كتب/ محمد أنعم -
عكس مهرجان ميدان السبعين الذي اقامه المؤتمر بالعاصمة صنعاء صورة حضارية كشفت عن حقيقة مكنون الانسان اليمني وجنوحه للسلم والسلام وإيمانه بالحوار والتعايش المشترك، ورفضه المطلق للعنف والعدوان والاقتتال العبثي.
فقد تابع العالم صباح 26مارس الملايين من اعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف الذين احتشدوا من كل أرجاء اليمن للمشاركة في مهرجان السبعين مجسدين أروع صور السلمية في بلاد تتعرض للعدوان السعودي وصراع مسلح داخلي ،خلافا الى ان إحصائيات متداولة اكدت وجود أكثر من (64) قطعة سلاح بحوزة المواطنين قبل العدوان اضافة الى ذلك استيلاء الجماعات الإرهابية على معسكرات الجيش والامن ، وزاد الطين بله قيام السعودية ودول من تحالف العدوان بدعم مليشيات الاخوان والاشتراكي بمختلف الاسلحة لتغذية الاقتتال الداخلي.
الافواج البشرية تدفقت الى صنعاء من مختلف مديريات ومحافظات الجمهورية استجابة لدعوة الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر كانت تحمل العلم الوطني وعلم المؤتمر الشعبي العام والشعارات وصور الزعيم .. على الرغم ان كل تلك الملايين تدرك ان الاوضاع الامنية ليست على سيئة جداً وان الأخطار والمخاطر والقتلة اصبحوا ينتشرون في البر والجو.. لكن فرسان المؤتمر ارادوها سلمية وشدوا الرحال وهم يهتفون باصوت مدوية: "بالروح بالدم نفديك يا يمن.. نفديك يا صنعاء.. نفديك يا عدن.." التحمت معهم الجماهير في كل مكان مشكلين لوحه عظيمة لوحدة وطنية صلبة وقوية وقادرة على تحطيم كل المؤامرات التي تحاك ضد اليمن ، كما عكست العمق الحضاري للأنسان اليمني وتوحده لمواجهة الأخطار والتحديات.
.. نعم سلمية.. سلمية.. تدفقت الملايين كالطوفان نحو العاصمة صنعاء بحشود اثبت من خلالها أعضاء المؤتمر وأنصاره واحزاب التحالف ان الشعب اليمني اقوى من كل الأسلحة وانه لا توجد قوة يمكنها ان توقف زحفه السلمي والتفافة العظيم ووقوف الجميع كالجسد الواحد دفاعاً عن الوطن والمؤتمر .
فعلاً.. لقد بهر فرسان المؤتمر العالم بذلك الحشد ، عندما خرجوا يحملون هم الوطن والشعب مؤمنين ان البنادق والصواريخ تعبر عن ضعف وليس قوة.. وانها تقتل وتدمر ولكنها لا تبني الاوطان..
وقد اكد المؤتمريون سلمية ذلك المهرجان حيث لم تسجل أي حادثة لاطلاق الرصاص أو اعمال عنف خلال أيام المهرجان ..ولوحظ ان بعض الاشخاص الذي جاءوا حاملين اسلحتهم بحكم قدومهم من مناطق ملتهية بالاقتتال فقد حرصوا ان يحولوا فوهات بنادقهم الى اشبه بساريات لرفع العلم الوطني أو علم المؤتمر الشعبي العام.
وهكذا حول فرسان المؤتمر مهرجان ميدان السبعين الى عرس وطني حقيقي .. عرس باركته كل جماهير الشعب وفي المقدمة ابناء العاصمة الذين استقبلوا المشاركين بحفاوة كبيرة.. خرج الأطفال .. الرجال.. خرجت النساء.. خرج المعاقون.. يستقبلون فرسان خبروهم رمزاً للوفاء والخير.. وبفضلهم عرفت اليمن الأمن والاستقرار والبنى والتنمية ورغد العيش والسلام وحقيقة الشراكة الوطنية والعيش والتعايش المشترك.
تدفق اليمنيون الى العاصمة ا وفجأة اكتظت صنعاء وشوارعها وميادينها بمئات الآلاف من ابناء الشعب بعد ان أصبح ميدان السبعين وكل الشوارع المتفرع منه وإليه عبارة ن جمجمة واحدة كما وصف ذلك المشهد البشري الأستاذ ياسر العواضي الامين العام المساعد للمؤتمر ..
فبرغم انتشار أكثر من (60) مليون قطعة سلاح وما تواجهه البلاد من عدوان خارجي غاشم واقتتال داخلي مؤسف الا ان تلك الملايين من فرسان المؤتمر استطاعوا من أجل الوطن والمؤتمر ان يتجاوزوا كل العراقيل التي اعتقد البعض انه من خلالها سيمنع الشعب من ان يسمح العالم صوته.. وهو يقول للقاص والداني القول الفصل...
حتى طائرات العدو السعودي عندما شاهد طياروها تلك الحشود الملايينية ارتعبوا.. وسمع الجميع طائراتهم تطلق بذعر صوتها وتختفي عن الأنظار .
نعم.. سلمية.. سلمية.. وكان مسك الختام مع موحد اليمن الذي اطل على ابناء شعبه في ميدان السبعين متجاوزا كل المحاذير .. وجدد التأكيد ان شعبنا مع السلام.. سلام الشجعان.. مع الحوار.. وحدد موقف الشعب اليمني بأيجاز وسمع العالم ذلك بوضوح.
الى اليوم ما تزال العاصمة صنعاء تعيش هذا العرس الوطني الذي لم سجل فيه الا حادث سير في طريق حجة.. ومن تأبطواً شراً بمهرجان المؤتمر بات محاولاتهم بالفشل.. فق كانت عين الشعب تحرس وتحمى فرسان المؤتمر .. ونرحب بعودة فرسان الخير والسلام..