علي ناجي الرعوي -
حسناً فعل المؤتمر الشعبي العام، عندما حرص على أن تكون اجتماعات لجنته الدائمة (الدورة الثانية) منبراً للمكاشفة وطرح القضايا المتصلة بهموم المواطنين، بشفافية عالية ومطلقة، عكست قدرة هذا التنظيم على مخاطبة الناس بصوت واضح، مجرَّد من اساليب التعمية وقلب الحقائق والشعارات المطاطية، التي تغلب عليها الحركات البهلوانية المخادعة..
وإلى جانب انه الذي لم يسعَ الى إخفاء شيء إزاء المصاعب والمشكلات، الناتجة عن الزيادات السعرية التي طرأت عالمياً على بعض السلع الاساسية، فإنه الذي لم يُمَنِّ بالمعالجات المستحيلة، والحلول الخيالية.. بل أكد على المضي في وضع الآليات الكفيلة بالتخفيف من تلك الضغوط التي يعاني منها المواطنون، عن طريق تبنّي الخطط والبرامج التي من شأنها زيادة انتاج البلاد من المحاصيل الاستراتيجية، وفي مقدمتها مادة القمح- وتعزيز اساليب الرقابة، لكسر الاحتكار.. وضمان الاستقرار السعري.. المؤتمر.. بهذا الخطاب العقلاني والرصين انما يؤسس لحرفية التعامل مع القضايا، من منظور يعمق الثقة مع الجمهور.. خاصة وان مثل هذا الطرح قد جاء بانفتاح المؤتمر على كل ما قد يأتي من الآخر، من رؤى وأفكار، حيال أية قضية من القضايا.
^ ولعل مثل هذا السلوك الديمقراطي، هو ما نحتاجه.. أو مايجب ان يسود في واقع الحياة السياسية والحزبية.. كونه المدخل الحقيقي لتأصيل قيم الحوار، وتقريب وجهات النظر، وبلوغ الأهداف المشتركة لجميع أطراف المصفوفة، التي اتجه بعضها إلى تعميق روح الشقاق.. إما رغبةً في تأزيم الحياة السياسية أو بهدف الوصول الى بعض المصالح الذاتية والحزبية دون إدراك بالعواقب الخطيرة لهذا المنحى على الوطن والمجتمع عموماً.. حيث ومن الواقعية ان يستوعب أولئك الذين يسعون لصب الزيت على النار- عبر الصخب.. والإثارة.. والتهويل.. والمبالغة في تأجيج الشارع- ان النار إذا ما اشتعلت.. فإنهم أول من سيُحرق ويُصْلى بها..!
^ ولن نتجنى إذا ما قلنا إن من يلجأ إلى اشاعة الاحباط في نفوس الناس، لايمكن ان يكون بذلك العمل يستهدف الصالح العام.. كما ان مَن يعمد إلى تبنّي الاعتصامات والمظاهرات والمسيرات، واستغلال هموم البسطاء، وتعكير صفو وحدة النسيج الاجتماعي.. لايمكن ان يدَّعي الفضيلة، أو يتقمص دور المدافع عن الجماهير.. وبالتالي فإذا ما أرادت تلك القوى السياسية والحزبية ان تحقق لنفسها وكياناتها حضوراً في الساحة الوطنية، فإن عليها ان تسعى إلى مراجعة مواقفها، وتصحيح سلبياتها.. والتعلم من أخطائها وهفواتها.. بما يساعدها على الانطلاق من جديد بروح ايجابية يكون فيها الوطن ومصالحه العليا أسمى مرتبة.. وأعز قدراً من أي شيء آخر..
ومن دون ذلك تصبح الأحزاب مجرد بوابات ينفذ منها الشياطين..!!
❊ رئيس تحرير صحيفة » الثورة«