عبدالله الصعفاني - ويسألونك عن الذي يجري في المحافظات الجنوبية وعدن في المقدمة .. ولا جواب إلا ذاك الجواب الذي يفرض حضوره مع كل سؤال حول ما يجري في اليمن عموماً ، حيث الشاهد الكبير تنامي الحاجة لفهم ضرورة التوقف عن زراعة الريح حتى لا يكون المآل مزيداً من العواصف التي رأيناها تتشكل في عدن مع أول عدم إدراك لمخاطر الخوض في اللعبة الانفصالية .
♢ يومها فجَّر المسكونون بالتشظي أول القول المقيت بأن قرار الوحدة كان فجائياً، وهي مغالطة تاريخية يرفض هؤلاء الاعتراف بخطئها، مدفوعين بالاعتقاد أن في الانفصال جنة موعودة واستنساخاً لإمارة دبي ولو من بوابة تسوّل ما تيسَّر من طلاء لبعض المرافق وبعض السلال الغذائية .
♢ تفنيداً لهذه المغالطة فإن الشمال ومن قبله الجنوب لم يدخلا الوحدة إلا بعد مخاض مؤلم وتطلعات وردية عبر عنها الجميع .. فهل من الصواب القول بأن قرار الوحدة جاء فجائياً ؟ يا لها من مغالطة سياسية ويا له من مآل لابد أن يتبعثر مع أول ناصية للحقيقة .
♢ لم يتوقف طلبة المدارس على امتداد الجنوب عن الهتاف للوحدة اليمنية كل صباح ؟ ثم ألم تكن الكلمة مجزأة الحرف وركيكة المعنى إذا لم تكن من أجل الشعب ومن أجل الوحدة ، وألم يقاتل الجنوبيون في 1994م كأبطال دفاعاً عن الوحدة ، وقبل وبعد ذلك ألم تُجر التهيئة للوحدة اليمنية بعدد من الاجتماعات والقمم بما في ذلك الاستفتاء على الدستور ؟
♢ المثير للدهشة والحنق أن مؤتمر الحوار الوطني تحول إلى منعطف خطير جرى فيه ضرب الكثير من المسامير في الجسد الوحدوي حيث انجزت فيه خلطات مسمومة تولَّت كِبَرها أصوات استخدمت كل فائض للوقاحة وكل إهدار لمياه الحياء والحياة.
♢ لقد ظهر بعضهم مع كل حديث للوحدة كما لو أنهم لا يقرأون الحوادث التاريخية ولا العمق الوطني والإنساني للوحدة، مستغلين حالة الشطط العام داخل مؤتمر تحول من حوار إلى خوار ثم إلى استحمار للقلوب والعقول .
♢ وهل هناك أكثر استفزازاً من غربان طالما رددت في مؤتمر الحوار كل قول ينال من الوحدة خارج الحقيقة وخارج الاحترام للذات على طريقة من كانوا يتحدثون باسم الجنوب بالقول : أنا جنوبي لكنني لا أمثِّل الحراك ! فيدفعك كمراقب للقول: وماذا جئت تفعل في المؤتمر يا روح أمك . . فقط تستلم بدل جلسات وما تيسَّر من المخصصات؟!
|