د.عبدالغني علي السبئي ❊ -
ختام عام كامل واليمن يتعرض لحرب وحصار شامل متعددة الاوجه والاساليب من قوى التحالف بقيادة المملكة السعودية والمدعومة من قوى عالمية عظمى . ولم تعد التكلفة التي يتكبدها اليمنيون جراء العدوان التي يشنها عليهم نظام آل سعود مقتصرة على الأرواح والممتلكات، بل إنها امتدت لتشمل سبل كسب عيشهم ومستقبل الناجين منهم.
التراجع الكبير في الوضع الاقتصادي في اليمن جاء بسبب الحصار الشامل وتقليل حركة السفر في القطارات والموانىء، وتفاقم المسائل الإنسانية وتوقف انتاج النفط وتسويقه والاستهداف المباشر للبنية التحتية ولقطاعات الزراعة والصتاعة والتجارة والكهرباء ..واحتجاز عوائد المغتربين وغيرها..
-خسائر الاقتصاد اليمني في قطاع النفط: -
تجاوزت خسائر الاقتصاد اليمني في قطاع النفط عشرة مليارات دولار وفق مصادر رسمية كان اليمن ينتج 300 ألف برميل من النفط يومياً قبل العدوان ، وبعد العدوان وصل الانتاج إلى صفر برميل يوميا،ً وهذا بسبب تواجد جميع حقول النفط والغاز أو آبار النفط والغاز في المنطقة الحدودية الشرقية مع السعودية، وهناك تسيطر قوى الغزو وغيرها من الميليشيات .وادوات السعودية بالداخل.
-قطاع الصناعة والتجارة :-
أتى الحصار المفروض على اليمن براً وبحراً وجواً ومنع شامل وكامل للتصدير والاستيراد مع قيام دول العدوان بفتح منافذ كالوديعة وعدن والمكلا والشحر لدخول بضائع مصنعة خليجياً وسعودياً، يدير عملية الاستيراد سماسرة المال الموالون للعدوان وذلك لاستنزاف العملة الصعبة في اليمن بمعنى حرب مالية شرسة غايتها خلق انهيار مالي واشكاليات اقتصادية كبيرة ولاستكمال الحصار المفروض وإيقاف عجلة التنمية وتحويل اليمن إلى سوق استهلاكية لمنتجات دول التحالف.. دمر العدوان 15 مصنعاً غذائياً اضافة الى أن جزءاً من المنشآت الصناعية الاخرى خرجت عن الإنتاج بسبب عوامل الحصار، ونقص المواد الخام، وعدم القدرة على التسويق، بسبب الظروف الشاملة التي يعيشها البلد.حيث ادى الحصار إلى توقف العمل في 50 منشأة صناعية، تسبب توقفها بتجميد النشاط الصناعي بنسبة 75 في المائة وفقدان 80 بالمائة من عمال المصانع أعمالهم.في إطار استهدافه لحاجة الناس المعيشية.
مثل هذا حينها دلالة خطيرة للمستوى الذي وصل إليه العدوان في استهداف حياة الناس والتي تعتبر المصانع الغذائية جزءاً منها، ولم يكتفِ تحالف دول العدوان على اليمن بفرض حصار قاتل على الشعب اليمني وتدمير 15مصنعاً غذائياً وتوقف العمل في 50 منشاة صناعية ، بل تعمد مواصلة استهداف معظم المنشآت الصناعية والتجارية بالبلاد.. وخلال عام كامل دمر العدوان مايقارب 212 مصنعاً و570 مخزن أغذية و376 سوقاً ومجمعاً تجارياً.ومع الأسف كل يوم يتزايد هذا الاستهداف والتدمير الممنهج والتجميد لهذا القطاع الاقتصادي الكبير . مثلاً أن صناعة المياه الغازية بجوار مطار صنعاء استهدفت وفقد أكثر من 300 عامل أعمالهم.. كذلك صناعة الإسمنت المملوكة للحكومة 3312 عاملاً باتوا من دون عمل.
القطاع الزراعي:-.حيث كبّد الحصار والعدوان القطاع الزراعي لوحده خسائر فادحة بلغت، وفق تقارير رسمية 16 مليار دولار.
أموال محجوزة ومنهوبة :- قام العدو السعودي بحجز 250 مليون دولار امريكي وهي اموال يمنية مستحقة كالحوالات وتعرفة الهاتف وغيرها من المستحقات المالية التي تجاوزت 45 مليار ريال يمني وهي حتى هذه اللحظة اموال محجوزة لدى العدو السعودي .
اموال منهوبة: قبل العدوان وبعد العدوان نهب الغزاة وادواتهم بالداخل عدة بنوك حكومية وخاصة، ففي محافظة حضرموت لوحدها تم نهب "23 مليار ريال يمني وكذلك العملة الصعبة والودائع المالية وغيرها " كما قامت قوى الغزو والارتزاق بنهب 17 مليار ريال يمني من محافظة مارب ومئات المليارات من الريالات والمبالغ المالية بالعملة الصعبة التي تتجاوز حجم الاموال بالريال اليمني وتم نهبها من عدة بنوك بــ " شبوة- تعز -عدن -ابين -لحج- المهرة -سقطرة"
الخسائر العامة من منازل ومدارس ومنشآت وجسور ومستشفيات ومستوصفات وصوامع غلال ومزارع ومستودعات ومخازن وسيارات وناقلات وطائرات مدنية ومطارات ومصانع ومحطات وقود وغاز ومحطات كهرباء وموانئ… الخ، إجمالي قيمة الخسائر المادية الأولية تتجاوز 263 مليار دولار وفق معلومات رسمية ومراكز يمنيه رصدت خسائر الاقتصاد اليمني خلال عام من العدوان…. ان قيمة الخسائر في المنشآت الحكومية لوحدها والتي تم تدميرها خلال عام من قبل طيران العدوان تجاوز عددها الاجمالي 4300 منشأة حكومية حيث وصلت قيمتها الانشائية والتجهيزية الى 32 مليار دولار.. فعند قراءة القيمة المالية لما دمرته طائرات وسفن العدوان باليمن طيلة عام والتي تجاوزت263 مليار دولار ماعدا خسائر القطاع النفطي التي تجاوزت 10 مليارات دولار " 220 مليار ريال يمني " وحجم الاموال المنهوبة التي بمئات المليارات من الريالات فهي ارقام قليلة مقارنة بحجم تدمير بلد بأكمله.
رغم كل ذلك صامدون..
❊ باحث ومحلل مالي