|
|
|
حاوره/ توفيق عثمان الشرعبي - قال الدكتور عبدالعزيز بن حبتور- رئيس جامعة عدن- محافظ عدن السابق- إنه وبعد مرور قرابة عام كامل على العدوان الذي استنفد كل مخزونه الأخلاقي وحتى المادي، ليس أمامه إلا الجلوس على طاولة الحوار لحفظ ما تبقّى من أواصر للعلاقات بين شعبين جارين.. ورأى بن حبتور أن الخطأ الاستراتيجي في هذه الحرب على اليمن يتحمّله من شنّ العدوان في صبيحة الـ 26 من مارس من العام 2015م وهي السعودية وشريكاتها من الدول التي تحالفت معها، لافتاً إلى أن "هناك أخطاء كبيرة تقع على القوى اليمنية الداخلية، أكانت تلك التي تقاوم العدوان ووقفت إلى جانب الشعب اليمني أو تلك القوى اليمنية التي وقفت إلى جانب الدول المعتدية".
وقال: إن المحافظات الجنوبية بعد ما أسمي "تحرير" عدن من قبل الغزاة في يوليو 2015م، تم تسليمها إلى القوة الأكثر تنظيماً وتسليحاً وتدريباً وهي تنظيم القاعدة بمسمياتها المختلفة، مشيراً إلى ما يفعلونه في كل المحافظات من خلال تثبيت قواعد الحكم الخاصة بهم، مؤكداً أن من تسمّي نفسها بالسلطة "الشرعية" في عدن وبقية المحافظات فهي معزولة تماماً في جبل معاشيق وليس لديها القدرة حتى لحماية ذاتها، ولهذا أحضر المحتلون الجدد لعدن "السعودية وحلفاؤها بالعدوان" قوة مسلّحة لحماية القصر الجمهوري ومنشآته في معاشيق ضاحية كريتر.. إلى التفاصيل:
♢ عام من عمر العدوان على اليمن.. هل كوّن رؤية لدى الدكتور بن حبتور بما سيؤول إليه هذا العدوان الظالم على اليمن؟
- في البدء أشكرك أخي الكريم توفيق الشرعبي على هذا الحوار وأشكر من خلالك صحيفة «الميثاق» الغراء لسان حال المؤتمر الشعبي العام على كل التغطيات الخبرية والتحليلية الأمينة، هذه الصحيفة العملاقة التي أوصلت صوت ورأي المؤتمريين المدوي الرافض للعدوان على اليمن وكانت بحق ناطقة باسم ملايين اليمنيين الصامدين في وجه الصلف والاستعلاء السعودي ومن ورائه دول حلف العدوان.
العدوان طال الزمن أم قصر سيتوقف وسيرحل كل جحافله من جنوده وعتاده وحلفاء الشر الذين استأجرهم طيلة زمن العدوان وكذا المرتزقة الذين أحضرهم معه بالمال المسموم، وسيبقى شعبنا اليمني العظيم صامداً أبياً حُراً موحداً ، ولن ينال المعتدي أياً من أهدافه التي سعى لتحقيقها من خلال عدوانه الوحشي لعام تقريباً ، وحين تتوقف آلة الدمار ويبدأ الحوار الجدي ستنتزع كل حقوق اليمانيين المهدرة بسبب التدخل المستمر والحرب العدوانية الحالية ضداليمن.
