موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الخميس, 14-أبريل-2016
فيصل عساج -
اعتقاد غبي من يفكر أنه ليس للسعودية أطماع أو أجندة سياسية أو اقتصادية في اليمن فمنذ عهد الحكام الأوائل للدرعية بدءاً بالأمير محمد بن سعود بن مقرن 1745-1766م وانتهاءً بالحاكم الديني محمد بن عبدالوهاب 1792م، وهذه المرحلة التاريخية الأولى هي البداية للاطماع السعودية في اليمن والتفكير في غزوها فقد دفعت خصوبة أراضي اليمن الدولة السعودية الى التفكير في ذلك ولم يكن من السهل على آل سعود أن ينسوا الهزيمة التي انزلها بهم حسن بن هبة بقواتهم في عهد الأمير محمد بن سعود 1178هـ، ولما قويت شوكة الدولة السعودية أصدرت سلطات الدرعية أوامرها الى القائد حزام بن عامر العجماني بالتحرك الى جنوب السعودية على رأس قوة مسلحة تدخل حدود اليمن وتواصلت التدخلات السعودية، وتم احتلال مدينة اللحية عام 1810م بعد محاصرتها وواصلت السعودية التقدم نحو الحديدة وتمكنت من الوصول الى نجران عام 1805م دون ان تتمكن القوات السعودية من الاستقرار فيها كما يقول صاحب كتاب «المطامع السعودية التوسعية في اليمن» إضافة الى أنهم حاولوا الوصول الى حضرموت مرتين عام 1224هـ «1809-1810م» والثانية 1226هـ «1811م» ولكنهم هُزموا.. وحقيقةً فإن الإمام يحيى كان يشعر دائماً بأن عسير جزء لا يتجزأ من اليمن وأنه لابد من استعادتها يوماً من الأيام ولذلك كان متوجساً للغاية من المحاولات المحلية والدولية للاستيلاء عليها.
وأما الدولة السعودية الثانية «1824-1891م» فلم تستطع مواصلة توسعها في الأراضي اليمنية نظراً لانشغال العائلة بالصراعات الداخلية فيما بين الامراء، ومع بداية الحرب السعودية اليمنية التي حقق فيها اليمنيون تقدماً عبر الجبال نجح السعودون في حرب الصحارى وذلك لأن بريطانيا مدّتهم بالأسلحة.. وقد شبه أحد الكتاب الحرب بين الطرفين بالحرب بين الفيل والحوت ولذلك اضطر الجانبان للدخول في مفاوضات وللأسف فقد استطاع ابن سعود فرض شروطه على الإمام في إخلاء نجران وعسير تهامة وتسليم الادريسي الى لجنة الوساطة الاسلامية وقد أصرت السعودية على استلام الإدريسي و300 شخص من أفراد عائلته وقد استلم الأمير فيصل بن عبدالعزيز الادريسي وأفراد عائلته في مدينة الحديدة ومارس آل سعود جميع أعمال الإرهاب والقرصنة منذ تأسيس المملكة، فقد تم احتجاز مندوب الإمام عبدالله الوزير ولم يسمح لوفد الإمام بالمغادرة إلاّ بعد أن نفذ الإمام جميع شروط إنهاء الحرب السعودية اليمنية والمسماة بمعاهدة الطائف.. وتتواصل مرحلة جديدة بين الإمام يحيى وآل سعود ولولا الدعم السعودي المادي والعسكري لما فشلت ثورة 1948م ضد الحكم الإمامي وهو نفس النظام الرجعي الذي كان قائماً في السعودية ولكن من مصلحة المملكة إفشال أية حركة ثورية حتى لا تتم المطالبة بجميع الأراضي اليمنية المحتلة.
