وليد يحيى الحبابي -
الأولى وتسمى »العيد الأكبر« يوم ان منَّ الله على اجدادنا- رحمة الله تغشاهم- بالاسلام وذلك في السنة الثامنة للهجرة اي قبل حوالي 1400سنة تزيد او تنقص ،وشيّد جامع الجند وسجل الاجداد انصع صور الانصهار والتلاحم والاعتصام بحبل الله جميعاً ، وأوصلوا ديننا الحنيف إلى كل اصقاع العالم بوحدتهم وحكمتهم وعلمهم وقوتهم وبنوا المساجد وشيدوها في كل ارجاء المعمورة ، لذا فقد اتخذ اليمنيون الجمعة الأولى من شهر رجب عيداً دينياً ومناسبة عظيمة يعبرون فيها عن حمدهم وشكرهم لله تعالى الذي منَّ عليهم بنعمة الاسلام، فيه يفرحون ويبتهجون ويمرحون ويظهرون فرحهم وسرورهم بهذا العيد العظيم .
الجمعة الثانية بعد 1400 سنة من الاولى اي قبل 5 سنوات وسميت بـ(جمعة النهدين) ويمكن تسميتها بـ"جمعة هدم وتفجير وتفخيخ بيوت ومساجد الله تعالى" ، ومن " النهدين " كانت الفكرة والبداية والاشارة لتفخيخ وتفجير وقتل وسفك واغتيال بيوت ومساجد الله تعالى ومن دخلها راكعين سجداً آمنين بأمان الرحمن .
وفي جمعة النهدين الرجبية الموافق 3 يونيو 2011م وبينما رئيس الدولة"وكبار المسئولين يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النهدين بدار الرئاسة، سجل بعض احفاد اجدادنا -مع شكي ويقيني بأنهم ليسوا احفاد اجدادنا اليمنيون العظماء- سجلوا بالاعتداء أرذل أنواع الخيانة والغدر والقبح على بيت من بيوت الله.
كان اليهود قد دبروا ورسموا الخطة مسبقاً، وعملاؤهم ومرتزقتهم احفاد عبدالله بن أُبي جاهزون وحولوا عيد الجمعة الرجبية عند اليمنيين الى مأتم ونكسة وحزن.
وفي الركعة الثانية بالتحديد تحول بيت الله وعباده الى اشلاء وركام والدماء تسيل من كل مكان وجثث اصبحت رماداً والاصوات تعلو بالشهادة والمناداة من هنا وهناك، واصوات تنادي بلهفة على الرئيس، لم يستطيعوا حينذاك التعرف على بعض الضحايا وسيطر الرعب والفزع على الموقف ، واعقبه بدقائق انفجارات اخرى واصوات المدافع والرشاشات من كل العيارات كانت أشبه باشتباكات وحرب العصابات في محيط دار الرائاسة كانت عملية اغتيال فاشلة وانقلاباً ظاهراً وفي باطنها حرباً شعواء لجمعتنا الرجبية العظيمة "من وجهة نظري"..
الله اكبر قُتل الطاغية ..! كان يصيح ويهلل بذلك خطيب بشارع الستين الذي يبعد بضع كيلومترات عن مكان الجريمة وسط جموع من المواطنين الذين غُرر بهم من قبل تلك الجماعة المنفذة لتلك الجريمة النكراء ، كان يصيح ويهتف بقوة »انتصرنا والله اكبر«..
الله أكبر ..! تقتلون ولي امركم وهو ضيف فقير الى الله في بيته المقدس ..! ماهذا الجرم ، ما هذا الدين ، ما هذا الفكر ..! الذي جرَّمته وتبرَّأت منه كل الاديان..
فبعد تلك الجريمة الاقبح في تاريخ البشرية والاسلام تجرأت وتمادت تلك الفئة الضالة في جرمها وإرهابها وعدوانها على بيوت الله وكان ابرزها مساجد الحشوش وبدر والبليلي والقبة الخضراء الامام الهادي وابن الأمير الصنعاني ومجد الدين المؤيدي وغيرها..
فما بالكم يا احفاد انصار رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحابته اجمعين، أما آن الأوان بعد سنوات عجاف وفرقة وتشرذم وحروب وخراب ودمار وقتل وسحل وتنكيل ورعب وفزع..! أما آن الأوان ان نرجع الى الحكمة.. الى الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعاً والسير بما سار عليه اجدادنا العظماء " رحمة الله تخشاهم في السراء والضراء ".. وضعوا نصب اعينكم المكانة التي أولاها إيانا سيد الرسل وخاتم الانبياء الصادق الآمين محمد (علية الصلاة والسلام) :
" أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا وألين أفئدة.. الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية".. وما أحوجنا اليوم الى توحيد الصفوف ونبذ العنف والتطرف والإرهاب.