♢ برأيك ما النتائج التي ستنعكس على دول العدوان وفي المقدمة السعودية من إقدامهم على هذا العدوان والحصار على اليمن؟
- دون شك بعد ان تضع هذه الحرب العدوانية أوزارها ستنعكس نتائجها على الداخل السعودي بكل تناقضات السلطة فيه بل وستحضر تناقضاتها الاجتماعية والاقتصادية وسينسحب الأمر ذاته على بقية دول العدوان ، وستطرح التساؤلات الكبيرة على النخب السياسية الحاكمة ، ومثال على هذه التساؤلات البدهية في الحالة اليمنية :
أولاً: ما الأهداف المباشرة وغير المباشرة للقيام بهذه الحرب العبثية على اليمن الجار والمسالم ؟
ثانياً: لماذا أُعلنت الحرب من واشنطن وليس من اي عاصمة من دول العدوان؟
ثالثاً: كم هي الكلفة الأخلاقية والإنسانية والمادية لهذه الحرب ؟
رابعاً: من المستفيد من إشعال فتيل الفتنة بين الأخوة في الجزيرة العربية ؟
خامساً: من المسؤول عن تمدد قوى الإرهاب في اليمن بعد هذه الحرب العدوانية ؟
وستتوالد العديد من التساؤلات والسيناريوهات لما بعد الحرب وستدفع الحكام المتسلطين على شعوبهم إلى مراجعة كل سلوكهم غير السوي تجاه اليمن.
♢ كنت محافظاً لعدن أثناء بدء دول تحالف العدوان بعاصفة الحزم على اليمن وكان هادي متواجداً في عدن حينها.. هل فعلاً كان هادي من طلب التدخل السعودي أم أنه «شاهد ما شافش حاجة»؟
- ارجو مراجعة ماقاله الأخ عبدربه منصور هادي بذاته لإحدى القنوات الخليجية في معرض رده المباشر على ثاني يوم للعدوان وهو في طريقه الى السعودية.
♢ إلامَ تعزو سقوط المحافظات الجنوبية والشرقية بيد الغزاة والتنظيمات الارهابية بينما صمدت المحافظات الشمالية والغربية ببسالة بوجه العدوان ومرتزقته؟
-هناك أسباب موضوعية وذاتية تسببت في جعل الوضع في المحافظات الجنوبية على هذا النحو :
أولاً: ركزت دول العدوان قصفها وضرباتها الجوية والبحرية على جبهات عدن ولحج بتكتيك عسكري يقال عنه القصف السجادي المتواصل، اي ترك الارض المحروقة بسبب التدمير ، وكانت دول العدوان تبحث عن اي نصر حتى لو قضت على الحجر والشجر.
ثانياً: هناك خطأ تكتيكي اقدم عليه مقاتلو أنصار الله حينما نزلوا للمحافظات الجنوبية يقودون طلائع الجيش والأمن لمنع التنظيمات الإرهابية من التمدد، ولان الجيوستراتيجية غير مهيأة من الناحية الجغرافية والاجتماعية والنفسية وغير ممهدة لنزولهم ، بل ان التعبئة الإعلامية موجهة ضدهم بشكل خبيث وصوروا للرأي المحلي انهم غُزاة وليس مُحررين بعكس لو ان طلائع القوات المسلحة والأمن هم من قاموا بالمهمة ستكون النتيجة مُختلفةٍ تماماً.
ثالثاً: كان لنشاط التنظيمات الإرهابية للقاعدة وداعش والحراك المسلح نشاط ملحوظ في المناطق الجنوبية وبالذات في المناطق التي لا تصل اليها أذرع الدولة، ونشطت في جمع الأسلحة والقيام بالتدريب وخلق بيئة حاضنة لهم بين البسطاء من الناس ، وللعلم كانت كل الساحات الاحتجاجية مابعد انطلاق الربيع العبري عام 2011م ساحات إيواء آمن لتلك الجماعات الإرهابية.
