* استطلاع / محمد أحمد الكامل -
في الذكرى السنوية الرابعة لأول عملية انتقال سلمي للسلطة على مستوى الشرق الأوسط والمنطقة برمتها جسدتها عظمة وحكمة الزعيم علي عبدالله صالح والتي جاءت في ظل الازمات السياسية التي شهدتها بعض الدول العربية ومنها اليمن بما يُعرف بثورة الربيع العبري المشئومة..
انجاز يمني ووطني يضاف إلى رصيد هذا القائد الحكيم وتاريخه السياسي الكبير الحافل بالمنجزات والمكاسب الوطنية حينما انقذ البلاد وسلم السلطة سلمياً في فبراير من العام 2012م - بإيمانٍ منه وتطبيق لمبدأ التداول السلمي للسلطة - للرئيس التوافقي حينها عبدربه منصور هادي بغض النظر عن مسئولية هادي نفسه في التفريط بالعملية الديمقراطية برمتها وما حصل بعدها من تطورات ومآلات يعيشها الوطن والمواطن اليمني حتى اللحظة..
حول هذا الموضوع كان لصحيفة «الميثاق» هذا الاستطلاع مع عدد من الأكاديميين.. فإلى الحصيلة..
في البداية تحدث الاستاذ / يحيى شبيل قائلاً: جاء تسليم السلطة من قبل الزعيم علي عبدالله صالح في فبراير 2012م لعبد ربه الدنبوع ادراكاً منه لحجم المؤامرة التي تحاك على الوطن اليمني والعالم العربي والذي خطط لها منذ العام 2006م، وهي امتداد لمخطط امريكي صهيوني منذ ما سمي بالثورة العربية العام 1915م والتي استطاعت بريطانيا اقناع الشريف حسين بالوقوف إلى جانبها ضد الاتراك مقابل وعود بريطانية بإعادة مُلْكه على الارض التي اخذها منه الاتراك وتنصيبه ملكاً للعرب.
مضيفاً: المهم في الأمر ان الزعيم علي عبدالله صالح في العام 2012م ادرك حجم المؤامرة وفوت الفرصة على المتآمرين لتنفيذ اجندتهم في خلق فوضى عارمة على وطنه من خلال ما سمتها الأجندة الامريكية والصهيونية بثورات الربيع العربي والتي كانت تدار من غرف عمليات في امريكا وتل ابيب وبريطانيا وحشدت لها كثيراً من خبراء الثورات والفوضى من امريكا واسرائيل وبعض الدول الاوروبية..
متابعاً: الزعيم علي عبدالله صالح وانطلاقاً من نظرته الاستشرافية الثاقبة للمخاطر استشعر دوره الوطني وواجبه الديني والأخلاقي في ان يحافظ على سلامة الانسان والأرض اليمنية وتجنيب البلاد ويلات الدمار والخراب التي يهدف اليها صناع ما سموها ثورات الربيع العربي ، وكان من ضمن اولويات هذه الثورات القضاء على المؤسستين الامنية والعسكرية باعتبارهما صمام الامان للوطن اليمني.. وبعد الانتهاء من تنفيذ هذا الهدف يسهل لخبراء فوضى الربيع العربي الشروع في تنفيذ الهدف الثاني وهو إحداث ثورات وفتن وصراعات داخلية قائمة على اثارة الطائفية والمذهبية والمناطقية والسلالية.
وواصل شبيل: كل ذلك من اجل ان يعيش الكيان الصهيوني في امن وامان..
ومن هنا يتضح ان نتاج الربيع العربي تجزئة الدول العربية الى دويلات صغيرة وضعيفة يسهل ابتزاز خيراتها من قبل امريكا والكيان الصهيوني ويتم ذلك بأدوات واموال من دول عربية منها السعودية وقطر والامارات وبعض الجماعات منها حزب الاصلاح اللقاء المشترك في اليمن وما خرج من عباءته الاصلاح من جماعات ارهابية امثال القاعدة وداعش.. وهكذا يكون الزعيم بتسليمه السلطة للخائن الدنبوع فوت الفرصة على المتآمرين وصناع فوضى الربيع العربي من حدوث الفتن الصراعات، لكن المتآمرين اجلوا الاقتتال حتى تمكن الدنبوع من كرسي الرئاسة ومن حوله من جماعة احزاب لقاء الشياطين والعملاء.. واشار قائلاً: ومهما يكن في الامر فرغم حرص الزعيم على اليمن وشعبه وتسليم السلطة الى من اعتقد به خيراً وسماه بأيدٍ امينة تفادياً من الانزلاق نحو الكارثة لإبعاد وطنه وشعبه عن الفوضى واجهاض مخطط التدمير الذي سيقضي على الاخضر واليابس..
