عبدالله الصعفاني - أخفقت ما كانت تسمّي نفسها بالقوى " الحية " في تقديرها للظروف الموضوعية التي أحاطت بدولة الوحدة رغم أنها كانت جزءاً أصيلاً من إخفاقاتها لتكون " اللّقيّة " في العام 2011م فحماً أسود وليس ربيعاً أخضر كما بشَّر بذلك الأمريكان ودكاكين تفجير الأوضاع في الداخل .
♢ حل الجحود والنكران لنقاط الاشراق - حتى لو كانت قليلة - مكان اعتبار اللحظة التأريخية لما سمي بالربيع فرصة لتصحيح كل ما يحتاج إلى تصحيح بدلاً من إعمال نظرية الهدم التي لم يعقبها أي بناء .
♢ وفي موسم الشطط العام غابت فضيلة تبادل الأفكار مع الآخر بعيداً عن تضخيم الذات وتقزيم الخصم السياسي درجة إنكار الوطن جغرافيا وتأريخاً وأحلاماً وإنجازات قابلة للإصلاح والبناء عليها سيراً على العادة التي حملتها عربية بوعزيزي كقشة قصمت ظهر أنشودة بلادة العرب من الماء إلى الماء .. وكانت الماكينة الإعلامية الكذوبة تفعل فعلها لمكيجة وجه الوطن اليمني النازف في إطار مخطط الوصول إلى المزيد من الأنواء والعواصف.
♢ ومن يومها اتسع الخرق على الراقع .. أضعنا الحكمة وفقدنا الإيمان ، ووظفنا حتى الفقه لصالح أطماع السياسة المدمرة .. ولقد ساورنا الأمل أن يكون في تسليم صالح للسلطة ما يشفي غليل الناقمين ويعيد القطار إلى قضبانه، لكن الذي حدث هو إعادة إنتاج ما هو فاسد وعابث وبائس ليبرر للمزيد من التعاطي والتعامي بردود الأفعال التي لم تراعِ في اليمن إلاً ولا ذمة في تذاكٍ مكشوف توارت منه محفوظاتنا من التربية الوطنية وتوارت الأيديولوجيا القومية والأممية والقيم القبلية المحلية لصالح الفساد والإقصاء والارتهان للخارج وتمزيق النسيج الاجتماعي الذي قاد هو الآخر إلى حاله ربيعية أخرى انتقلنا بها من منحدر إلى منحدر إلى تكالب الأمم على النحو المسعور الذي نشهده اليوم، قتلاً وتدميراً على مدار الساعة والشهور وربما الأعوام .
♢ الكارثة العقلية والنفسية أننا نعيش اليوم سفه التصفيق لتدمير اليمن ليصل الخبل عند البعض درجة الاعتقاد أن أمريكا تدمر العالم العربي دفاعاً عن السنة وأن روسيا ستقاتل من أجل الشيعة!
♢ اللهم إننا رفعنا أوجاعنا وضيقنا ودماءنا إليك.
|