♢ لماذا لم تستقر المحافظات الجنوبية بعد السيطرة عليها من قبل هادي ومن يقف خلفه.. ومن هو الحاكم الحقيقي حالياً في هذه المحافظات؟
- المحافظات الجنوبية بعد ماسُمي (تحرير) عدن من قبل الغُزاة في يوليو 2015م تم تسليمها بقصد او بدونه الى القوة الأكثر تنظيماً وتسليحاً وتدريباً وهي تنظيم القاعدة بمسمياتها المختلفة، ولك ان تشاهد ما يفعلونه في كل المحافظات من خلال تثبيت قواعد الحكم الخاصة بهم ، أما من تسمي نفسها بالسلطة (الشرعية) في عدن وبقية المحافظات فهي معزولة تماماً في جبل معاشيق ليس لديها القدرة حتى لحماية ذاتها ، ولهذا أحضر المحتلون الجدد لعدن (السعودية وحلفاؤها بالعدوان) قوة مسلحة لحماية القصر الجمهوري ومنشآته في معاشيق ضاحية كريتر.
♢ عام من العدوان أليس كافياً لتشكيل رؤية واضحة لدى ابناء المحافظات الجنوبية لوضع حد لما تشهده محافظاتهم من فوضى وانفلات واغتيالات وجرائم بشعة خصوصاً في عدن.. وما المطلوب منهم القيام به أفراداً وأحزاباً ومنظمات؟
- مايحدث اليوم بعدن وبقية المحافظات الجنوبية هو كارثة إنسانية بكل ما تتضمنه المُفردة من معنى ، فالجرائم التي تُرتكب في عدن اليوم تحدث يومياً تقريباً وتتمثل بالاغتيالات، تفجيرات ، قطع رؤوس الضحايا ، اختطافات ، تقاسم في نهب المؤسسات الحكومية والخاصة، بسط على ماتبقى من الأراضي والمتنفسات.. الخ.
اما أبناؤها فينطبق عليهم القول في كل ماحدث : «كالمستجير من الرمضاء بالنار»، وهم الآن في حالة جدل مع ذواتهم ، ويكررون السؤال الأكثر ألماً وحسرةً ويرددون: هل ضاع مستقبل مدينتنا في غمضة عين؟
وهل كل وعود الدول بتحويل مدينة عدن الى جنة عدن تبخرت وضاعت، وفجأة يتلاشى الأمل ويتحول الوضع الى هذا المشهد المُرعب؟
لكن أية مدينة يمنية لن تقبل على نفسها ان تكون مجدداً تحت أحتلال اي دولة غازية مهما طال الزمن او قصر ، وكما تحررت عدن من المستعمر البريطاني فاليمنيون الجنوبيون قادرون على المقاومة والصمود في وجه المحتلين بوجهيه القاعدي الداعشي ودولة آل سعود وحلفائها ، والأحزاب تقع عليها مسؤولية إعادة رص صفوفها وتنظيمها وتهيئتها وخلق رأي مقاوم لدول العدوان.
♢ تقييمك للموقف الدولي إزاء المأساة التي يعيشها اليمنيون بفعل العدوان الهمجي.. وهل ترى أن اليمن لن تكون في معزل عما يُعتمل في المنطقة خصوصاً سوريا؟
- المجتمع الدولي له حساباته الخاصة في توازن مصالح الدول الكبرى وليست هناك حسابات مجانية لا في الحروب ولا في السلم ، واليمن وقع ضحية التضليل الإعلامي من جانب، ولوبي المصانع للصناعات العسكرية في الدول الصناعية الكبرى من جانب آخر، وما صفقات لعقود بيع الإسلحة بالمليارات الا احد الأدلة على ان اي رأي وأي موقف مدفوع الثمن ، وحتى للأسف مواقف بعض المنظمات الدولية ذات الصبغة الإنسانية كان موقفها مُرتَهناً لمن يدفع أكثر ، اليمن وقع بين كماشة المال الخليجي المسموم والسوق الواسعة لبيع المواقف والآراء ، ولان الرأسمالية العالمية قائمة في الأساس على قاعدة العرض والطلب للسلعة تحولت المواقف الدولية والفردية ودماء وأرواح اليمنيين الى سلعة للبيع والشراء.
