عبدالله المغربي - منذ أن عرفهم ابناء الشعب اليمني حكاماً ومحكومين مسئولين ومواطنين، فقراء وأغنياء، كباراً وصغاراً، نساءً ورجالاً، عُمالاً واساتذه، طلاباً ومعلمين، لم يكن احد منّا يمكنه ان يتخيل احد الفارين اليوم خارج البلاد بحاله هذا..!
يقبعون اليوم في الفنادق بعيداً عن الحراسات المدججين بأسلحة دولة، ومعدات ضخمة فقط - لانه الشيخ ابن الشيخ وحفيد المشائخ ومن سلالة بيت المشيخ اليمني كما كانوا يدَّعون..
مشوا بغرور وخاطبوا العامة من المواطنين بتكبر، قتلوا بلا حق وحكموا بباطل وسجنوا في مساكنهم الخاصة التي كان بها السجون..
أفسدوا ودمروا كل جميل، دون ان يكون لأحدٍ حتى حق النقاش او طرح رأيٍ أمامهم او تصويبٍ على عملٍ ما قاموا به او ذنبٍ اقترفوه..
لطالما تحدثوا من أنوفهم واستحقروا الناس بنظراتهم وهدموا الدور بغطرستهم وهددوا الضعفاء بطلقاتهم وقتلوا ابرياء في أماكن عملهم بالمستأجرين معهم..
فرجل المرور لا يجرؤ على ان يُوقف الشيخ حين يلحظ عمامته الضخمة على رأسه المفرغ من كل ما قد يفيد، ورجل الامن لا يجرؤ على منع مرافقي شيخ العصابة من المرور بما كانوا يحملون..
سياراتٌ ومواكب وبذخٌ وإسراف وترفٌ وكل شيء كانوا يظنونه ملكهم وكل مخلوقٍ أمامهم ظنوه خاضعاً لهم..
استباحوا الدماء وهتكوا الأعراض وهدموا الدور وعمّروا القصور وارتكبوا أفظع الجرائم وتهربوا من واجباتهم وتملصوا من حقوقٍ لأُناسِ عليهم..
فللٌ مُملّكة وشققٌ مفروشة وتجارات ومتاجر ضخمة ورأس مالٍ يمنحه ان يشتري ولاء الضعفاء وحاجة الفقراء وطمع المستطيعين وجشع الأغنياء.. كل ذلك من خارج الارض التي افسدوا فيها ودعوا الأعداء ليدمروها وفرحوا في تهدمها وصفقوا من اجل إكمال تخريبها..
رحبوا بالعدوان وصاحوا ها قد أتى الملك سلمان ليخرج معارضينا من عاصمة صنعاء ببيان ويردهم الى جبال مران..
وهم يظنون ان الوطن رخيصٌ في أعين البسطاء كما هو حالهم مع الوطن وحال الوطن في نظرهم.. واليوم هاهم مرميون وفي الفنادق يسكنون وعن الذكر الطيب منسيون وتحت الرقابة موضوعون واسم الخيانة كأنهم على نواصيهم كانوا يكتبون..
مغتاضون وهمُّهم اعظم منا.. خوفهم أضعاف خوف البعض فينا، القلق يلازمهم والضيق صديقهم وإبليس الرجيم رفيقهم في هذه الايام، ليكملوا وإياه مهمتهم الشيطانية اللعينة..
وحين يُخال احدهم لنا سنجده الآن واضعاً كفه على خده وعقله سارحاً مع نفسه لا يعرف بما يفكر، وحين يمر طيف اليمن السعيد أمامه يتنهد ويخرج زفرة وكأن عزرائيل قد زاره وفي وجهه صاح يا صاح انتهى وقت النباح، واليوم ها قد عرفتم معنى النياح..
َفلَكَم كُنتُم السبب في نياح الكثير وبكاء العديدين وحزن المواطن المسكين، وأنتم سبب وَيْل هذه السنة وكل السنين..
اسرح، ابكي، افرح، اضحك، امرض، احزن، غَنِّ، اجنن، ارقص، نم، قف، امشِ، تأمل، خُن، اعتذر، سامح، نادِ، اصرخ، اخطئ، او افعل في يومٍ ما صواباً، دمّر، اصنع، تأمل، وإن مِتَّ فذلك الأفضل.
- افعل ما شئت فلم يعد لفعلك ذاك الصدى الذي كنت تعرفه وليس لصنيعٍ تصنعه اليوم سوى صدى صوتك يتردد في غرفتك وانت وحيد، وحين يسمع طفلٌ مر صدفة بجانب مكان تواجدك ذاك الصدى سيهرب مهرولاً معتقداً ان مختلاً عقلياً جاء ليكون جارهم في احدى بنايات اسطنبول التركية..
حينها ستموت كمداً إنْ كان ما تحمله بين أضلعك قلباً.. لكن ما أجزم به انك تحمل بدلاً عن القلب حجراً قد تعرض للحرق ألف عامٍ وعامٍ ثم زادوه عاماً.. حتى اصبح بلا إحساس جلموداً لا فائدة منه سوى انه ما زال مسئولاً عن ضخ الدم في جسدك، كما هو حالك مسئولٌ عن ضخ شرّك وشرور أعوانك وتبعث عبرهم الدمار ومعهم التفخيخ أو الانتحار..
|