لقد تورطت السعودية ضد ثورة 1955م وكانت روايات السعودية أنها لا تحبذ قيام أي انقلاب في البلاد العربية وبخاصة في بلاد مجاورة لها، ونحن لا نستغرب عندما أهدى آل سعود الى الإمام احمد العتاد الحربي لتقوية حكمه، ومع قيام الثورة السبتمبرية كانت السعودية تختبئ وراء المؤامرات بدليل أنها وأمريكا والأردن لم يعترفوا بالجمهورية مع أن أكثر من ثلاثين دولة قد اعترفت بالنظام الجمهوري وقد جاء الخوف السعودي من أن الأنظمة الجمهورية وخاصة في الدول المجاورة سوف يؤثر عليها وهنا تبدأ السعودية دوراً قذراً في تقديم المال والسلاح وفتح أراضيها لمدة ثمان سنوات، وتأتي العروبة والأخوة من مصر لتساند الثورة اليمنية ولتبقى خالدة مهما حاول الحاقدون وقد استماتت السعودية في دعمها للملكين واشتدت المعارك بين 1964-1965م الى أن انتهت عام 1970م وقد تم حصار صنعاء بدعم من السعودية ولكن الثورة انتصرت على الرغم من أن السعودية رمت بثقلها في اليمن لتقويض الجمهورية ومع أنها دائماً تقول إنها لا تتدخل في شئون اليمن إلاّ أنها تعمل عكس ذلك ولن ينسى اليمنيون إعدام 17 يمنياً بتهمة تفجيرات في مدينة نجران وهذا الاتهام ليس له أساس من الصحة.
واستمرت السعودية منذ عام 1971م في تدخلها في اليمن وقد مارست ضغوطاً لإقالة محسن العيني من رئاسة الوزراء عدة مرات وضغوط أخرى لتعيين الفريق حسن العمري كرئيس للوزراء اشعلت السعودية الحرب بين شطري اليمن عدة مرات بواسطة عملائها وسعت الى أخذ تعهد بإقفال ملف الحدود الى الأبد.. ومع وصول الرئيس ابراهيم الحمدي بدأت السعودية بالضغط على الحمدي لطرد الخبراء السوفييت واستبدالهم بخبراء أمريكيين، وما محاولات الانقلابات على الرئيس الحمدي إلاّ بدعم سعودي فقد حدثت أربعة انقلابات ضد الرئيس الحمدي، الأول في 13 يوليو 1975م والانقلاب الثاني في 16 أغسطس 1975م والثالث في 20 فبراير 1976م والرابع مع بداية يوليو 1977م الذي حصل عبر تمرد قبلي في مدينة صعدة حتى تم اغتيال الرئيس الحمدي في اكتوبر 1977م.
وقد قامت السعودية بواسطة الاموال بتجنيد عبدالله الاصنج كعميل لهم في اليمن، وبذلت جهوداً جبارة وحثيثة لمنع حصول الوحدة اليمنية ومحاولة اغتيال والانقلاب العسكري على الرئيس علي عبدالله صالح منذ تسلمه الحكم عبر محاولات تمرد من بعض القبائل الموالية للسعودية من القيادات الناصرية.. وللتاريخ فقد بدأ الرئيس علي عبدالله صالح بالحفاظ على السيادة والتمسك باستقلالية القرار اليمني وقد دشن ذلك منذ بداية حكمه عندما أمر بزيادة عدد الخبراء السوفييت وهذا ما كانت ترفضه السعودية.
إن التآمر السعودي على اليمن لم يتوقف يوماً واحداً ففي بداية 1980م قتل خمسة جنود يمنيين على الحدود مع السعودية وقالت الصحف الغربية يومها إنها ضغوط ومحاولة سعودية لمنع اليمن الشمالي يومها من التقارب مع اليمن الجنوبي وللأسف الشديد كان النظام في اليمن الشمالي دائماً ينفي هذه الأخبار، وقد زادت وتيرة النفي في ربيع 1980م واستمرت الخروقات السعودية للحدود اليمنية طيلة السنوات التالية وكانت السعودية تلجأ الى الضغط على صنعاء بتوقيف دعم الميزانية ومع أن هذا القرار السيادي للبلاد بدأ يأخذ منحى جديداً بعد زيارة الرئيس علي عبدالله صالح في أكتوبر 1981م الى موسكو وتلقيه مساعدات سوفييتية وكذلك مساعدات من ألمانيا الفيدرالية وهولندا إلاّ أن الرجعية السعودية استمرت بمسك الاموال كورقة ضغط على نظام صنعاء.
إن عشرات بل مئات التدخلات السعودية الصارخة في الشئون الداخلية لليمن «دماء ودموع ومهانات وتطاول على أكبر الشخصيات في اليمن تلك هي العلاقة بين النظام السعودي والشعب اليمني منذ ما يزيد على 250 عاماً».. هكذا كانت العلاقة وهكذا لم تستطع الحكومات المتوالية على حكم اليمن التخلص من الهيمنة السعودية، وظل الشعب اليمني يئن من ثقل الضغوط السعودية ومن جراء استخدام المال كوسيلة لذلك فقد استخدم المال السعودي بطريقة مقززة في علاقاته مع اليمن مستفيداً في ذلك من ضعف الموارد المالية.
