنا، وحين تحاصرهم ذنوبهم لا يجدون إلا حضنكِ الحنون يأوون اليه وينسون ما كانوا يقولون
أيتها الحبيبة الغالية ..
والفاتنة الوقور والبيت والسكن
والمعشوقة والوطن
لن يصل اليكِ أعداؤكِ ولن نرضى بغيركِ مأوى ولن يبلغ منكِ مبغضوك من أهليكِ أو من غيرهم ما يتمنون
وستظلين قدّيسة كل اليمانيين
لأنك صنعاء
وآزال
ومدينة سام..!!
|