محمد شرف الدين -
< أكدت مصادر سياسية مطلعة أن عملاء السعودية يعيشون حالة نفسية صعبة وارتباكاً غير مسبوق في ظل تزايد انعدام الثقة بينهم وبين المسؤولين السعوديين..
وقالت المصادر لـ»الميثاق«: إن خطاب الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام، الخميس، والذي أكد فيه جاهزية الشعب اليمني على الصمود والتصدي للعدوان السعودي لسنوات وكذلك ما تضمنه من رسائل وكذا المجاهرة بإصدار توجيهاته لكل اليمنيين باستخدام تكتيك حرب الكر والفر التي سبق أن خاضها اليمنيون في ستينيات القرن الماضي ضد الملكيين والتدخل السعودي والتي تم فيها استنزاف السعودية مالياً وعسكرياً طوال سنوات الحرب التي انتصر اليمنيون فيها للجمهورية، كانت وراء تزايد عدم ثقة المسئولين السعوديين بإخلاص عملائهم المتواجدين في الرياض، واقتناعهم بأنهم ورطوا السعودية واسقطوها في مستنقع اليمن ويمارسون الابتزاز عليها انتقاماً لمواقفها العدائية ضد الإخوان والحركة الناصرية..
مشيرين إلى أن خروج كتاب ومحللين سياسيين خليجيين إلى الواجهة والحديث صراحةً عن عدم جدية عملاء الرياض في خوض المعارك وحسمها داخل جبهات القتال تبدو واضحة، لاسيما وقد ذهب بعض المحللين المعروفين مثل فهد الشليمي إلى اتهام عملاء الرياض باستنزاف أموال وأسلحة دول الخليج، ووصف حروبهم وانتصاراتهم بأنها على الوتساب وشبكات التواصل الاجتماعي فقط.
وأوضحت المصادر السياسية ان مناقشة مجلس الأمن الأسبوع الماضي للأوضاع الإنسانية في اليمن شكلت صفعة قوية للسعودية بعد أن مثلت أشبه بجلسة محاكمة دولية على جرائمهم في اليمن، ما دفع قيادات سعودية إلى تهديد عملائهم المتواجدين في الرياض بالطرد وخاطبوهم بتحمل مسؤولية تداعيات الحرب وأنهم السبب وراء ما تتعرض له السعودية من حرب شعواء في المحافل الدولية وعبر وسائل الإعلام العالمية والتي ألحقت اضراراً كبيرة بالسعودية سياسياً وشوهت سمعتها عالمياً بشكل غير مسبوق.
وبينت المصادر ان المسؤولين السعوديين هددوا عملاءهم بدفع الثمن غالياً خصوصاً وان كثيراً من الحقائق أصبحت تؤكد اليوم أنهم عملوا بشكل متعمد على توريط السعودية بالعدوان على اليمن استناداً إلى ما قدموه من معلومات وتقارير مضللة وكاذبة وتم رفعها لقيادة المملكة والتي كانت السبب الرئيسي وراء توريطها في الحرب على اليمن، ومن ذلك تأكيد هؤلاء العملاء أن تدخل السعودية عسكرياً كفيل بتحرير صنعاء وكل المدن اليمنية في بضعة أيام وكذلك اعتقال »صالح وعبدالملك الحوثي« خلال شهر بالكثير، غير أنه مر إلى اليوم قرابة سنة ولم يستطيعوا التقدم داخل رمال مأرب أو تجاوز إحدى حارات مدينة تعز أو التقدم نحو الملاحيظ.. بل الأشد إيلاماً ان قوات صالح والحوثي توغلت إلى داخل الأراضي السعودية.
وبينت المصادر ان خروج بعض وزراء حكومة العميل بحاح للإدلاء بتصريحات صحفية خلال الساعات الماضية ومنهم المدعو قباطي والأصبحي والمخلافي وكذلك الزنداني قد رفضت وسائل إعلام خليجية التعامل معها كونها تمثل محاولات بائسة لم تأتِ بجديد اطلاقاً وتروج لانتصارات كاذبة لا وجود لها إلاّ في فضائيات »الجزيرة والعربية« وشبكات التواصل الاجتماعي ولا صحة لها في الواقع..
وأكدت المصادر هزيمة الآلة الإعلامية الضخمة للسعودية في هذه الحرب وفشلها فشلاً ذريعاً في تحقيق أي انتصار في هذه المعركة لكونها سلمت منابرها لعناصر معروفة بالكذب واللصوصية والفساد والعمالة والخيانة، ويعرفهم اليمنيون وغيرهم أنهم أبواق للدجل والكذب والتضليل، الأمر الذي دفع المسؤولين السعوديين والخليجيين إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء إعلام دولهم لمناقشة إيجاد بدائل لخطابهم الإعلامي الذي فشل فشلاً ذريعاً وبسبب ذلك أصبحت السعودية تدفع اثماناً باهظة عربياً وإسلامياً ودولياً بعد أن ورطها هادي وأذنابه في العدوان على اليمن.
وقالت المصادر السياسية: إن الأمر ازداد تعقيداً بعد كذبة »هادي« التي أعلنها في تركيا وزعم أنه »زقر« سفينة تتبع منظمة دولية تحمل أجهزة اتصالات وغيرها كانت تتجه إلى الحوثيين، غير أن الحقائق أكدت أنه لا أساس من الصحة لمزاعم الخائن هادي.
هذا وتوقعت المصادر فرار عدد من عملاء السعودية إلى تركيا ومصر أو ماليزيا خلال الأيام القادمة خشية من ان تزج بهم الرياض قسراً في جبهات القتال المشتعلة والتي يدركون مسبقاً انها ستكون رحلتهم إلى الجحيم لا محالة.
|