متابعاً بقوله: الا ان عبدربه الدنبوع كان جزءاً من المخطط السعودي لتدمير اليمن.. فبعد التمكين من الكرسي بدأ في تنفيذ اجندة اسياده الامريكان وآل سعود والنعاج مما يسمون انفسهم مشائخ وامراء الخليج.
واختتم حديثه: عاشت اليمن حرة ابية وحفظ الله زعيمنا وأحاطه برعايته.
* من ناحية اخرى تحدث الدكتور محمد القطراني قائلاً: لقد كان الزعيم علي عبدالله صالح عظيماً وحكيماً في تعامله مع أزمة 2011م وازدادت عندما قبل بالمبادرة الخليجية رغم ألغامها الكثيرة.. ثم كبر في نفوس الناس وتجلت حقيقة زعامته وحكمته عندما سلم السلطه طوعاً رغم ان القوة والمال والجاه والسلطة في يده الا انه آثر مصلحة شعبه على نفسه واهله في فبراير 2012م.. واضاف قائلاً: وارتفع على هامة الوطن عظيماً عندما بقي بين شعبه واهله رغم مخاطر ذلك وتعرضه واهله للعدوان من قبل المعتدي السعودي، وهنا شموخ العظماء.. فله العزة وله الشكر والعرفان من كل شعبه.. والنصر لليمن رغم أنف المعتدي..
* أما الدكتور مجاهد اليتيم فيقول: ان ما يربو على ثلاثة عقود من تاريخ اليمن المعاصر متصل عضوياً بنبوغ وحكمة وعطاء الزعيم القائد علي عبدالله صالح الذي هدم بيده أسوار التشطير وأعاد بناء اليمن الموحد بالتزامن مع مشروعه الحضاري والديمقراطي، ما أعاد للوطن بهاءه وللانسان اليمني والتاريخ اعتباره..
مضيفاً: ان الزعيم علي عبدالله صالح مؤسس النهج الديمقراطي كبديل حضاري للانقلابات ولغة الدبابة والمدفع، جسَّد بذلك فكرًا وسلوكاً بإرسائه مبدأ التداول السلمي للسلطة في احلك الظروف واصعبها، ليقطع الطريق امام الطامعين للوصول إلى السلطة على أنهار من الدماء، محكماً كتاب الله وامتثالاً للدستور والشرعية الدستورية.. مؤكداً أن الزعيم علي عبدالله صالح بهذه الخطوة المتمثلة بتسليم السلطة سلمياً في فبراير 2012م قد سطر في ذاكرة الوطن واجياله المتعاقبة عظمة القائد والانسان اليمني الذي لم يأتِ من كواليس التآمر ومطابخ المخابرات الأجنبية بل خرج من واقع يمني خصب بتعقيداته ومعاناته.. فلله درك من زعيم عظيم وحكيم..
* من جهته يرى الأستاذ / عبدالله العدله ان تسليم الزعيم علي عبدالله صالح السلطة سلمياً في فبراير من العام 2012 م يأتي من منبع تجسيده لمبدأ التداول السلمي للسلطة وتعبيراً صادقاً عن عظمة شخصيته التي أبهرت السياسيين والمتابعين لقضايا اليمن في المحيط العربي والدولي.. والأهم أنه جسد التزامه بمبدأ التداول السلمي للسلطة الذي يعد التعبير الصادق عن الديمقراطية السياسية والحزبية وبما تعنيه من حرية الرأي والتعبير واحترام حقوق الإنسان باختيار رئيس آخر توافقي في انتخابات مباشرة من الشعب حرصاً على اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وحفاظاً على مؤسسات الدولة الدستورية.. موضحاً أن الزعيم علي عبدالله صالح بذل جهوداً ومازال في ترسيخ الأسس الديمقراطية وتجسيدها على أرض الواقع منذ تحمله مسؤولية قيادة الوطن عام 1978م مروراً بصنعه منجز الوحدة العظيم 22 مايو 1990م ووصولاً إلى فوزه بأول انتخابات رئاسية تنافسية ديمقراطية في العامين 1999م - 2006م وانتهاء بتسليمه السلطة سلمياً في فبراير 2012م للرئيس التوافقي حينها هادي.. وأضاف: ان التاريخ السياسي للزعيم علي عبدالله صالح يجعله من أعظم الشخصيات الوطنية اليمنية والقيادات العربية والإسلامية.
مختتما حديثه قائلاً: ان ما تمر به بلادنا من عدوان غاشم بهدف تدمير الوطن وتشظيه وتجميد سلطات الدولة والمبادئ السياسية ومنها مبدأ التداول السلمي للسلطة هذا كله بكل تأكيد نتاج ما قام به منتفضو 2011م وتفريطهم بالتجربة الديمقراطية برمتها في محاوله منهم استكمال الانقلاب على السلطة ودستور البلاد ولو كان نتيجة ذلك تدمير اليمن، وهو ما حصل باستدعاء الخارج كما يحصل الآن.
|