وقدمت السعودية دعماً عسكرياً مباشراً لمعارضي اليمن الجنوبي لإشعال الحرب، ويقولون نحن «لا نتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى»!!
تزحف الدبابات والمدرعات ويحلق الطيران السعودي فوق أراضي اليمن ليقصف ويقتل ويدمر، ويقولون «لا نتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى».!!
محاولات انقلابات عسكرية والقبض على القائمين بها واعترافهم بالدعم السعودي لهم.. ويقولون «لا نتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى» إنها مرحلة حزينة ومثيرة في نفس الوقت من التدخلات السعودية في شئون شعب «اليمن السعيد» الذي عانى كثيراً وقرر أن يفضح هذا النظام أمام شعوب العالم الاسلامي..
ولن يأخذ القرار السياسي في اليمن الاستقلالية مادامت الاموال السعودية هي الممول للارتزاق، حيث بنت أساسيات التعامل مع بعض ابناء اليمن من خلال تلك الأموال.
خلاصةً إن العدوان الغاشم على اليمن في 26 مارس 2015م ما هو إلاّ حلقة من ضمن مئات حلقات التخريب والاحتلال والقتل والتدخل في الشئون الداخلية لليمن وللأسف فإنها قد حققت جميع أهدافها التدميرية فقط بسبب مرتزقة اليوم والذين لا يختلفون عن مرتزقة الأمس الذين كانوا يأخذون الاموال بشكل سري، أما مرتزقة اليوم فهم أكثر وقاحة وجرأة في العمالة مع العدو المتغطرس الذي يقتل البشر والشجر ويدمر هنا وهناك بعد أن باعت امريكا وأوروبا ضميرها مقابل المال السعودي الذي لطخ الضمير العالمي..
إن دماء الاطفال والنساء في اليمن الذين قتلوا جراء العدوان الغاشم وبأيدٍ سعودية وعربية لهو العار ولن يرحم التاريخ أولئك المتآمرين على شعب يرزح تحت خط الفقر وما يقوم به العدوان السعودي شيء مقرف للضمير الانساني ولكن أولئك المرتزقة والذين يلعقون أحذية آل سعود في الرياض أو غيرها من المدن السعودية لهو الدافع للرجعية السعودية للعدوان على شعبنا اليمني، لأكثر من عام.. وأن أقذر حذاء تنتعله امرأة عجوز في اليمن تواجه العدوان والموت لهو أشرف من أولئك المتسولين للمال السعودي الذي كان ثمنه الآلاف من الشهداء والجرحى.. ونحذر اليوم من يحاول أن يقايض دماء الشهداء اليمنيين بالاموال السعودية القذرة التي لم يسلم بيت واحد في اليمن من شرها وسيظل احفاد الحركة الوهابية المتطرفة ينشرون سمومهم في اليمن، وما التدمير الذي تعرضت له اليمن في كافة نواحي الحياة إلاّ دليل كافٍ على الحقد والتطرف الطائفي من آل سعود وهم يقولون ويروجون بأنهم يعيشون في عهد الصحابة كالزهد والبعد عن الخرافات وهدم الأضرحة ومحاربة الأوليا وهذه جرائم تُرتكب باسم الاسلام والسلف الصالح.. والنتيجة أن آل سعود قد زرعوا كل الحركات الإرهابية في العالم كداعش والقاعدة في جميع مناطق اليمن..
وختاماً نقول للمرتزقة اليمنيين مبروك لقد دمرتم وخربتم لكن لم تدمروا عزيمتنا وإرادتنا، وشعبنا اليمني العظيم سيظل صامداً ضد العدوان البربري كما كان أسلافنا، ورحم الله كل من دافع عن اليمن بعيداً عن المال السعودي المدنس.. والشكر والعرفان لكل من خرج سواءً في السبعين أو غيرها من ميادين اليمن رفضاً للعدوان السعودي على البلاد.. كيمني أصيل محب لتربة بلده وليس لهدف حزبي أو مناطقي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)