حوار/محمد الكامل -
قال الكاتب والمفكر العربي المعروف فيصل جلول: إن العدوان السعودي دمّر كل ما بناه اليمنيون في العصر الجمهوري وهذا الدمار يحمل طابعاً انتقامياً ولا يتناسب مع أهداف عسكرية ولا يستقيم مع أخلاق الحرب وقواعدها. كما قام بتدمير البنية التحتية لليمن الأمر الذي يحتاج إلى ربع قرن إعادة إعمار وتخلّف عن العصر لكنه فشل في إخضاع اليمنيين. وأوضح في حوار مع "الميثاق" أن الأصل هو الإنسان اليمني الذي لم تدمّره الحرب وما زال شامخاً ورافع الرأس فوق أنقاض بلاده. واعتبر أن المتغيّرات الدولية ناجمة عن الصمود اليمني وفشل العدوان، وأنه لا توجد بالفعل مؤشّرات على إخضاع اليمنيين، ولكن هناك مؤشّرات على قرب نهاية الحرب والتوصّل إلى تسوية تنقذ ماء وجه المعتدين. ونصح بضرورة تعديل الدستور وحل مشكلة الجنوب والتخلّي عن نظام الأقاليم الفيدرالي، وإلزام المعتدي بدفع تكاليف عدوانه.
وقال إن أفضل ما يمكن أن يتنبّه له اليمنيون هو تجنّب الانقسام تحت القصف السعودي، وأضاف "أقول لهم لا تسقطوا في هذا الفخ وإن فعلتم تذهب ريحكم".
فإلى نص الحوار..
♢ في البداية يسر صحيفة «الميثاق» اليمنية لسان حال المؤتمر الشعبي العام ان تلتقي بالكاتب والمفكر العربي المعروف وصاحب المواقف الشجاعة دفاعا عن قضايا الامة والمهتم بالشأن اليمني.. وذلك بمرور عام منذ بداية شن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن في 26 مارس 2015م.. ما قراءتكم التقييمة للمشهد اليمني والعربي في ضوء النتائج الكارثية على اليمن والمنطقة.. ؟
- وجوه عدة للعام المنصرم ابرزها حجم الدمار الذي اصاب البنية التحتية اليمنية. لقد دمرت عاصفة الحزم كل ما بناه اليمنيون في العصر الجمهوري وهذا الدمار يحمل طابعاً انتقاميا ولا يتناسب مع اهداف عسكرية ولا يستقيم مع اخلاق الحرب وقواعدها. وابرز الوجوه الايجابية يمكن اختصارها بصمود الشعب اليمني وباتحاد طرفين وضعا خلافاتهما وضررهما السابق جانباً ورفعا شعار اليمن او الموت ولعل صمودهما معا في مواجهة العاصفة السعودية هو علامة فارقة في تاريخ اليمن القريب. علما ان هذا الصمود يتم وسط حصار دولي شامل وليس سعوديا فقط. تبقى نتيجة واضحة لهذا الصمود وهي الحديث المتزايد عن نهاية الحرب بشروط الصامدين.
♢ تراجيديا الحرب العدوانية على اليمن، جعلتكم كالعادة تحددون موقفكم الشجاع الى جانب اليمن ضمن اول وابرز الكتاب والمفكرين العرب ومنهم فقيد الامة محمد حسنين هيكل والباحث احمد عزالدين وغيرهما.. فهل حقق العدوان اهدافه المعلنة..ام غير المعلنة.. ام لا هذا ولا؟
- مع الاسف حقق العدوان هدفه بتدمير البنية التحتية الامر الذي يحتاج الى ربع قرن اعادة اعمار وتخلف عن العصر لكنه فشل في اخضاع اليمنيين.. والواضح ان الاصل هو الانسان اليمني الذي لم تدمره الحرب وما زال شامخا ورافع الرأس فوق انقاض بلاده.
♢ كيف تصفون صمود الشعب الشعب اليمني خلال عام كامل في وجه العدوان الهمجي الذي ارتكب جرائم حرب والحصار الشامل والصمت العربي والدولي والتخلي عن اليمن؟
- صمود اليمنيين يندرج في تاريخهم الذي ينطوي على تجارب عدة مماثلة فقد تمكن الشعب اليمني من قهر الاحباش والفرس والاتراك على ارضه ومن ثم البريطانيين، هذا الصمود ليس غريبا او حالة استثنائية انه من سمات الشخصية اليمنية الموسومة بالإباء والتميز.
♢ المتغيرات الدولية والتفاهم الروسي الامريكي لحل الازمة السورية..هل اجبر السعودية على السير نحو حلحلة الأزمة اليمنية وإيقاف العدوان والذي بدأت تلوح في الأفق مؤشراته.. ما تعليقكم حول ذلك؟
- المتغيرات الدولية ناجمة عن الصمود اليمني وفشل العدوان.. بالفعل لا توجد مؤشرات على اخضاع اليمنيين.. هناك مؤشرات على قرب نهاية الحرب والتوصل الى تسوية تحفظ كرامة اليمنيين وتنقذ ماء وجه المعتدين.
♢ ما الخيار او السيناريو الذي ترونه مناسبا من جهة نظركم لحل الأزمة اليمنية وإيقاف العدوان السعودي على اليمن؟
- السيناريو المناسب يستند الى ما يريده الصامدون في صنعاء ومجمل المتمسكين بأراضي اليمن وان كان لا بد من عنوان فأشير الى تعديل الدستور وحل مشكلة الجنوب والتخلي عن نظام الاقاليم الفيدرالي. والزام المعتدي بدفع تكاليف عدوانه.
♢ ما رسالتكم التي توجهونها للدول العربية الشقيقة المشاركة في العدوان على اليمن بدون مبرر في هذه الذكرى؟
- مع الاسف الشديد لاجدوى من مخاطبة معظم الدول العربية وبصورة خاصة تلك المشاركة في العدوان فهي لا ارادة مستقلة لها حتى يتم اقناعها بعدالة القضية اليمنية وحملها على تغيير مواقفها ولعل حالها كالحال الماثل في البيت الشعري الشهير : لقد أسمعت لو ناديت حيا ٭٭ لكن لا حياة لمن ينادي.
♢ ما النصيحة او الكلمة التي تودون توجيهها للقيادات السياسية اليمنية المتصدية للعدوان؟ كلمة اخيرة تودون قولها؟
- ان افضل ما يمكن ان يتنبه له اليمنيون هو تجنب الانقسام تحت القصف السعودي واقول لهم لا تسقطوا في هذا الفخ وان فعلتم تذهب ريحكم.