عبدالله الصعفاني -
لم يعد أمامك فرصة للحديث عن العرب العاربة أو المستعربة أو العدنانيين أو القحطانيين .
♢ لقد اسقط التاريخ العربي القديم أبشع ما فيه على التاريخ الحديث، بدليل هذه المشاهد التي يجري فيها تأكيد استدعاء داحس والغبراء ويوم الفجار، ويوم البسوس، وحروب التدمير والقتل والنهب والسلب برعاية صهيونية التقت مع رغبة قتل فيها العرب من اشقائهم مالم يخطر على بال.
♢ وليس الذي يتعرض له اليمن كموطن للعرب الأصليين الأقحاح إلا غيضاً من فيض مما تم تدبيره في نهارات وليالٍ تماهى في قسوته الموقف العربي مع الموقف الصهيوني، وزاد عليه من الاستعداد لاستنزاف كل الثروة مادام في ذلك الإبادة بحرب الشقيق بالوكالة طعناً في مفردات التاريخ وشظايا الأمل في حاضر .
♢ وكنت استغربت تصريح معارض سوري عندما قال بأن (على المآذن في سوريا أن تكبّر بعد كل ضربة لسوريا) حتى حملت لنا العربية الحدث والجزيرة والبقية من تصريحات سياسيين يمنيين ما يهلل لمظاهر كر وفر دامية لا يدمر فيها اليمنيون غير أنفسهم .
♢ وكلا ليست مصادفة أن يكون تدمير العراق مفتتحاً مفصلياً لتدمير أبرز الأسماء التي أوردتها أنشودة " بلاد العرب أوطاني " وهكذا لم يكن في قصف عاصمة الأمويين بعد ما حدث من احتلال عاصمة العباسيين إلا شيئاً من ضرب كل حاضرة وكل موطن أصيل أو عمق أثير في التأريخ حتى جاءت صدمة التآمر على صنعاء وكل الربوع اليمانية .
♢ كنا نشكو من دولة احتلال صهيوني غاصب فإذا بنا أمام غل الاشقاء ليصل الأمر إلى أن يكون الشعب العربي في اليمن بمفرده يعاني من القتل والتدمير والتشريد والنزوح في مواكبة إعلام يصطف في صف القاتل ضد المقتول موالياً للجلاد انتقاماً من الضحية !
♢ على أن منطق التاريخ لا يجعلك تغلق باب هذا الاتجاه دون التأكيد أن النار ستطال الجميع سيراً على منطق صهيوني يقول: أيها العربي لقد حسمت أمرك واتخذت قرار هلاكك نيابةً عنك برغبة بعضك انتقاماً من كلك .