أحمد أبكر الأهدل - إن الأحداث التي مرت وتمر بها اليمن الحبيبة تصيبنا بالحزن والتأمل في المواقف التي جاءت بها هذه الأحداث.
في وقت كانت دول الربيع الدامي تشتعل فيها النيران وتغرق في دماء الحرية المدفوعة الأجر، كانت اليمن تخوض تجربة فريدة من نوعها وهي تبادل تسليم السلطة سلمياً من الزعيم الحكيم تجنباً للدمار والاقتتال.
ولعلنا جميعاً نتذكر كلمة الزعيم في السعودية وهو يوقع على المبادرة الخليجية حين قال: لا يهم التوقيع , يهمنا حسن النوايا .
مقولة تاريخية أسقطت أقنعة وأظهرت مواقف.
وبعد ذلك ذهب اليمنيون إلى حوارٍ وطني دام ستة أشهر وتم تجديده، كان العالم العربي والغربي ينظر إليه بفخر واعتزاز.
اليمنيون يتداولون السلطة سلمياً ويدخلون في حوار لتجنيب وطنهم الويلات.
هي لحظة تأمل لما دار سابقاً ويدور اليوم - لماذا الحرب بعد الحوار؟!
لماذا الدول العشر الراعية للحوار صارت الداعمة للحرب على اليمن , لماذا هذا التحول الغريب؟
الإجابة على هذه الأسئلة سهلة جداً لمن يفهم.
إن السعودية ومن تحالف معها بالأمس لدعم الحوار ومن تحالف معها اليوم لشن الحرب , كانت تريد حوار الطرشان، حوار لا أرى لا أسمع لا أتكلم، بل أنفذ فقط..
وحين وقف الزعيم ومن معه من الشرفاء ضد هذه السياسة الحوارية، بدأت السعودية بوضع العراقيل ضد إنجاح الحوار وتحرك عملاؤها -هادي، والإصلاح بفروعه الثلاثة الديني، والعسكري، والقبلي.
ولأن المؤتمر الشعبي العام وحلفاءه تركوا التمسك بالسلطة المشروطة بالعمالة واصطفوا مع الوطن والمواطن، فرضت السعودية على الشعب اليمني الحرب تحت ذريعة الحوثي والمد الفارسي.
وها هي أحد عشر شهراً من الحرب غير المتكافئة، دمار وقتل وحصار وتجويع ومرتزقة وعملاء.. ورغم كل ذلك وقفت السعودية ومن معها من المرتزقة في الداخل والخارج وبكل ما أوتيت من نفوذ وأموال عاجزة امام صمود هذا الشعب.
حقاً إن هذا الشعب وهذا الوطن وهذا الزعيم وهؤلاء الأحرار من الجيش واللجان أذهلوا العالم وأجبرونا على أن نقف ويقف معنا العالم الحر وقفة إعزاز وإجلال لما صنعوه ويصنعونه بأعداء الله وأعداء الوطن والانسانية.
|