موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الجمعة, 15-يناير-2016
الميثاق نت -        عبدالكريم المدي -
ممكن تتخيل نفسك مكانه ، وتفكر للحظة واحدة بإن هناك أطفالاً في البيت ينتظرونك كعبدالرحمن وأشقائه ولم تعد لهم أبداً، وسيبيتون من اليوم فصاعدا بدون حنان وعطف أبيهم ، وسيصحون كل صباح بدون أن يكون هناك صدر أب يحتويهم ، يضمهم إليه وكأنه الكون فتح لهم ذراعيه للخلود فيها، أبٌ يتحمل شقاوتهم ويسعد بها، أبٌ يضم كفوفهم الصغيرة بين كفّيه وقلبه، وكأنه الوجود كله ضمها وحسسهم بالأمان والحب..
أيها القتله ، أينما كنتم عودوا إلى إنسانيتكم ، استنهضوا الخير المطمور بدواخلكم ، اعطوا النوازع الشريرة التي تسيطر عليكم إجازة ، فكروا بجريمة قتل النفس ، فكروا بالحالات النفسية للأسر التي تُغيبون عنها أحباءها ، كيف تعيش هذه اللحظات ، كيف ستعيش الغد ، بدون أحبائها ، بدون من يعولها ، بدون من يُدافع عنها ، بدون من يمنحها الحب والسعادة والأمل والأمان ..
أيها القتله ، ارحموا أنفسكم من جرم كهذا ، ومن لعنات ذنوب كهذه ستظل تُلاحقكم من أزل الوجود إلى أبده ، الحياة قصيرة والعقاب غدا خالد وعسير ، تأملوا في صورة الشهيد الأسدي واسقطوها على كل شهيد وأب مسجل معكم في القائمة وتنون زهق روحه ، تأملوا في كفيّ الشهيد وكيف هي كفا عبدالرحمن وشقيقه مشعة بالسعادة والحنان والحب بينهما..
عفواً- والله- إنني لا أستطيع أن أجمع الحروف وأوظف المفردات المناسبة ، لكني أستطيع فقط ، أن أقر بعواصف شديدة تجتاحني في هذه اللحظات .. حسبي الله ونعم الوكيل.
أثقُ إن صديقي الشهيد" فيصل الأسدي " لم يكن ليعلم إن خروجه في هذا اليوم وفي تلك الساعة تحديدا سيكون الخروج الأخير ، فلو عَلِم ، بذلك مسبقاً لما خرج من بيته ، كان سيبقى إلى جواركما ، يا عبدالرحمن، سيقترب منكم أكثر، سيلعب معكم أكثر ،سيجعل قلبه وفكره ودأبه في الحياة وقفاً مطلقاً عليكم .. لكن المؤكد هو أن خلجاته التي توقّفت اليوم ، ستظل تخفق بكم هناك في حياة أبدية ، خالدة ، سيظل فؤاده مفتوحاً لكم ، ومقفلاً في وجه هذا العالم الكئيب ، الحزين المؤلم ، المتوحش..
لكم أنا حزين ولكم أجد صعوبة بالغة في مقاومة الدموع ، فصورة كتلك التي شاهدتها للشهيد فيصل الأسدي مع فلذتي كبده ، تركت أثراً في نفسي ، لا أجد لغة مناسبة وطيعة تساعدني للتعبير لكم من خلالها عمّا يجري في أعماقي ، كيف أن نياط قلبي أشعربها تتمزق.!
تخيلوا كم هناك طفل وطفلة فقدوا آباءهم منذُ العام (2011) بسبب الصراعات والحروب والانفلات الأمني والانتحار والجوع والمرض الذي يعجز أمامه البعض عن توفير قيمة الأدوية الخاصة بالسكري والقلب والكلى والسرطان وغيره .
نسألك يا الله أن تكون خير معين لكل طفل وطفلة صار يتيما.. وأن ترحم الشهيد فيصل الأسدي هو وكل الشهداء والموتى والضحايا ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون ..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)