لكن هذه القاعدة لم ولن تسري على كل البلدان الكبيرة والصغيرة وضمن قاعدة التوازنات في الأزمة الحالية على خارطة الشرق الأوسط قد تكون اليمن ضمن هذه التوازنات ، لكن في تقديري الشخصي ان الرقم الصعب في معادلة السلم والحرب باليمن هو إرادة وعزم وصمود الشعب اليمني الذي قلب الموازين رأساً على عقب ، والحرب التي أرادها المعتدون على اليمن لأسابيع تحولت لعام كامل وربما لأعوام ولم يحقق المعتدون أياً من كل أهدافهم المعلنة والخفية حينما اعلنوها حرباً علينا من واشنطن وليس من عواصمهم.
♢ بعد عام من العدوان.. هل ترى أنه يتوجب على كافة الأطراف داخلياً وخارجياً الوقوف لتقييم النتائج وقراءتها بمسئولية واتخاذ مواقف شجاعة لإنهاء هذه الكارثة؟
- بتقديري ان الخطأ الاستراتيجي في هذه الحرب على اليمن يتحمله مَنْ شن العدوان في صبيحة السادس والعشرين من شهر مارس من العام 2015م وهي السعودية وشريكاتها من الدول التي تحالفت معها في ما أُسمي بدول التحالف، ولكن هناك أخطاء كبيرة تقع على القوى اليمنية الداخلية ، أكانت تلك التي تقاوم العدوان ووقفت الى جانب الشعب اليمني او تلك القوى اليمنية التي وقفت الى جانب الدول المُعتدية ، وصمود اليمنيين في حربهم ضد الغُزاة وتحملهم ويلات ومآسي الحصار الجائر عليه هو أساس تلك المراجعات السياسية، لأن الاعتماد على لغة القوة أفشل كل الرهانات في تركيع الشعب اليمني الذي قال الله عنه في الآية الكريمة: ( قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّة وَأُولُو بَأْس شَدِيد) صدق الله العظيم ، ولو نعود لكل تراثنا وتاريخنا اليمني المليئ بالعبر والدروس سنجد إجابات صريحة حول الصمود وعدم الاستسلام مهما كانت قسوة الطغاة من الأعداء.
♢ ظهر الدكتور بن حبتور مؤخراً في العاصمة صنعاء, وتناولت وسائل الإعلام المختلفة هذا الظهور كلاً على طريقته ووفقاً لهواه.. هل لك أن تطلع القارئ على تفاصيل الحقيقة، والموقف الذي جعل بن حبتور -المسئول ربما الوحيد ممن كانوا مع هادي- يغير موقفه ويقف بوجه العدوان؟
- يا أخي الكريم تحديد موقف الانسان أياً كان موقعه في المجتمع يستند في جوهره الى عوامل ومؤثرات تنبع من موقفه الأخلاقي تجاه الوطن، فحينما يتعرض وطنك لعدوان وحشي بربري باستخدام كل انواع أسلحة الدمار ، مصحوبة بحملة إعلامية تضليلية للعقل وتبريرية للقتل العمد وتشويهية للحقائق حينها ينتقل موقف الانسان الطبيعي في المعادلة الى جانب وطنه وليس العكس ، ولست الشخص الوحيد على الإطلاق من المسؤولين الذي انحاز الى جانب الوطن في هذه الحرب بل ان هناك العديد من القيادات لم تقف مع العدوان ولكن لكل واحدٍ ظروفه وحيثياته في التعبير عن موقفه.
حددت الموقف ببساطة شديدة انني لا أستطيع ان أقبل ان أكون في الصف الذي يعادي اليمن مهما كبرت التهديدات او الإغراءات فالوطن اليمني العظيم هو البوصلة التي نهتدي بها لتحديد مواقفنا ، وكذلك يستبعد العقل والضمير ان تكون والتنظيمات الإرهابية والعصابات المسلحة في خندق واحد ضد اليمن ، ولهذا قررت التحرك الى صنعاء أجمل مدائن الكون راحة وطمأنينة وثباتاً على الحق ، ولا أريد أحفادي ان يقرأوا في كتب التاريخ انني خُنْت اليمن ذات يوم وينكسوا جباههم خجلاً من موقف جدهم.
