كلمة الميثاق- - رهانات العدوان السعودي على شراء ضمائر قلة من اليمنيين ومبادئهم وقيمهم سقطت وفشلت وهزمت أمام الوعي الوطني والروح الحضارية لشعب عربي مسلم عريق وأصيل متجذر الانتماء عميقاً في الارض والتاريخ يفرق بين الحق والباطل يمتلك قدرة التمييز بين الخطأ والصواب.. ينظر ببصيرة الحكمة اليمانية مكتشفاً أسرار المؤامرة.. مفككاً خيوطها ليستبين أبعادها الخطرة على وجوده في الجغرافيا والتاريخ.. في الحاضر والمستقبل.
كل هذا جسده الشعب اليمني مجدداً في الحرب العدوانية الوحشية التي تشنها مملكة آل سعود الارهابية عليه منذ ما يقارب العام، بصموده وتصديه لها مواجهاً تحالف الشر الذي حشد كل قواه المدججة بأحدث آلة الحرب ووسائل الموت والخراب والدمار والتقنيات المعلوماتية الاستخباراتية مسخراً آلة إعلامية ضخمة للتضليل والتعتيم.. ومع ذلك لم تجدِ نفعاً أمام إيمان ووعي وشجاعة هذا الشعب وفي طليعته أبناؤه الابطال الميامين منتسبو الجيش والأمن ولجانه الشعبية البواسل الذين أثبتوا بانتصاراتهم المتعاظمة انهم قولاً وفعلاً الصخرة الصلدة التي تتحطم عليها كافة مرامي وأهداف العدوان السعودي وتحالفه البغيض بإمكانات غير قابلة للمقارنة بالمطلق مع ما يملكه المعتدي الذي أقدم على شن هذه الحرب بعد دراسات وتقييم الأوضاع اليمن الاجتماعية السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية والتي توهم أنه سيحقق من خلالها انتصاراً سريعاً على شعبنا وفقاً للأساليب الماكرة التي يتبعها لكنه لم ينتبه ويلقِ بالاً ويضع في حسابه الحقائق التاريخية ويستوعب ماهية وطبيعة الشعب اليمني القادر في وقت الشدائد والمحن على تحويل ما يتخيله أعداؤه نقاط ضعف الى عوامل قوة تربكهم وتصدمهم وتدهش البشرية التي تجد نفسها تقف تقديراً وإكباراً وإجلالاً لعظمة شعب كهذا.
هذه بالضبط هي الاستنتاجات التي يخلص اليها المتابع والمتأمل في خطاب الزعيم الاسبوع الماضي، وتؤكدها على الأرض انتصارات أبطال جيش اليمن ولجانه الشعبية التي تجلَّت ملاحمها الأسطورية على كل جبهات المواجهة الحاسمة خاصة جبهة الحدود والانتصار الذي سطروه في معارك ميدي، وفي العمق، وكذلك المعارك التي يخوضونها لتحرير محافظات مارب والجوف وتعز وفي كرش من دنس الغزاة والمرتزقة.. تجاه هذا كله لم يجد العدو السعودي لمدارة هزائمه المدوية الا المزيد من صب حقده في أبشع صوره باستهداف الابرياء من أبناء اليمن والمزيد من ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير كل شيء تطاله طائراته بصواريخها وقنابلها المحرمة دولياً.
وهنا نأتي الى الاستنتاج الأهم وهو أن الشعب اليمني وحده ينتصر ليس فقط لسيادته ووحدته وحريته وكرامته واستقلاله وإنما للخير والعدل في مواجهة قوى الشر.. وبهذا المعنى فإن نصره انتصار للإنسانية كلها.
|