محمد عبده سفيان - < منذ اندلاع شرارة الفوضى التدميرية في الحادي عشر من فبراير عام 2011م في يمن الإيمان والحكمة حلّت الفوضى والهمجية محل الحكمة اليمانية التي شهد بها معلّم البشرية وهاديها الى سواء السبيل رسولنا الكريم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وحلت الكراهية والبغضاء والأحقاد في قلوب اليمنيين التي وصفها رسول الله بأنها رقيقة بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «جاءكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة.. الإيمان يمان والحكمة يمانية».
منذ 11 فبراير 2011م وأرواح اليمنيين تُزهق ودماؤهم تُسفك ظلماً وعدواناً ومقدرات وطنهم تُدمر للأسف بأيدي بعضهم البعض تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان «الثورة، التغيير، القضاء على الفساد، الانعتاق من التسلط، القضاء على مراكز النفوذ.. الخ»، ولم يتوقف الأمر عند ذلك وحسب بل تم استدعاء التدخل الخارجي عسكرياً تحت مسمى (إعادة الشرعية) لمن خان الشرعية والأمانة والثقة التي مُنحت له من الشعب، فها هي الطائرات والبوارج الحربية والدبابات والمدرعات والمدافع والصواريخ ومختلف أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة التابعة لمملكة بني سعود وحلفائهم من أنظمة الشر العربي المشاركة في العدوان البربري الهمجي الغاشم على وطننا وشعبنا منذ 26مارس العام الماضي 2015م وللشهر الثاني عشر على التوالي تقتل أبناء اليمن رجالاً ونساءً وأطفالاً وشباباً وشيوخاً وتدمر مقدراتهم من البنى التحتية وتدمر منازلهم فوق رؤوسهم في المدن والقرى على حدٍ سواء، مرتكبةً جرائم حرب وإبادة جماعية في حق المدنيين العزل، ولم يتوقف الأمر عند هذه الجرائم بل تمادى حكّام السعودية وحلفاؤهم في العدوان بفرض الحصار الجائر على شعبنا اليمني جواً وبراً وبحراً وإرسال قوات عسكرية برية وبحرية تضم الى جانب قوات دول العدوان مرتزقة من مختلف دول العالم عبر شركة (بلاك ووتر) الأمريكية للمشاركة في قتل أبناء الشعب اليمني جنباً الى جنب مع تنظيم القاعدة وداعش وأنصار الشريعة والجماعات السلفية المتطرفة والميليشيات التابعة لعملاء ومرتزقة السعودية الذين قبضوا ثمن قتل أبناء شعبهم وتدمير مقدرات وطنهم أموالاً مدنسة عداً ونقداً.
يجب على كل القوى المتصارعين على السلطة والثروة والنفوذ أن يراجعوا حساباتهم وأن يتقوا الله في أنفسهم وفي أبناء شعبهم ووطنهم ويمتثلوا لأمره سبحانه وتعالى «يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين» صدق الله العظيم.
يجب على الجميع أن يدركوا جيداً أنه لا يمكن لأي طرف أن ينهي الطرف الآخر من الوجود أو يلغي حق الطرف أو الأطراف الأخرى من المشاركة في السلطة أو ممارسة حقوقه السياسية والفكرية وأنشطته العامة وفقاً للشرع والدستور والقانون.. على الجميع أن يعوا أن الحرب والعدوان الخارجي والاستقواء بالأجنبي لم ولن يكون في صالحهم جميعاً أو في صالح طرفٍ ما، وأن الحل الأمثل هو تحكيم العقل والمنطق والعودة الى جادة الصواب والدخول في السلم كافة امتثالاً لأمر الله تعالى، ففي ذلك النجاة والسلامة لجميع المتصارعين على السلطة ولأبناء الشعب اليمني كافة.
|