محمد علي عناش -
في يوم الـ26 من مارس2015م شن تحالف العدوان السعودي الجبان والغادر غاراته على الشعب اليمني دونما سبب يُذكر وفي انتهاك صارخ للمواثيق والأعراف الدولية، وتحت دعاوى واهية وسمجة، أبرزها استعادة الشرعية، بينما الأهداف الحقيقية لهذا العدوان تركيع الشعب اليمني وتدميرمنجزاته وقدراته العسكرية والاقتصادية ونهب ثرواته والقضاء على هويته التاريخية وتقسيمه وتمكين أدواتهم في الداخل بما فيهم القاعدة وداعش من السيطرة على الحكم وتقسيم اليمن الى أقاليم تابعة لقوى دولية.. كانوا يعتقدون أن المسألة لن تحتاج سوى شهر من العدوان والقصف والغارات الهمجية والحصارالخانق، والتدميرالممنهج لاقتصاد البلد ومقوماته ومصادره، كي يرضخ الشعب اليمني تحت ضغط الحصار والتدهور المعيشي والقتل اليومي للمدنيين الأبرياء..
لم يكونوا يتصورون هذا الصمود اليمني الأسطوري الذي أذهل العالم وهو يواجه تحالفاً عالمياً بقيادة السعودية، لأنهم في الأساس كانوا يجهلون من هو الشعب اليمني.. مر عام من العدوان مسجلاً في صفحاته السوداء أكثر من مائتي الف غارة وسقوط عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء وحقداً فاق كل التصورات في التدمير لكل مقومات الحياة في اليمن.. ما النتيجة من كل هذه الهمجية والتكالب الأرعن؟
النتيجة بالنسبة للعدو ومرتزقته وأهدافهم التآمرية مخيبة للغاية، النتيجة على غير ما كانوا يتوقعون،النتيجة مزيد من الشموخ والصمود والتوحد والثبات في مواجهة العدوان وأذياله.. الفرز حصل أيها البلهاء، اليوم هناك من يهتف بالروح بالدم نفديك يا يمن، وهم الصامدون في جبهات العزة والفداء، وجموع الشعب اليمني الأصيل الذين اكتضت بهم ساحتا السبعين والستين في صنعاء، كي يعبروا عن رفضهم وتحديهم للعدوان، واستعدادهم لمواجهته لسنوات قادمة، كي يسقطوا شرعية الخونة بالاحتشاد الشعبي السلمي كما أسقطوها في ميدان المعركة والفداء، في مشهد من المستحيل أن يرى العالم مثيلاً له إلا في اليمن.. وفي المقابل ثمة شراذم متناثرة هنا وهناك تهتف شكراً سلمان وتستصرخ لا تتركونا في منتصف الطريق.. النتيجة ما نراه اليوم من زخم شعبي في ميدان السبعين بصنعاء ومن انتصارات كبيرة في جميع الجبهات، النتيجة هذا السقوط الأخلاقي للعدوان ومرتزقته، وللنماذج السيئة التي يصنعها في عدن وأبين والمكلا وبعض شوارع مدينة تعز.. وعلى العالم الصامت الذي لا يجهل لماذا هذا العدوان.
وإنما يتجاهل ويصمت ويغض الطرف عن جرائمه في اليمن طوال عام كامل، أن يعي هذه النتائج، ويعي بكل مسؤولية رسالة الشعب اليمني التي وجهها السبت من ميدان السبعين في الذكرى الأولى للعدوان.. ميدان السبعين الذي ظل لعقود رمزية للثورة والتحرر وللشعب اليمني الحر الرافض للخنوع والاستسلام للقوى الرجعية اليمنية والعربية، مايزال ينبض بالحرية والثورة، وساحة لكل يمني حر، لن ينكسر في كل المنعطفات الخطيرة بل ظل شامخاً، وهاهو في زمن العدوان لم ينكسر أو يستسلم رغم استهدافه أكثر من مرة.
وفي الذكرى الأولى المشؤومة للعدوان أكد أنه مايزال ساحة ثورية تحتضن الأحرار.. الأحرار من جموع الشعب اليمني.. والذين تدافعوا من كل مناطق اليمن تلبية لدعوة المؤتمر الشعبي العام، من أجل اليمن ورفضا للعدوان وتأكيداً على الصمود والانتصار، في مشهد يعكس عظمة الشعب اليمني ووعيه الكبير، تلك الجموع اليمنية المحتشدة في السبعين، لم تأبه بطيران العدوان الذي حلق فوقهم بعلو منخفض وبشكل استفزازي عله ينال من إرادة هذه الجموع الملايينية، ويعيقها عن كتابة رسالتها التاريخية الخالدة.. لم يقتصر مشهد الشموخ اليمني على السبعين بل اكتمل شموخه وعظمته في ساحة الستين عصراً والتي اكتضت أيضاً بجموع الأحرار من الشعب اليمني.
من السبعين الى الستين كان الهدف واحداً وهو رفض العدوان والتأكيد على الصمود والثبات في مواجهة العدوان بكل الوسائل والإمكانات.. من السبعين الى الستين رسم اليمنيون الأحرار لوحة الإباء والانتصار بإرادة قوية أبداً لن تنكسر، وكتبوا رسالة يمنية خالدة ومؤثرة الى العالم أجمع والى تحالف العدوان الهمجي،هي رسالة العزة والشموخ اليمني، رسالة السلام والإنسانية والحرية والكرامة، رسالة إيقاظ لضميرالعالم الميت، وإيقاظ للحقيقة والعدالة الغائبة،رسالة من الواقع مفادها: أن لاصوت يعلو فوق صوت الشعب، لا شرعية إلا شرعية الشعب، أنه لا مكان للخونة والإرهابيين والمرتزقة فوق ثرى هذا الوطن الطاهر، لا مكان للطائفية والمذهبية والمناطقية في اليمن.
لا مكان لمشاريع الإرهاب الداعشي السعودي في مزاج ووعي اليمنيين الأحرار، كما هي في سوريا وليبيا والعراق كأحد إفرازات ثورات ربيع الفوضى والخراب، هي رسالة عاجلة لوقف العدوان ومحاكمة القتلة ووقف بيع السلاح لهم ولأدواتهم الإرهابية، مالم فنحن جيش يمني جاهز سنتوجه الى ميادين الشرف والدفاع عن الوطن وسيادته، ولن نحتفل العام القادم إلاّ في الرياض مكللين بالانتصار التاريخي وبتطهير العالم من الإرهاب والشر بقطع رأس الأفعى مملكة الشر والإرهاب والتخلف. أما رسالتي لجموع الشعب اليمني الحرالذي احتشد في السبعين والستين، بأن يحتفظوا بأحذيتهم لأن متاحف العالم ستطلبها يوماً ما.