وعودتي الى صنعاء أمر طبيعي لان العاصمة صنعاء هي رمز اليمن كلها وحاضنة لكل ابنائها من كل قرى ومُدن اليمن وهي الآن تمثل رمز التحدي والمقاومة المستمدة من روح وعظمة التاريخ العظيم لليمن على مر العصور ،وصنعاء تشعرك انك بين أهلك وذويك وفئتك المثقفة التي تنتمي اليها روحاً وفكراً للتشارك في المصير المشترك، وتؤمّن لك روح القبيلة السامية التي حافظت على اسم اليمن مُنذ ان أسس اليمانيون حضاراتهم الخالدة الى هذه اللحظة التي وقفت فيها القبيلة ضد العدوان ، وأزيدك من الشعر بيت كما يقولون: ان صنعاء حَوَتْ كل فن.
♢ سؤال أخير: يقوم المؤتمر الشعبي العام بعقد لقاءات موسعة في مديريات طوق صنعاء.. وهي لقاءات مهمة.. برأيك ما المطلوب من المؤتمر القيام به في المحافظات الجنوبية والشرقية؟
- المؤتمر الشعبي العام صمّام أمان للعملية السياسية في اليمن وهو الحزب الذي صمد قائده الرئيس الزعيم/ علي عبدالله صالح طيلة زمن العدوان وصمد بين رفاقه والقيادات المجربة في المؤتمر الشعبي العام وفي مقدمتهم الاخ العزيز/ عارف عوض الزوكا الامين العام والأمناء المساعدون واللجنة العامة وبقية القيادات، وهذا الصمود لأن لديه حاضنة ثقافية واجتماعية وقبلية في كل اليمن ، وهو الحزب المجرب والصلب الذي بقي الى جانب الشعب في طول اليمن وعرضها ، واية أنشطة قادمة يجب ان تستوعب بحذر مايتصل بالمحافظات الجنوبية والشرقية لان هناك سيطرة للإرهابيين والمتمردين والفوضويين الذين لا يحكمهم اي ضابط سلوكي أخلاقي ، ولكن قواعد المؤتمر صامدة من عدن حتى المهرة وسقطرى و في كل مرفق وشارع وقرية ولهذا نؤكد ان المؤتمر الشعبي العام هو حزب الوطن المقاوم العنيد للعدوان.
انني أحيي صمود وبسالة الجيش والأمن واللجان الشعبية في كل جبهات العزة والشرف وهم يدافعون عن الوطن ويحققون الانتصارات الكبيرة في وجه ذلك العدوان البربري الأعرابي الذي تقوده السعودية ، وأُحيي التلاحم والتنسيق العالي بين قيادتي المؤتمر الشعبي وأنصار الله على كل المستويات السياسية والأمنية والعسكرية والإعلامية، وهذه هي الضمانة الصلبة في وجه العدوان ومرتزقتهم في الداخل والخارج.
إنني وبعد مرور قرابة عام كامل على العدوان الذي استنفد كل مخزونه الاخلاقي وحتى المادي ليس أمامهم إلا الجلوس على طاولة الحوار لحفظ ماتبقى من أواصر للعلاقات بين شعبين جارين في اليمن والسعودية وفقاً للمبادىء والاعراف الدولية في علاقات الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين.
♢ كلمة أخيرة تجيب بها عن سؤال لم نطرحه أو توجه من خلالها رسائل؟
الشكر والتحية لصحيفة «الميثاق» وكل طاقمها الاعلامي المجاهد بالحرف والكلمة والموقف الثابت لهم كل التقدير والاحترام.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|