توفيق الشرعبي -
لا مانع من أن يكون الزامل موزعاً بين البرامج والساعات، أما أن يُصب في آذاننا طوال الوقت فشيء عجيب ومزعج..
فلا أحد ضد العدوان بحاجة إلى كل هذا الاسراف في الزوامل لغرض تحميسه أو على حساب أناشيد وطنية وفرق موسيقية عسكرية طالما استمع إليها في مثل هذه المصائب والمتاعب..
نظن أن هذا الكم الممل من الزوامل ليس لغرض التحميس والتجييش بل لأن منشداً «زَوْمَل» وتفاعل الناس معه وتحمسوا لهذا النوع الجديد القديم، وبسرعة تحول الجميع إلى «مزوملين» حتى لا يتهم أحدهم بالتقصير ويشكك في وطنيته ورفضه للعدوان..
لكن هذا الإسراف في «الزوامل» يجعلنا أقل إحساساً بأهمية الزامل ودوره في الظروف القائمة، وأكثر ضيقاً به..
المسألة لم تعد مسيرة قرآن، بل أصبحت ثورة «زوامل» على ذائقة المجتمع وعلى فنون وطنية أخرى تشربها المجتمع وتحمس لها وبها في مراحل مماثلة لوضعنا الراهن..
أتذكر أنني كنت راكباً في تاكسي ومنسجماً مع الفنان أبوبكر في أنشودته «أمي اليمن» وفجأة مد السائق يده إلى المسجل وانتقل إلى إذاعة محلية «تزوْمِل» على طووول وزاد من رفع الصوت..
قلت له: دعنا نسمع «أبوبكر»..
فرد: أمامنا نقطة تفتيش للجان الشعبية!!
إذاً.. لكم أن تفهموا.. ولا تجعلوا الرد:
ما نبالي.. ما نبالي!!
|